غيرت وسائل التواصل الاجتماعية أبجديات الحملة الانتخابية للتشريعيات 2017، وتسارعت معها خطوات المترشحين بمختلف القوائم الحزبية بسكيكدة ومديريات حملاتهم الانتخابية بشكل واضح للعيان، محولة هذه المواقع الافتراضية إلى ساحة مواجهة بألبومات من الصور ومقاطع فيديوهات، وتعليقات تصب في التعريف بمترشحي الأحزاب، حيث أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي وسيلة هامة لاستمالة المواطنين، تتجلى في سرعة الانتشار في ظرف جد وجيز، سيما وأن الفايسبوك على وجه الخصوص أحد أهم الوسائل المعتمدة حاليا في تنشيط الحملات الانتخابية وقبل انطلاقتها رسميا. بمجرد إنهاء الأحزاب السياسية معركة القوائم الانتخابية التي ستخوض بها غمار الانتخابات التشريعية وإيداعها على مستوى المصالح الولائية المختصة وقبل انطلاق الحملة الانتخابية رسميا، تحركت جل الأحزاب الفاعلة والتي لها امتداد بمختلف بلديات الولاية، في تنصيب مديريات الحملة الانتخابية وفتح مقرات لها، وصاحب ذلك حملة مدعمة بالصور وفي بعض الأحيان مقاطع من الفيديو على الشبكات الاجتماعية. فالمعركة بدأت، ولو افتراضيا، مما ينذر بحملة ستكون ساخنة بين مترشحي قوائم الأحزاب لاستمالة صوت المواطن، والظفر بمقاعد 11 المخصصة للولاية. تحول الفايسبوك إلى أداة لترويج الوعود على هذه الوسيلة الاستباقية، كانت لجريدة “الشعب”جولة افتراضية، في عدد من صفحات الأحزاب على مستوى سكيكدة، او لمترشحين بقوائم تلك الأحزاب. والملاحظة التي تمكنا من العودة بها، ان الأحزاب الناشطة في الميدان هي التي غمرت العالم الافتراضي، أما التي لا تظهر الا في المواعيد الانتخابية والتي أثقلت ظهرها “الحروب الداخلية”، لم تظهر بعد على هذه الوسيلة العصرية، وان كانت إطلالات فهي محتشمة ومتذبذبة. فالمهم، بحسب العديد من المبحرين في صفحات التواصل الاجتماعي وبالأخص “الفايسبوك”، أن وعود المترشحين، ممن يعرفون تأثير هذه الأداة، يعملون بجد وحيوية للترويج لأنفسهم لعلهم يجدون ضالتهم في العالم الافتراضي قبل تحقيقها في العالم الحقيقي. كما قادت أطراف أخرى، بمقابل ذلك، حملات مضادة على نفس الصفحات، لقطع الطريق على بعض المترشحين، خصوصا الذين تعودوا تصدر القوائم على خلفية جهوية، وذلك بالبحث في الأرشيف عن مراحل تسييرهم في المجالس المنتخبة المحلية السابقة، والهدف منها طبعا هو محاولة قطع الطريق على القائمة للوصول الى قبة البرلمان. حزب “الأرندي” بسكيكدة متمكن من هذه الوسيلة المؤثرة، فكثير من مكاتبه البلدية لها حسابات خاصة بمواقع التواصل الاجتماعية، وتجد عليها مدون كل الاجتماعات والتحركات التي يقوم بها المترشحون بالأساس والتركيز على المصيف القلي لوعائه الانتخابي، وحيوية المكاتب البلدية بتلك الجهة. كما تجد في هذه الحسابات العديد من المواضيع المتعلقة بالخطوط العريضة للحزب فيما يخص التشريعيات المقبلة، لتسهيل على مناضليه ومحبيه الاطلاع على برنامجه الحزبي. وفي مبادرة استباقية للانتخابات، قامت صفحة الأرندي باستطلاع الرأي العام لمعرفة مدى قبول والتفاف المواطنين حول مترشحي الحزب، وقدمت كذلك بيانات صحفية حول عملية تنصيب مديري الحملة على مستوى البلديات وفتح المقرات. أما “الأفلان”، فقد وضع صور مترشحيه بصفحته الافتراضية دون تعليق، أو تدوين بيانات، والكثير من تلك الصفحات المنسوبة للحزب بها مواضيع تعود الى السنوات الأخيرة وإلى المؤتمر العاشر للحزب، مما يضع علامة استفهام ويؤكد ان القائمين على تلك الحسابات غير مهتمين بهذه الوسيلة، وليست لها مكانة في أبجديات عمل الحزب العتيد. بالمقابل تجد كوادر الحزب لها حسابات شخصية، مليئة بألبومات من الصور، إلا انها لا تفيد الحزب والمعترك الانتخابي في شيء. وبدرجة أقل نجد “الاتحاد من اجل النهضة والعدالة والبناء” هذا التكتل الإسلامي من ثلاثة أحزاب، منشوراته على شبكة التواصل الاجتماعي شحيحة وبعضها يعود للأفراد والمنتسبين لها فقط، وعملت على نشر صور المترشحين، وبتعليقات مقتضبة، نفس الأمر يتعلق بحركة حمس التي وضعت قائمة مترشحيها ولا جديد يذكر، مما يؤكد عدم اهتمام القائمين بالحزب بهذه الوسيلة الإعلامية الهامة، إضافة الى بعض الأحزاب، على غرار حزب العمال الذي أخذ على عاتقه متصدر قائمة الحزب التعريف بهذه الأخيرة وبدء الحملة الانتخابية من مسقط رأسه بعزابة. ويمكن ان نجد الاستثناء في الأحزاب الصغيرة، حزب جبهة المستقبل، الذي يريد القائمون عليه أن يكون له مكان في الساحة السياسية، والدخول المعترك الانتخابي بقوة، حيث بدأ الحزب الحملة الانتخابية منذ الوهلة الأولة على صفحات الفايسبوك، ويدون على الصفحة الرسمية للحزب بسكيكدة، أو التي باسم مسؤول الحزب ومتصدر قائمته كل النشاطات التي تقوم بها تشكيلته السياسية، أو الحركية لتحضير الحملة بتنصيب مكاتب مداومات الحملة بمختلف البلديات، مدعمة بصور حية عن التظاهرات.