أكد المشاركون في الملتقى المتوسطي لزيت الزيتون، أمس، على ضرورة تحديث زراعة الزيتون في الجزائر وتطويرها للوصول إلى إنتاج 50 الف طن من الزيت سنويا من خلال الاهتمام أكثر بشعبة زراعة الزيتون والتخزين، وضبط التسمية الأصلية ومراقبتها، والتوزيع، والتسويق والتصدير إلى جانب تكوين مختصين في زراعة وتكنولوجية الزيتون. وفي هذا الصدد؛ شدد الأمين العام لوزارة الفلاحة السيد سيد احمد فروخي في الملتقى المتوسطي الأول لزيت الزيتون على أهمية تنظيم المزارعين وعدم الاستمرار في إنتاج زيت الزيتون بالطريقة التقليدية الحالية التي لا تعكس حقيقة الإمكانيات المتوفرة، حيث لا تمثل زراعة الزيتون حاليا سوى الثلث من قدراتها، مشيرا إلى أن مخطط تجديد الاقتصاد الفلاحي يراهن على رفع الإنتاجية والنوعية لزيت الزيتون التي ارتفع منتوجها مقارنة بالسنوات الماضية بالإضافة إلى تطور هذه الزراعة في بعض المناطق منها البيض، الجلفة، المسيلة ورغبة العديد من المتعاملين في تطوير هذا الفرع. وفي هذا السياق؛ ذكر المتحدث بالبرامج التي خصصتها الوصاية لدعم زراعة الزيتون والانتقال من 150 الف هكتار المزروعة حاليا إلى 500 الف هكتار في افاق2014 وتدعيم عملية التحويل التي استفاد منها أكثر من400 مستثمر في انتظار استفادة هذا المجال من إجراءات أخرى لتحسين نوعية التحويل وتحديثه وحمل الأشخاص من مزارعين ومنتجين ومحولين على التنظيم والمهنية بالإضافة إلى الدعم الخاص بغرس الأشجار والسقي. وفي هذا الصدد؛ كشف السيد فروخي على هامش الملتقى أن الوصاية بصدد التحضير لوضع علامة تجارية خاصة بزيت الزيتون الجزائرية وذلك في إطار الاعتراف بالمنتوج وحماية المستهلك وخلق علاقة جيدة بين المنتج والمستهلك، كما سيتم إدخال طريقة جديدة لتعبئة زيت الزيتون بطريقة تجارية تعكس قيمة المنتوج، وسيتم -حسب المتحدث - تحديد المؤسسة التي ستتكفل بهذه المهمة من خلال اعتماد معايير خاصة. من جهته أشار رئيس مجمع التفكير للفلاحة والإبداع السيد بن سمان إلى أن تطلعات الجزائر لإنتاج مادة زيت الزيتون في آفاق 2014 ترتكز على مدى تأثير دخول مزارع جديدة مجال الإنتاج وتحديث قطاعات التحويل من خلال الاستفادة من تجارب الدول الأجنبية التي تعرض تجربتها في الملتقى، على غرار تونس والمغرب وايطاليا والعديد من الخبراء المختصين من دول البحر الأبيض المتوسط ومناقشة أفضل السبل والوسائل التي تسمح بتحسين شعبة زراعة الزيتون، كما اعتبر الملتقى المتوسطي الأول لزراعة الزيتون فرصة للجزائر لضبط هذا الفرع والاستفادة من تجارب البلدان المتوسطية الأخرى الرائدة في الأسواق العالمية. أما المدير العام للمعهد التقني لزراعة الأشجار المثمرة والكروم السيد محمود منديل، فأشار إلى أن الجزائر ضاعفت قدرتها بأربع مرات، حيث انتقلت من 100 شجيرة في الهكتار الواحد خلال سنة 2000 إلى 400 شجيرة في الهكتار الواحد حاليا مشيرا إلى أن هذه التجربة الجديدة تتطلب تقنيات خاصة. وفي هذا الصدد أوضح مدير المعهد التقني للأشجار المثمرة لمنطقة الغرب السيد محمد قادوس على هامش اللقاء أن الجزائر جد متأخرة في مجال زراعة الزيتون وإنتاجه مقارنة بإسبانيا التي بلغت المساحة المزروعة بها 2،2 مليون هكتار، تونس 6،1 مليون هكتار، المغرب700 الف هكتار وايطاليا 150 ،1 مليون هكتار مقابل 300 هكتار في الجزائر التي لديها إمكانية غرس 3.5 مليون هكتار. وأكد المتحدث على ضرورة تنمية هذه الزراعة بغرس نوعية جيدة من الشجيرات والاهتمام بالمشاتل واستعمال الوسائل الحديثة في الإنتاج وتنظيم حملة الجني التي تتم بطريقة فوضوية وقبل موعدها لرفع نسبة الاستهلاك من الزيتون التي تقدر حاليا ب2 كيلوغرام للفرد الواحد بدلا من10الى12كيلو غرام المطلوبة. يذكر أن الملتقى سيتواصل اليوم بتقديم عدة مداخلات حول مؤسسات الزيتون وسيلة لتطوير هذه الشعبة، زيت الزيتون نوعية وحمية وعرض تقني تجاري حول الموضوع.