يسعى فريق شبيبة القبائل إلى تدارك الوضع الصعب الذي يمر به حاليا، والعودة إلى الواجهة بأسرع وقت ممكن من خلال تحقيق نتائج إيجابية مستقبلا لتفادي الوقوع في الأزمة، والدخول في نفق مظلم يصعب الخروج منه بعدما امتدت سلسلة الهزائم التي تطارد النادي محليا إلى المنافسة القارية خلال العمل على الفوز في مباراة العودة ضمن الدور التمهيدي الأول لكأس الكاف التي ستكون غدا على ميدان أول نوفمبر بتيزي وزو٫ يبقى الكناري مطالب بتحقيق الفوز بنتيجة كبيرة غدا عندما يستقبل نادي أم سي بريويريس الليبيري ضمن لقاء العودة الذي يدخل في إطار الدور التمهيدي الأول لمنافسة كأس الكونفيديرالية الأفريقية من أجل التأهل للدور المقبل من خلال تدارك التأخر المسجل في مواجهة الذهاب خارج الديار بعد انهزام ممثل الجزائر قبل أسبوع بثلاثية نظيفة ما جعل الأمور تتعقّد أمامه أكثر. ولهذا فإنّ اللاعبين والطاقم الفني بقيادة المدرب الجديد مراد رحموني، الذي تولى مهام الفريق في الأيام القليلة الماضية أمام مأمورية شبه مستحيلة من أجل قلب الموازين خلال مواجهة اليوم والفوز بأكثر من ثلاث أهداف للتأهل مباشرة إلى الدور المقبل مع ضرورة الحفاظ على نظافة شباكهم أمام الضيوف الذين سيأتون إلى الجزائر من أجل تأكيد نتيجة الذهاب والعودة بالتأهل بما أن الضغط سيكون على أصحاب الأرض والجمهور. المدرّب الجديد مطالب بإعادة الكناري للطّريق الصّحيح وبالتالي فإن الرجل الأول على رأس الشبيبة أمام مهمة إعادة الأوضاع إلى الطريق الصحيح من جديد من خلال وضع خطة مناسبة للوصول إلى الهدف المسطر والمتمثل في إعادة الفريق إلى سكة الانتصارات من جديد بما أنه كل شيء ممكن في كرة القدم، وبإمكان حدوث المفاجأة غدا من طرف أبناء جرجرة إذا عرفوا كيف يستغلون نقاط ضعف منافسهم لصالحهم والوصول للمرمى من خلال انتفاضة حقيقية لتعويض الهزيمة الثقيلة في أول خرجة لهم بعد العودة إلى جو المنافسة القارية التي غابوا عنها لفترة طويلة. يأتي ذلك في ظل تأزّم الأمور أكثر بالنسبة لشبيبة القبائل التي تعيش وضعا صعبا جدا في الموسم الكروي الحالي بسبب المشاكل الداخلية التي انعكست بشكل مباشر على نتائج الفريق، والمتمثلة أساسا في غياب الاستقرار والانسجام بين عناصر ممثل الجزائر في ثاني أكبر منافسة على مستوى الأندية بالقارة السمراء، حيث نجده يقبع في مركز الخطر ضمن البطولة الوطنية بعدما ضيّع أكبر عدد من النقاط خلال مرحلة الذهاب، وامتد هذا الوضع إلى غاية النصف الثاني من الرابطة المحترفة الأولى، بدليل أنه ثاني أبرز المهددين بتوديع القسم الأول بعد نهاية السنة الرياضية الحالية وهذا ما يعني أن الأمور ستكون صعبة على الصعيد الافريقي. اللاّعبون سيركّزون على مباريات البطولة ما يعني أن الجميع سيركّز مستقبلا على الجولات القادمة ضمن الرابطة المحترفة الأولى من أجل إيجاد الحلول المناسبة لإنقاذ النادي من الخطر الذي يتواجد فيه بعد الدوامة التي عصفت به من خلال الفوز بأكبر عدد من اللقاءات المتبقية من مرحلة العودة لكسب مجموع مريح من النقاط التي تجعله يغادر المركز ما قبل الأخير في الترتيب العام خاصة في الوقت الحالي الذي نشهد فيه تنافس كبير بين مختلف الفرق الأخرى التي تلعب من أجل عدم تضييع النقاط لأنّها أصبحت ثمينة جدا ولا مجال للمخاطرة أو التهاون لأن الفارق ليس كبير بين المتنافسين وهنا نجد دور كبير لعاملي الخبرة والتجربة لصنع الفارق بما أن الشبيبة لها تاريخ كبير ولا أحد ينكر ذلك، وسبق لها أن شرفت الجزائر في عدة مناسبات. وللإشارة، فإنّ فريق شبيبة القبائل مرّ بفترة صعبة خلال السنوات القليلة الماضية ورغم العودة الرائعة خلال النصف الثاني من الموسم الكروي الماضي بدليل احتلاله لمركز مؤهل للمنافسة القارية، إلا أن الأمور لم تستمر طويلا وعادت المشاكل لتخيم على بيت الكناري من جديد، وهذا ما أثار العديد من التساؤلات لدى المختصين ومحبي الفريق، خاصة الأنصار الذين ساندوا اللاعبين كثيرا وهم على أمل الخروج من الوضع الصعب الذي يمر به أصحاب الزي الأصفر والأخضر، ولا أحد من المشجّعين يفكر في إمكانية نزول الشبيبة إلى القسم الثاني لأنّهم يثقون في المجموعة الحالية خاصة بعدما تم الاستنجاد بالمدرب مراد رحموني من أجل إعادة الأمور إلى الطريق الصحيح من جديد بسرعة بما أن الوقت ليس في صالحهم. الشّبيبة تملك سجلا ثريّا على المستوى القاري ولا يخفى على الجميع أنّ فريق شبيبة القبائل تمكّن من التربع على العرش الافريقي لعدة مرات من خلال الفوز بلقب رابطة الأبطال سنتي 1981 و1990 وكأس الكؤوس سنة 1995 وكأس السوبر الأفريقية عام 1982 وبعدها سيطرة على منافسة الكونفيدرالية الأفريقية لثلاث سنوات على التوالي، وكان ذلك أعوام 2000، 2001 و2002 إضافة إلى اللقب المحلي 14 مرة و10 مرات كان وصيف البطل، وعدة تتويجات أخرى تبقى راسخة في سجل هذا النادي العريق الذي نجده اليوم يعيش أوضاعا صعبة. وفي انتظار حدوث «المفاجأة» في المقابلات التي تنتظر شبيبة القبائل، تبقى إدارة حناشي مطالبة بإيجاد الحلول المناسبة في أسرع وقت ممكن لإخراج الفريق من النفق الذي يتواجد فيه بداية من لقاء الغد، الذي سيكون أول اختبار للمدرب رحموني الذي جاء لإنقاذ الفريق في وقت صعب جدا، ولهذا فإنّه في وضع لا يحسد عليه لأنه في صراع مع الزمن وليس أمامه الكثير من الوقت للتعرف على المجموعة. وحسب المعلومات التي اطّلعت عليها «الشعب» من مصادر خاصة، فإن الرجل الأول على رأس العارضة الفنية للكناري سيقوم ببعض التغييرات على مستوى التشكيلة الأساسية التي ستدخل غدا، كما صرّح للاعبين أنه سينتهج خطة عمل خاصة به، ولهذا ستكون هناك تغييرات أخرى مستقبلا في بعض المناصب من أجل إعطاء فعالية أكبر ونجاعة هجومية مع تصحيح بعض الأخطاء الدفاعية.