تشهد الساحة السياسية بتيبازة هذه الأيام حركية وديناميكية غير معهودة بالنظر إلى حجم الاهتمام بالتشريعيات المقبلة بحيث بلغ عدد القوائم التي سحبت ملفات الترشح من مديرية التنظيم بالولاية إلى غاية بداية الأسبوع الجاري 41 قائمة 10 منها من فئة الأحرار الذين قرّروا مزاحمة الأحزاب السياسية النشطة. وتشير الأصداء المرصودة من مختلف ربوع الولاية إلى أنّ الصراع حول أحقية التمثيل سيكون محتدما هذه المرّة في حال تمكّن مجمل أو معظم القوائم من استيفاء الشروط القانونية التي يقتضيها الحدث لاسيما تلك المتعلقة بجمع التوقيعات اللازمة قبيل ايداع ملف الترشيح لدى الجهة المعنية، بحيث عمدت عدّة شخصيات نشطة إلى الترشّح تحت قبعة أحزاب غير معروفة سياسيا من حيث أنّها لا تبرز للعلن سوى خلال المواعيد الانتخابية وذلك فرارا من التشبع الحاصل بالأحزاب المألوفة كما انشقّت عدّة شخصيات أخرى عن أحزابها الأصلية لتشكيل قوائم حرّة بعيدا عن الغطاء السياسي المنظّم وذلك حفاظا على الطابع الحزبي المكتسب من ذي قبل على غرار ماهو حاصل مع رئيس غرفة التجارة والصناعة «معمر سرايدي» الذي ينحدر من حزب الأفلان ويستعد لخوض غمار التشريعيات على رأس قائمة حرّة ، فيما أشار بعض الراغبين في تقديم ترشيحاتهم بصفة رسمية الى أنّهم يحملون رسالة واضحة لجميع الجهات بما في ذلك قوائم الناخبين مفادها الحاجة الماسة للتغيير وأعرب هؤلاء عن قناعتهم بعدم المرور عن طريق الصندوق بالنظر إلى شراسة المنافسة إلا أنّه لا سبيل للتعبير عن ضرورة التغيير بطرق حضارية رفيعة غير المشاركة بكل روح ديموقراطية في الحدث الانتخابي، لاسيما وأنّ الأحزاب التي ألفت حصد أكبر عدد من أصوات الناخبين أعادت ترشيح نفس الأوجه السابقة بالرغم من كونها لم تقدّم الإضافة اللازمة للولاية. وفي ذات السياق فقد شرعت عدّة أحزاب فاعلة في تجسيد الإجراءات الأولية التي تقتضيها عملية إعداد القوائم وعرضها على الناخبين لغرض التزكية على غرار حزبي الأفافاس والأرسيدي الذين يسابقان الزمن من أجل ختم عملية جمع التوقيعات المطلوبة بحيث يبدو أنّ حزب الأرسيدي رشّح رئيس مكتبه الولائي وحيد بليزيم لترأس القائمة في حين أشار ممثل الأفافاس بالولاية إلى أنّ القائمة النهائية لم يفصل فيها بعد، كما علمنا من مصادر موثوقة بأن حركتي حمس والتغيير اتفقتا على ترأس رئيس بلدية القليعة جيلالي حمايدي زورقي لقائمتها الموحدة وهي الشخصية التي تحظى بشعبية كبيرة بمنطقة القليعة بالنظر إلى التطور الإيجابي الحاصل في التكفل بشؤون المواطنين طيلة 4 سنوات خلت، ومن المرتقب بأن تساهم هذه الخرجات المفاجئة لمختلف الأحزاب النشطة في إعطاء الحدث الانتخابي نكهة مميزة وروحا تنافسية عالية قد تمكن جموع الناخبين من انتقاء الأجدر لتمثيلهم بالغرفة السفلى للبرلمان القادم..