أكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أن الجزائر ستبقى متمسكة بالمبادئ التي تأسست عليها منظمة الأممالمتحدة، كما أنها لن تدّخر أي جهد لتقديم الدعم اللازم لها من أجل مواصلة أداء مهامها، كاشفا في الوقت ذاته على تخصيص قطعة أرضية بدالي ابراهيم لبناء مقر جديد للمنظمة بالجزائر. وقال وزير الشؤون الخارجية في كلمة ألقاها في حفل إحياء يوم الأممالمتحدة، أُقيم بجنان الميثاق وحضره ممثل برنامج الأممالمتحدة للتنمية السيد مامادو امباي، وممثلي مختلف القطاعات الوزارية، والسلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر، قال "إن احتفالنا اليوم بذكرى تأسيس الأممالمتحدة يؤكد على تمسك الجزائر بالمبادئ الأساسية لها، كما أنه يسمح لنا بتجديد التأكيد الرسمي على الطابع المثالي للعلاقة التي يقيمها بلدنا مع منظومة الأممالمتحدة بأكملها"، قبل أن يضيف "أن هذه الذكرى قبل كل شيء هي تعبير عالمي عن رسالة سلام و أمن و تنمية و ازدهار مشترك"، غير أنها تكتسي دلالة خاصة بالنسبة للشعب الجزائري لأنها تتزامن بفارق أيام معدودة مع تاريخ انضمام الجزائر إلى منظمة الأممالمتحدة يوم 8 أكتوبر .1962 وفي حديثه عن الجهود التي تقوم بها الأممالمتحدة في سبيل دعم السلم والأمن العالمين، أوضح السيد مدلسي أن العديد من مبادرات السلام التي قامت بها الأممالمتحدة أو تلك التي تقوم بها في إطار تصفية الاستعمار، تجسدت من خلال حضور نشط لموظفيها على مستوى بؤر التوتر، معتبرا أنه عمل يستحق الثناء و الشكر لفائدة الضحايا من السكان. وفي هذا السياق، أشاد السيد مدلسي بالجهود الإنسانية التي تبذلها وكالات الأممالمتحدة، لا سيما المحافظة السامية للاجئين و برنامج الغذاء العالمي لمرافقة الشعب الصحراوي في سعيه وراء الحرية و الكرامة، مؤكدا أن الجزائر ستظل على قناعة بأن الوضع الذي يعانيه اللاجئون الصحراويون ما هو إلا نتيجة لنكران العدالة، وهو الوضع الذي يتطلب حلا سياسيا يسمح للشعب الصحراوي بممارسة حقه المشروع في تقرير المصير الذي كرسه ميثاق الأممالمتحدة وينهي المأساة التي طال أمدها. من جهة أخرى، وفي تقييمه للتعاون القائم بين الجزائر ومختلف وكالات الأممالمتحدة، سجل وزير الشؤون الخارجية نتائج إيجابية تترجم كما قال "ثقتنا تجاه الآفاق الجديدة المتاحة لنا في إطار الأعمال المستقبلية"، مضيفا في هذا الصدد أن مرافقة بلادنا لمختلف الوكالات الأممية للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية تعد مساهمة نقدرها حق قدرها، لأنها تعزز يوميا جو التشاور و التفاهم المتبادل الذي ساد على الدوام العلاقات القائمة بين الجزائر و منظمة الأممالمتحدة وسائر المنظومة الأممية. إشادة بقرارات رئيس الجمهورية بدوره، أشاد ممثل برنامج الأممالمتحدة للتنمية السيد مامادو امباي بتمسك الجزائر المستمر بانضمامها إلى مبادئ السلم و التنمية و التضامن بين الشعوب التي تكرسها منظمة الأممالمتحدة. واعتبر في كلمة ألقاها بالمناسبة أن إحياء هذا اليوم في الجزائر يعد فرصة لتجديد تأكيد عزم المنظمة على مواصلة العمل إلى جانب الحكومة الجزائرية، بهدف تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، و كذا التعجيل بتطبيق برنامج التعاون لتجسيد أهداف الألفية للتنمية. وفي هذا السياق، حيَّا السيد امباي القرار الأخير لرئيس الجمهورية القاضي بمنح القطاع الاجتماعي في إطار قانون المالية 2010 ميزانية قدرها 10 ملايير دولار، و كذا غلاف مالي بقيمة 230 مليار دينار لدعم المراجعة المقبلة للأجر الوطني الأدنى المضمون، معتبرا ذلك تشجيعا على مواصلة شراكة الأممالمتحدة مع الجزائر لبلوغ أهداف الألفية للتنمية، كما أشاد ذات المتحدث بالمادة التي أقرها الرئيس بوتفليقة في الدستور الجديد، والتي أعطت مكانة محورية للمرأة الجزائرية في مسار التنمية، معلنا في هذا السياق عن تخصيص 6,3 مليون دولار لإنجاز برنامج مشترك مستقبلا بين الأممالمتحدة و الجزائر، سيخصص لترقية المساواة بين الجنسين و ترقية تشغيل المرأة. من جهة أخرى، وفي كلمة وجهها للمشاركين في الاحتفال، جدد الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون عزمه على مضاعفة جهود الأممالمتحدة لمساعدة المستضعفين وتوفير الحماية لهم، داعيا كل شعوب العالم للتكتل كقوة واحدة لجعل هذا العالم أكثر أمنا وأفضل مقاما. وبلغة الأرقام، أحصى الأمين العام للأمم المتحدة تقديم العديد من الإعانات في أصعب الأماكن، حيث وفرت المنظمة الأممية لقاحات لما يصل إلى 40 في المائة من أطفال العالم، وأطعمت ما يزيد عن 100 مليون شخص، وقدمت المساعدة لما يزيد عن 30 مليون لاجئ معظمهم من النساء والأطفال الهاربين من الحروب و الاضطهاد