غيرت وسائل التواصل الاجتماعي أوراق الرئاسيات، وتسارعت معها خطوات المترشحين الستة ومديريات حملاتهم الانتخابية بشكل لافت، حتى تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة حرب بالصور وأصوات الناخبين التي تتوزع بين المترشحين افتراضيا طيلة فترة الحملة الانتخابية حيث أصبحت شبكات التواصل الإجتماعي وسيلة جد هامة في التدوير و تحريك الرأي العام لما لها من ميزات أسطورية، تتجلى في سرعة الانتشار واللعب على نشر التصاميم الإشهارية وقدرة وصولها لأي نقطة في العالم في ظرف جد وجيزلا سيما وأن الفايسبوك على وجه الخصوص أحد أهم الوسائل المعتمدة حاليا في تنشيط الحملات الانتخابية، حيث أخلط هذا الآخير أوراق الحملة الانتخابية، حتى صار الورقة الأهم التي تلعب في الحملة الانتخابية وبين المقاطعة والمشاركة والحياد، انقسم الفايسبوكيون وتفننوا في إثراء الموقع بالصور والتعاليق التي صاحبت الحملة منذ انطلاقها ،ليحسب “للفايسبوك”ألف حساب خاصة وأنه أصبح في متناول جميع فئات المجتمع ليتم بذلك استعمال التكنولوجيا لحشد الجماهير من أجل الالتفاف حول مترشح معيّن، من خلال نشر البرنامج الانتخابي و مختلف الأنشطة التي تقوم بها المديرية الولائية للحملة الانتخابية خاصة لما تلعبه الصور والتصاميم من دور في جلب الاهتمام، وفي ذات السياق فإن خوض المترشحين للحملة عبر الفايسبوك لم يكن من باب الصدفة، وإنما بالاستعانة مسبقا بمختصين في مجال التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي بين الفايسبوك ويوتيوب وتويتر. ولأن الترويج للمترشح يكون عبر الأنترنت كأهمّ خطوة، فالأمر مرتبط أساسا بضرورة التواجد في كل الوسائط التي يشترك فيها الجزائريون ويتواصلون عبرها داخل وخارج الوطن ،وإن كانت الحملة الانتخابية تسير في اتجاه الترويج للصورة الإيجابية للمترشح فإن شكلا آخر من الحملة المضادة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تستهدف المترشحين، من أجل أن تميل الكفة لصالح المترشح المستهدف حيث أصبحت هذه الآخيرة تستعين بالفوتوشوب والتعاليق التي تصل أحيانا إلى حدّ الإساءة والتجريح لصورة المترشح المستهدف، وهو ما جعل الحرب تزداد اشتعالا عبر الصفحات الكبرى التي تدعم مترشحا على حساب آخر، أو على الصفحات الرسمية الخاصة بكل مترشح.