من المنتظر أن تحتصن قاعة المحاضرات بمعهد التكوين المهني بعين تبينت بعاصمة الهضاب العليا بداية من السادس والعشرين من الشهر الجاري وعلى مدار ثلاثة أيام، ملتقى دوليا حول حقبة ما قبل التاريخ وسيكون اللقاء قبلة لكبار الباحثين والمختصين في علم الأنثروبولوجيا الفيزيائية وما قبل التاريخ القديم لعرض ومناقشة العديد من المحاور المتعلقة بالاكتشافات الحديثة بإفريقيا وتداعياتها على التطور البيولوجي والثقافي للبشريات الأولى من خلال ملتقى دولي علمي بعنوان ''إفريقيا، مهد البشرية، اكتشافات حديثة''· الملتقى هذا يعد الثاني من نوعه بعد الأول الذي احتضنته الجزائر العاصمة في منتصف الخمسينيات تحت إشراف الأستاذ بالو أحد أعمدة المختصين في ما قبل التاريخ بشمال إفريقيا· وقد بادر إلى تنظيم طبعة هذه السنة المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، ويندرج في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني، كما ينتظر أن يعرف مشاركة واسعة لأخصائيين وباحثين في علم الآثار لفترة ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا الفيزيائية من جميع أقطاب المعمورة، ستعرض خلاله تسع وثلاثون مداخلة تتمحور مجملها حول العصر الحجري القديم الأسفل بشمال إفريقيا يقدمها أساتذة باحثون، ويهدف هذا الملتقى حسب القائمين عليه إلى إبراز الدور الذي لعبته القارة الإفريقية فيما يخص أصل الإنسان والتعمير البشري للعالم، وتسليط الضوء على موقع عين الحنش الموجود بإقليم تراب ولاية سطيف الذي يشهد على أقدم تواجد بشري في شمال إفريقيا، يعود حسب المؤرخين إلى حوالي 1.8 مليون سنة· وحسب حسين بلحرش، أثري مختص في فترة ما قبل التاريخ، فإن هذا الملتقى سيكشف عن نتاج جهود عشر حملات أبحاث شهدها موقع عين الحنش طيلة العقدين الأخيرين، ساهم فيها إلى جانب الأستاذ الدكتور محمد سحنوني، باحث بجامعة أنديانا بالولايات المتحدة الإمريكية، مجموعة من الباحثين الجزائريين، وطلبة معهد الآثار بالجزائر العاصمة، تكللت بالعديد من الاكتشافات منها ''اللقى الأثرية'' وهي عبارة عن صناعات حجرية جد بدائية للإنسان مصحوبة بعظام حيوانات عتيقة غابية من شمال القارة الإفريقية معظمها منقرض حاليا·