كشف رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص عن تسويق منتوج صيدلاني يسمى »تريع« لاستعماله كفيتامينات لفتح الشهية، في حين انه تبين بعد فحص من طرف الصيادلة انه دواء خطير »كورتيكوييد« له مضاعفات خطيرة جدا على صحة الانسان. اوضح ذات المصدر بأن هذا الدواء الخطير يسوق بشكل كبير في وهران، حيث يباع في الأسواق على نطاق واسع والإقبال عليه كثير من طرف الاشخاص، نظرا للترويج الذي يلاقيه. ويؤكد على أن الاشخاص اقبلوا على اقتناء هذا المنتوج على أساس انه غني بالفيتامينات التي تؤدي الى فتح الشهية. هذا الاقبال على اقتناء هذا المنتوج الصيدلاني جعل بعض الصيادلة يخضعونه للفحص المخبري ليتبين بعد ذلك انه دواء من نوع »كورتيكوييد« وله مضاعفات خطيرة جدا على صحة الانسان. ومن بين هذه المضاعفات يتسبب هذا الدواء كما ذكر محدثنا، في اضغاف الكبد والكلى، أما عن مصدر هذا الدواء فانه قادم من السودان عابرا للحدود ولم يخضع لأي رقابة. وليس هذا الدواء الوحيد الذي يدخل السوق الوطنية عابر الحدود يقول مصدرنا بل هناك كميات هائلة تمر عبر الحدود الليبية والتونسية نحو الجزائر، بطريقة غير شرعية مثل دواء »الاسبرين« و»إيبسا« وغيرها. ودخول هذه الأدوية بطرق غير قانونية يقول المتحدث يمكن ان يسبب اخطار كبيرة على الصحة، فمنها من تكون منتهية الصلاحية وقد تكون مغشوشة، ويمكن كذلك ان لاتحوي على قسيمات لذلك لاتعوض. والخطورة التي تشكلها هذه المواد الصيدلانية أغلبها ادوية عابرة للحدود بدون رقابة، تتمثل في انها تتعرض لتغيرات مناخية، وطريقة حفظها غالبا ماتكون لاتستجيب بتاتا للمعايير، فقد يؤتى بها عن طريق حقائب أو وسائل اخرى. أما اسباب تفشي الظاهرة، فإن ذلك يعود حسب المتحدث لتعرض السوق الوطنية لندرة في بعض انواع الأدوية، كما هو الحال بالنسبة للقاح المضاد للزكام الموسمي الذي يأتي به اشخاص من الخارج في حقائب، في حين يتطلب حفظه في الثلاجة وفي درجة برودة معينة، وهذا مايجعل بعض الاشخاص يصابون بالزكام وامراض صدرية بالرغم من تناولهم للقاح المذكور، مبرزا ان عدم احترام شروط الحفظ يؤدي الى فقدان الدواء لفاعليته وقد يتحول الى خطر على الصحة. وتجدر الاشارة بان من المخلفات السلبية للندرة نجم عنها تشجيع للتجارة غير الشرعية، واصبحت تعبر الحدود عبر مختلف الطرق من طرف اشخاص لايهمهم الا الربح السريع على حساب المريض، وشاعت هذه التجارة بين الجميع كتجارة »الحقائب«، والمؤسف حسب احد الصيادلة ان هناك مهنيين يتواجدون في هذه »الدائرة« كوسطاء بين تاجر »الشنطة« و»الزبون« اي لطالب دواء معيين او اي منتوج صيدلاني. ونظرا للمنحى الخطير الذي اخذته هذه الظاهرة يطالب الصيادلة بضرورة تكثيف الرقابة عبر الحدود واخضاع المواد الصيدلانية التي تدخل الجزائر، للفحص المجهري للتأكد من مصدرها، تركيبتها وكذا فعاليتها، مع ضرورة ردع ومعاقبة الممارسين لهذه التجارة غير القانونية التي تستهدف صحة المواطنين.