افتتح الصالون الدولي الأول للزيتون وزيت الزيتون ومشتقاتهما أبوابه اليوم الأربعاء بالجزائر بمشاركة حوالي 50 عارض جزائري وأجنبي يمثلون كبرى الدول المنتجة. وتستمر هذه التظاهرة إلى غاية السبت المقبل بقصر المعارض الصنوبر البحري. وبالإضافة إلى الجزائر تشارك أربع دول في هذا الصالون المهني : تونس واسبانيا وتركيا, وايطاليا وكلها تعتبر رائدة في إنتاج وصناعة الزيتون عالميا. ويمثل الصالون مختلف أقسام شعبة الزيتون كالأشجار وتجهيزات الإنتاج, وسلسلة التوضيب والتحويل والتغليف. " بالنسبة لنا, مشاركة حوالي 50 عارضا في الطبعة الأولى يعد أمرا جد هام", حسبما صرح به لوأج محافظ الصالون , سمير غاني. وجاء الصالون لمواكبة ديناميكية شعبة الزيتون بالجزائر, وذلك بعد تنفيذ عدة برامج لتطوير وتنمية هذه الشعبة منذ 2000. وقد انتقلت المساحة المخصصة لشعبة الزيتون من 170 ألف هكتار إلى 470 ألف هكتار حاليا, حسب الأرقام المقدمة من طرف مدير التنظيم وتطوير الإنتاج الفلاحي بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري, شريف عوماري, الذي مثل وزير القطاع في الافتتاح الرسمي للصالون. وخطت شعبة الزيتون التي صنفت من طرف السلطات العمومية كشعبة استراتيجية "خطوات هامة" بفضل الدعم والتأطير التقني والمالي المقدم من طرف الدولة منذ 2000, مشجعة بذلك غرس أشجار الزيتون خارج المناطق التقليدية, في أقاليم الجنوب والهضاب العليا، يتابع السيد عوماري. ويمكن لهذه الشعبة التي لها إمكانيات هامة أن تقدم قيمة مضافة في إطار تنويع الاقتصاد الوطني وفتح مناصب شغل جديدة. ومن جهة أخرى يعرف السوق المحلي طلبا معتبرا على المنتوج وعليه تسعى السلطات العمومية إلى تثمين منتجات الزيتون بغية تسويقها دوليا بدءا بزيت المائدة لمنطقة "سيق" ضمن علامة المؤشر الجغرافي والذي سيتم المصادقة عليه قريبا من طرف اللجنة الوطنية للعلامات, حسب نفس المسؤول. غير أنه وبالرغم من المجهودات المبذولة لتنمية هذه الشعبة إلا أن المستثمرين يواجهون عراقيل أخرى تعيق الاستثمار في هذا المجال, وذلك في غياب تنظيم المهنيين. "إن نقص تنظيم المهنيين يشجع السوق الموازية التي أثرت بشدة على تتبع نوعية المنتجات" يتأسف كريم زبيري , مستثمر شاب في غرس الزيتون. ويشير هذا المتعامل, الذي قام باستصلاح حوالي 50 هكتار بعين وسارة (ولاية الجلفة) إلى نقص الكهرباء الفلاحية والعقار. وقال في هذا الإطار انه لم يتحصل بعد على عقد الملكية للأرض التي قام باستصلاحها منذ غراسة بستانه بشكل مكثف منذ 2004, وهو ما دفعه لطلب قرض من اجل استكمال مشروعه وإنجاز وحدة للتوضيب. وإلى جانب إشكالية الولوج إلى العقار, يعد نقص اليد العاملة الشغل الشاغل للمستثمرين. وحسب العديد من العارضين, فإن ارتفاع أسعار منتجات الزيتون في السوق تعود جزئيا إلى هذه العراقيل.