... أخيرا فاز الفريق الوطني الجزائري على نظيره المصري بهدف لصفر في مقابلة الفصل التي جمعتهما بالخرطوم عاصمة السودان. الهدف الذهبي الذي كان من أمضاء اللاعب عنتر يحيى يساوي في الحقيقة عشرة أهداف ليس لأنه أثلج صدور الجزائريين وأفرحهم، وسمح لفريقهم للتأهل الي مونديال ,2010 بجنوب افريقيا، وإنما لروعته، حيث قلما تشاهد تسجيل مثل تلك. لقد فاز الفريق الوطني الجزائري على شقيقه المصري بنتيجة لا غبار عليها، بل وفاز عليه في اللعب والفنيات والتكتيك، وبالفعل فقد صمم شيخ الشيوخ المدرب الوطني رابح سعدان خطة محكمة تمكن بفضلها اللاعبون الجزائريون من السيطرة على محاور الميدان وإرباك الفريق الخصم الذي دخل الى الميدان مرتبكا وخائفا وكأنه غير مؤمن بقدراته الفنية بل كان يشك في فوزه الذي حققه في مصر على الفريق الوطني الجزائري. لانبالغ بالفوز أبدا، اذا حكمنا أن الاعلام المصري الذي كان متناقضا مع نفسه ساهم في ارباك الفريق المصري، لقد كان الاعلام المصري الذي بدأ في تسخين البندير منذ انتهاء مقابلة البليدة شوفينيا في بداية الأمر، وبلغت درجة الشوفينية ببعض أشباه الاعلاميين المصريين الى درجة الحط من قيمة الكرة الجزائرية والاستهزاء باللاعبين الجزائريين وطاقمهم الفني. ليس سرا أبدا اذا قلنا أن هؤلاء المحسوبين على الصحافة في مصر الشقيقة هم الذين وتروا الأجواء ولونوها بمقالاتهم وتحاليلهم عبر القنوات الفضائية من حيث لايعلمون، حيث شحنوا أشباه الأنصار الرياضيين في مصر، ليرتكب هؤلاء حماقات في حق الجزائريين الذين تنقلوا الى مصر يوم 14 نوفمبر الجاري لمؤازرة فريقهم (....) لقد قلنا عشية مقابلة الجزائر مصر التي جمعتهما بالبليدة في اطار مقابلة الذهاب أن الرابح في تلك المقابلة هي الكرة العربية (...) لكن للأسف الشديد أن بعض الاعلاميين في القنوات الفضائية المصرية ضربوا عرض الحائط بدعوة الاعلام الجزائري الى جعل لقاء العودة بين الجزائر ومصر بالقاهرة عرسا عربيا يفرح فيه كل العرب من المحيط الى الخليج،،، لكن للأسف وقع ما لم يكن في الحسبان ومن نافلة القول أن الكثير من الاعلاميين المصريين يتحملون ما وقع من تشنج وتوتر بين الانصار في البلدين الشقيقين ومن السخرية أن هذا الاعلام المصري هو الذي ساهم في اقصاء فريقه الوطني، بعدما ظل ينفخ في الرماد منذ أكثر من شهرين كاملين فهو في هذه الحالة ينطبق عليه القول المشهور »انقلب السحر على الساحر«. لقد أخطأ الكثير من الاعلاميين في مصر الشقيقة هذه المرة العنوان وأخطأوا في حق أشقائهم الجزائريين وكان الاجدر أن يتعاملوا مع المقابلة في اطارها الرياضي ولا يجعلوها مطية لتحقيق مآرب شخصية آنية للأسف الشديد... صحيح أن اللاعبين وجل الانصار من مواليد العشرية الأخيرة من القرن الماضي لايعرفون كثيرا عن العلاقات الجزائرية المصرية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، لكن ليس صحيحا أن لايعرف رجل الاعلام المصري هذه العلاقة ويغض البصر أو ينسى أو يتناسى تلك الدماء الجزائرية المصرية التي أختلطت في سيناء سنة ,.1973 لقد كان الأجدر بكل الاعلاميين المصريين أن يترفعوا عن الدنايا ولايسقطوا في فخ احتقار الغير والشوفينية القاتلة،،، وكان على المسؤولين المصريين أن يتدخلوا منذ الوهلة الاولى لتلجيم هؤلاء الاعلاميين الذين أرادوا بما كانوا يقومون به الإساءة الى علاقات الأخوة التي تربط البلدين الشقيقين. لقد انتهت المقابلة بعد 95 دقيقة ولم تعد سوى ذكرى في كرة القدم ليس إلا (0,.) ولم يجن أولائك الإعلاميين المصريين الذين كانوا يعملون على زرع الريبة والشك في العلاقات الأخوية الجزائرية المصرية سوى الشكوك ، وأقول بصراحة أن العلاقات الأخوية المصرية الجزائرية أكبر بكثير من مقابلة كرة القدم وكان الأجدر بأهل الحل في مصر أن ينتبهوا لهذا منذ الوهلة الأولي ويحتووا هذا الاعلام الذي خرج عن مهمته النبيلة بسبب »شوفينية«. المهم أن الفريق الوطني إنتصر وتأهل إلى نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا فهنيئا له وحظ سعيد للفريق الوطني المصري في المناسبات القادمة ومهما يكن، أقول أننا تجاوزنا مرحلة عصيبة في الجزائر كما في مصر والسبب هم أولئك المحسوبين على الإعلام والرياضة في مصر الشقيقة. لقد فاز الفريق الجزائري، والفائز الحقيقي هي الرياضة العربية والخاسر الأكبر هم أولئك الشوفينيين الذين لا يعرفون أين تكمن مصلحة البلدين الشقيقين.