جدد وزير الشؤون الخارجية، السيد مراد مدلسي، أول أمس، تمسك الجزائر بالمبادئ التي تأسست عليها منظمة الأممالمتحدة، والتزامها بمواصلة التعاون الجاد والفعال مع مختلف مؤسساتها، مبرزا الطابع المتميز للعلاقات التي تجمع الطرفين. السيد مدلسي خلال إشرافه على حفل انتظم بإقامة الميثاق بالعاصمة إحياء ل"يوم الأممالمتحدة" الذي يصادف الذكرى ال64 لتأسيس المنظمة الأممية في 24 أكتوبر 1945، استعداد الجزائر لبذل كل الجهود لتقديم الدعم اللازم للأمم المتحدة من أجل مواصلة أداء مهامها، مشيرا بالمناسبة إلى انه من هذا المنطلق جاء قرار تخصيص أرضية بدالي إبراهيم لإنشاء المقر الجديد لمنظمة الأممالمتحدةبالجزائر. وأوضح المتحدث أن إحياء الجزائر لهذه الذكرى التي تعد تعبيرا عالميا عن رسالة سلام وأمن وتنمية وازدهار مشترك، يسمح لها بتجديد التأكيد الرسمي على الطابع المتميز للعلاقة التي تقيمها مع منظومة الأممالمتحدة بأكملها، مشيرا إلى أن "هذا اليوم يكتسي دلالة خاصة بالنسبة للشعب الجزائري لأنه يتزامن بفارق أيام قليلة مع تاريخ انضمام الجزائر إلى منظمة الأممالمتحدة يوم 8 أكتوبر 1962. وأشاد السيد مدلسي بمختلف مجالات التعاون التي تجمع الجزائر بالمؤسسات التابعة للأمم المتحدة على غرار "اليونيسيف"، "الفاو"، برنامج الأممالمتحدة للتنمية، المنظمة العالمية للعمل، المنظمة الأممية للتنمية الصناعية والمنظمة العالمية للصحة، معربا عن ارتياحه للنتائج الإيجابية المتحصل عليها في هذا المجال، والتي تدفع حسبه إلى مزيد من الأعمال المشتركة في جو من الثقة المتبادلة. من جهته، نوه ممثل برنامج الأممالمتحدة للتنمية بالجزائر السيد مامادو امباي في كلمته بالجهود الكبيرة التي يبذلها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وكذا السلطات الجزائرية، في إطار التزام الجزائر وانضمامها المستمر إلى مبادئ السلم والتنمية والتضامن التي تكرسها المنظمة الأممية. وفي هذا السياق، أثنى المتحدث على قرار الرئيس بوتفليقة الأخير بتخصيص ميزانية بقيمة 10 ملايير دولار في إطار قانون المالية 2010 للقطاع الاجتماعي، وكذا غلاف مالي بقيمة 230 مليار دينار لدعم مراجعة الأجر الوطني الأدنى المضمون، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات تعد بالنسبة للهيئات الأممية تشجيعا على مواصلة الشراكة مع الجزائر لبلوغ أهداف الألفية من أجل التنمية، "والتي بلغت منها الجزائر عددا معينا من الأهداف على غرار تلك المتعلقة بالفقر والتربية والصحة". وفي حين أشار إلى تكريس الدستور الجديد الذي جاء بمبادرة من الرئيس بوتفليقة لعنصر هام يذكر بالمكانة المحورية للمرأة الجزائرية في مسار التنمية، أعلن السيد امباي عن برنامج مشترك بقيمة 3,6 مليون دولار، سيتم تجسيده مستقبلا بين الأممالمتحدةوالجزائر في إطار ترقية المساواة بين الجنسين وترقية تشغيل المرأة. واعتبر في الأخير أن إحياء يوم الأممالمتحدةبالجزائر يتيح فرصة لتجديد التأكيد على عزم منظمة الأممالمتحدة على مواصلة العمل إلى جانب الحكومة الجزائرية، من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، والتعجيل في تطبيق برنامج التعاون لتجسيد أهداف الألفية للتنمية، مؤكدا بأن الجزائر التي تعتبر أرض الازدهار والتنمية والتعاون والتضامن بين شعوب إفريقيا والعالم، ستبقى تحتفظ بمكانة مرموقة في محفل الأمم. وتم بمناسبة الحفل الذي حضره موظفو مختلف المؤسسات التابعة للأمم المتحدةبالجزائر، وكذا أعضاء من السلك الدبلوماسي، قراءة رسالة الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون التي أبرزت مختلف الجهود التي تبذلها الهيئة الأممية من أجل كوكب الأرض ومن أجل تنمية الشعوب، ومعالجة مشاكل الإنسانية. وجاء في الرسالة إشارة إلى أن الأممالمتحدة تقدم اليوم لقاحات لأزيد من 40 في المائة من الأطفال في العالم، تطعم ما يزيد عن 100 مليون شخص، وتقدم مساعدات لما يزيد عن 30 مليون لاجئ معظمهم من النساء والأطفال الهاربين من الحروب والاضطهاد، فيما يزيد عدد الجنود التابعين للأمم المتحدة والمنتشرين عبر مختلف نقاط التوتر والنزاع في العالم من أجل حفظ السلام عن 115 ألف فرد. كما ذكر الأمين العام الأممي بعمل منظمة الأممالمتحدة خلال العام الماضي على تقديم مساعدات انتخابية لنحو 50 بلدا، داعيا في رسالته إلى ضرورة مضاعفة الجهود من أجل مساعدة المستضعفين ومن لا تتوفر لهم الحماية، والوقوف في أقوى اتحاد دولي لجعل العالم أكثر أمانا وأفضل مقاما.