سيلتقي، عشية اليوم، المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم مع نظيره المصري بملعب المريخ السوداني بأم درمان، في اطار المقابلة الفاصلة لتصفيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا للمجموعة الثالثة بافريقيا على الساعة السادسة والنصف بتوقيت الجزائر. ويتصارع المنتخبان على المقعد الافريقي الاخير في نهائيات كأس العالم كما سيكون الفائز منهما هو الممثل الوحيد للمنتخبات العربية المشاركة في هذه البطولة، بعد ما عاند الحظ والتوفيق جميع المنتخبات العربية من آسيا وإفريقيا في هذه التصفيات. لذا، فالفريقان كليهما طامح وعازم على الاطاحة بالآخر، وكسب التأشيرة الى بلاد المونديال. سيدخل المنتخب الوطني هذا اللقاء، حسب المعلومات التي وصلتنا من السودان، بكامل عناصره بحيث تعافت العناصر المصابة وهي الآن جاهزة لهذا اللقاء الحاسم، ما عدا الحارس ڤواوي الوناس الذي منحت له ثاني بطاقة صفراء ليحرم من هذا اللقاء الفاصل، المدرب رابح سعدان يملك دائما الحل حيث عوضه بالحارس الثاني فوزي شاوشي الذي أكد في تصريحات صحفية أنه على أتم الإستعداد لتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه، وأنه جاهز للحفاظ على شباك الخضر نظيفة »سأعمل المستحيل للعودة بلا أهداف من السودان« كما وجه فوزي شوشي حارس الخضر رسالة الى كل الجزائريين »ساندونا بحضوركم وسوف لن نخيب آمالكم، باذن الله، فنحن على أحر من الجمر لأجل الجزائر الخالية«. أما عن الغائب الثاني، خالد لموشية بسبب العقوبة المسلطة عليه بعد تلقيه ثاني بطاقة صفراء في معركة القاهرة، فالمسؤول الاول عن العارضة الفنية رابح سعدان، لديه العديد من الخيارات لتعويض لموشية الذي يلعب كوسط ميدان دفاعي. وقبيل إجراء المقابلة ب 24 ساعة، أعرب رابح سعدان مدرب المنتخب الجزائري عن ثقته في عناصره الشابة بالرغم من النقص الذي يواجهه الفريق بسبب الايقافات والاصابات، مؤكدا أن رفقاء مغني واعون بالمسؤولية ومصرون على اسعاد الشعب الجزائري ورد الجميل بالفوز وكسب تأشيرة التأهل لجوهنسبورغ، خاصة وأن الآلاف من المناصرين حاضرون في ستاد المريخ لتشجيع ودعم محاربي الصحراء الى آخر لحظة. هذا ما أثلج صدور اللاعبين الجزائريين وبعث فيهم حالة من الارتياح وزادهم عزما على الاطاحة بالمصريين وهذا تحت تحكيم السيد إيدي ماييه الذي عينه الاتحاد الدولي لكرة القدم »الفيفا« حكما للشوط الثالث بالخرطوم وهو من أصل سيشيلي ويعد أحد أفضل الحكام في القارة الافريقية، وسيساعد إيدي ماييه في ادارة اللقاء كل من مواطنه جيسون دامون كمساعد أول والكاميروني ميناكوندي كمساعد ثان، بالاضافة الى جان كلود لابروس حكم رابع من جزر السيشل أيضا. أما من جانب المنافس المصري، فسيكون أشبال المدرب شحاتة كلهم حاضرون في هذا اللقاء بعدما تأكدوا من مشاركة اللاعب عبد ربه وتماثله للشفاء، لكن المهمة لن تكون سهلة للفراعنة وأن مباراة اليوم ستكون مخالفة ومغايرة لمقابلة القاهرة التي كانت كمينا وجرما منظما من طرف السلطات المصرية بعد الإعتداءات المتتالية والمضايقات التي لاحقت المنتخب الوطني ومناصريه وحتى البعثات الصحفية، لذلك بالرغم من الأداء الجيد الذي ظهر به الخضر في القاهرة الا أنهم سيقدمون أداء أحسن باعتبار أن المقابلة تجري في ملعب محايد وأن الآلاف من مناصري الخضر تنقلوا الى السودان بعد اجتيازهم آلاف الكيلوميترات لمساندة وتشجيع المنتخب الوطني، هذا ما كان شبه غائب في استاد القاهرة بالرغم من تنقل ألفي مناصر حسب المقاعد الممنوحة من الجانب المصري. سعدان: السودان مربوحة إنشاء الله وفي تصريح لرابح سعدان أفصح عن سعادته البالغة بإجراء المباراة بالسودان قائلا: »السودان مربوحة إنشاء الله« وأن المقابلة ستجري في ملعب محايد، فان المدرب الوطني سيدخل خطة تكتيكية جديدة، ومغايرة للمقابلة السابقة التي امتازت بالدفاع والاعتماد على الهجومات المعاكسة فقط، وذلك بلعب ورقة الهجوم التي كانت شبه غائبة في المقابلة السابقة، بحيث سيعتمد المنتخب الوطني على كل من غيلاس، جبور، صايفي وغزال لمباغتة وشل دفاع رفقاء أبوتريكة بالضغط عليهم وإبقاء دفاع المنافس في منطقتهم هذا ما سيؤدي الى صعود جل رفقاء زياني ومغني واللعب في النصف الآخر من الميدان ببناء اللعب من الخلف والهجوم عن طريق تمريرات قصيرة ومحكمة بين الدفاع ووسط الميدان الذي سيفتح بوابة الهجوم المصري. ديناميكية يبدة ستحدث الفارق كما سيعتمد المنتخب الوطني الجزائري على وسط ميدان بورتسموث الانجليزي حسان يبدة في مكان لموشية، وهذا ما سيعطي ديناميكية كبيرة لوسط الميدان واكثر فعالية، الى جانب كريم زياني صابع ألعاب المنتخب الوطني ومغني مايسترو الخضر الذي أثبت مكانته الحقيقية في اكثر من مرة بكل جدارة واستحقاق. لقاء حاسم ومثير سيخوضه الخضر بكل ثقة وبارادة كبيرة لتمثيل الجزائر أحسن تمثيل والتأهل الى مونديال جنوب افريقيا 2010 بعد حوالي ربع قرن من الانتظار.