غيرت وسائل التواصل الاجتماعي أوراق الرئاسيات، وتسارعت معها خطوات المترشحين الستة ومديريات حملاتهم الانتخابية بشكل لافت، حتى تحوّل الفايسبوك إلى ساحة حرب بالصور وأصوات الناخبين التي تتوزع بين المترشحين افتراضيا. خوض المترشحين للحملة عبر بوّابة الفايسبوك لم يكن من باب الصدفة، وإنما بالاستعانة مسبقا بمختصين في مجال التكنولوجيا ووسائط التواصل الاجتماعي بين الفايسبوك ويوتيوب وتويتر. ولأن الترويج للمترشح يكون عبر الأنترنت كأهمّ خطوة، فالأمر مرتبط أساسا بضرورة التواجد في كل الوسائط التي يشترك فيها الجزائريون ويتواصلون عبرها داخل وخارج الوطن. ستة مترشحين بينهم امرأة، مجالهم الأرضي عبر الانتشار في ولايات الوطن، لا يحسم بنفس الشكل كما هو الحال بالنسبة للمجال الافتراضي، الذي تبقى خطواته سهلة وتتلخص أساسا في زر كمبيوتر. وإن كانت الحملة الانتخابية تسير في اتجاه الترويج للصورة الإيجابية للمترشح، فإن شكلا آخر من الحملة المضادة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تستهدف المترشحين، من أجل أن تميل الكفة لصالح المترشح المستهدف. والحملات المضادة صارت تستعين بالفوتوشوب والتعاليق التي تصل أحيانا إلى حدّ “الإساءة” لصورة المترشح المستهدف، وهو ما يجعل “طبول الحرب الفايسبوكية” تقرع ليل نهار عبر الصفحات الكبرى التي تدعم مترشحا على حساب آخر، أو على الصفحات الرسمية الخاصة بكل مترشح. ويرى المختصون في المجال بأن الحملة الانتخابية قد تكون فاترة في الواقع، بالنظر إلى عزوف الكثير من المواطنين عنها على الأقل في الأيام الأولى من انطلاق الحملة الانتخابية يوم 23 مارس، إلا أنها تكون أقوى وأنشط وأسخن على الفايسبوك بالنظر إلى أن العالم الافتراضي الذي يتيح تواجد الآلاف من المشتركين في آن واحد للتعليق والتفاعل. وفي انتظار الأيام القادمة من الحملة وموعد الانتخابات المقرّرة في ال17 من أفريل القادم، يبقى الفايسبوك أهم موقع تواصل اجتماعي تنشط فيه الأحزاب والأسماء المترشحة للرئاسيات والحاسم ربما لأهم اسم يعتلي كرسي قصر المرادية في خامس انتخابات رئاسية في عهد التعددية.