بوساحة يحيى والد عنتر رفضت انضمامه للفريق الفرنسي وبكيت حين سجل ضد مصر الحقيقة أنني فخور جدا بالإنجاز الذي حققه المنتخب الجزائري ليس لأن ابني عنتر يعد أحد اللاعبين الذين كانوا وراء تجسيد حلم كل الجزائريين و إنما لأنني أعتز بوطنيتي و الهدف الذي سجله ولدي الأصغر في مرمى المنتخب المصري جعلني أذرف الدموع مباشرة بعد التأكد من دخول الكرة إلى شباك المصريين لأن عنتر كان شديد التأثر من الأحداث التي عاشها الجزائريون في القاهرة و تحدث معي لوقت قصير بعد التنقل إلى السودان و وعدني بالتأهل إلى المونديال من منطلق العزيمة الكبيرة التي كانت تحدو اللاعبين لكسب الرهان في الخرطوم ، كما أن هذا الإنجاز ذكرني بقضية حمل عنتر ألوان المنتخب الفرنسي للآمال قبل عشر سنوات حيث قررت حينها قطع الطريق أمامه لإعتبارات تاريخية بحكم أننا ننحدر من عائلة ثورية فأنا ابن شهيد و شقيقي محمد سقط أيضا شهيدا إبان الثورة التحريرية لذا فإنه من غير المعقول أن يقدم أحد أبنائنا على الدفاع عن العلم الفرنسي مهما كانت الظروف لتمر الأيام لتحمل معها لحظة تاريخية لأن عنتر أصبح بطلا نفتخر به في العائلة و نعتز كثيرا بجزائريته لأنه شرف الألوان الوطنية و كان في مستوى تطلعاتنا بمساهمته الفعالة في التأهل التاريخي للمنتخب الوطني إلى المونديال وقد تنقلت مباشرة من ميلوز إلى الجزائر فجر الخميس لمشاركة إبني و كل الجزائريين الفرحة حيث كنت في اسقبال التشكيلة الوطنية في المطار في أغلى هدية أتلقاها من عنتر في حياتي . بوجمعة يحيى - عم عنتر ذكرني بوالدي الشهيد ما لا شك فيه أن الفرحة الكبيرة التي عاشها الجزائريون منذ سهرة الأربعاء ستبقى راسخة في الأذهان لأنني شخصيا لم أشاهد مثل تلك الصور النادرة منذ فرحة الاستقلال عندما كان عمري آنذاك لا يتجاوز ال -12 سنة ، و تسجيل عنتر للهدف جعلني أبكي كوني في تلك اللحظة تذكرت والدي عمار الذي استشهد عام 1956 و ابن أخي كان أفضل سفير للعائلة كونه أصبح بطلا قوميا بعدما ساهم في تأهل المنتخب الوطني إلى المونديال و صنع أفراح ال35 مليون جزائري و قد لمسنا في سلوكاته و تصرفاته بأنه سيرفع التحدي في يوم ما و ذلك منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا التي أقيمت بتونس قبل 5 سنوات لأنه كان متعصبا من أجل الألوان الوطنية و نحن كعائلة نعتز و نفتخر بهذا البطل الشجاع دون نسيان باقي أفراد المنتخب لأنهم عبارة عن فيلق عسكري خاض حربا ضروسا و تمكن من رفع الراية الوطنية عاليا على الصعيد العالمي . فاطمة الزهراء يحيى والدة عنتر فخورة بتسجيل ابني لأغلى هدف هذا شرف كبير لي أن يكون ابني صاحب أغلى هدف في مشوار المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم لأن هذا الهدف كان وزنه التأهل مباشرة إلى المونديال و هو الانجار الذي ذكرني بحادثة طريفة وقعت لنا في العائلة حيث أن الزوج كان في فترة معينة قد أصر على ضرورة انضمام عنتر إلى أحد نوادي الجيدو لمنعه من ممارسة رياضة كرة القدم بحكم أن أب الأولاد مصارع سابق و مارس هذه الرياضة لمدة 19 سنة لكنني الوحيدة التي كنت أدافع عن عنتر لتمكينه من اختيار الرياضة التي يرغب في ممارستها و كأنه كان يتنبأ بأنه سيأتي اليوم الذي يصبح فيه أحد الأبطال و قد قطفت الكرة الجزائرية ثمار الإختيار الذي دافعت عنه وسط العائلة مما أبقى عنتر يسارع إلى تهنئتي على كل فوز يحققه المنتخب قبل والده وذلك من باب المزاح و المداعبة لأن إبننا خفيف الظل و الروح و متعلق كثيرا بالألوان الوطنية على خلفية تجربته القصيرة مع المنتخب الفرنسي . ناصر يحيى إبن عم عنتر قهرت قاهر مصر في البلاي ستايشن! لا أخفي عليكم سرا إذا قلت بأن قاهر المصريين بالسودان لم يتمكن من الفوز علي أنا لأنني منافسه الوحيد في هوايته المفضلة لعبة " البلاي ستايشن" و قد قهرته في الكثير من المناسبات لكن ولما تعلق الأمر بتصفيات المونديال رفع التحدي أمام المصريين و سجل هدفا تاريخيا دفع بكل أبناء مدينة سدراتة إلى حمل صورة عنتر المكبرة و الاحتفال بها لأيام عديدة في الوقت الذي ذهب فيه بعض المناصرين إلى رسم جدارية عملاقة لهذا النجم وسط المدينة بينما يبقى مطلب نصب تمثال لعنتر بمدخل سدراتة متداولا على ألسنة كل مشجعي المنتخب الوطني لأن هذا اللاعب أصبح بمثابة بطل قومي خاصة بعدما قهر المصريين و قد وعدنا بذلك عند إتصالنا به إثر تعرضه لإصابة قبيل إنطلاق تربص إيطاليا حيث أنه تحدث معنا بلغة الواثق من النفس و الإمكانيات الأمر الذي طمأننا كثيرا على المرور إلى جنوب إفريقيا -