لكن كم هي شبيهة الأيام بشأن مشاركة عنتر مع الخضر من خلال السوسبانس الذي يحوم حول حضور عنتر في ''الكان'' وهو الذي عاش ومعه كل الجزائريون سوسبانسا مماثلا قبل لقاء القاهرة بتاريخ 14 نوفمبر• وحينها لعب عنتر الجزائر والعرب اللقاء وتألق ليعود في لقاء الفصل بأم درمان السودانية ويحسم الأمر بقذيفة ''سكنت بيت الشيطان'' على حد تعبيره ولم يفهم الحضري ما وقع وكأنه لم يصدق بأن شباكه اهتزت• وليس هذا الهدف المصنّف الأقوى والقذيفة الأسرع الذي جعل الجزائريين وكل محبي ''الخضر'' بالبلدان العربية يصوتون على ''عنترة''، لكن اللعب الرجولي لمؤهل الجزائر للمونديال وإرادته الكبيرة هما اللذان جعلا منه بطلا لعام .2009 ولكن اليوم مناصرو ''الخضر'' يضعون أيديهم على قلوبهم، لأن الأخبار المتضاربة والواردة من موقع تربص ''الخضر'' تقول إن عنتر لن يكون حاضرا في بداية ''الكان'' وقد لا يحضر أصلا كأس أمم إفريقيا• لكن كل هذا سيحسم يوم السبت من طرف طبيب المنتخب الوطني وكذا طبيب نادي بوخوم• ما نتمناه أن نستهل العام الجديد بخبر سار وهو حضور عنتر في ''الكان'' وإذا كان العكس فنتمنى شفاءً سريعا لقاهر الفراعنة• اختيار السودان لمقابلة السد اختارت الفيفا يوم 11 نوفمبر البلد الذي يحتضن اللقاء الفاصل في حال تعادل الفريقين وهو السودان، الذي كان اختيارا مصريا مما جعلهم يعتبرونه ''فأل خير'' عليهم وغازلوا السودان بكل لغات الحب، متناسين نظرتهم الفوقية لكل سوداني فيما احترمت الجزائر هذا الخيار دون أدنى تعليق• ''الخضر'' يستقبلون في القاهرة بالحجارة بعد التربص الناجح للخضر كان محتوما عليهم التنقل إلى مصر وقد خطط روراوة للإقامة في هذا البلد أقصر فترة ممكنة تفاديا للمشاكل• لكن ما لم يتوقعه أحد أن المنتخب الوطني وبعد خروجه من المطار امتطى حافلة لتوصله إلى الفندق وهناك تعرض لاعتداء جبان حبك سمير زاهر خيوطه لكون المعتدين كانوا يضربون حافلة ''الخضر'' أمام مرأى قوات الأمن التي لم تفعل شيئا بشهادة كاميرات ''كنال +'' التي من محاسن الصدف أنها كانت حاضرة وصورت كل شيء وتم بثه في ما أسماه الفرنسيون ب ''الفخ'' والذي سالت فيه دماء حليش، لموشية•••وغيرهما والأغرب من كل هذا هو رد فعل الفراعين الذين اعتبروا ما حدث كان مصطنعا من الجزائريين•••فهل يعقل أن محترفين يلعبون في أعلى المستويات وبعد إقامتهم لتربص في أكبر المراكز العالمية يقومون بضرب أنفسهم•••إن هذا لا يحدث سوى في أفلام المصريين الساذجة• ''الخضر'' حققوا أحسن هزيمة في تاريخهم بعد الترويع الفظيع كان من المنطقي أن لا يلعب المنتخب الوطني بكل إمكانياته أمام أناس أرادوا الفوز بأي طريقة ومن حسن حظ الجزائر أن أبناءها البررة حققوا أحسن هزيمة في تاريخهم لكون الخسارة بهدفين لصفر تعني اللجوء لمباراة أخرى فاصلة في أرض محايدة، وهو ما يعني أن الفرصة ما تزال بين يدي ''الخضر'' خاصة وأن مصر لم يسبق لها وأن هزمتنا خارج القاهرة• استقبال سوداني رائع للخضر سارع المنتخب الوطني بمغادرة الأجواء الجهنمية بالقاهرة وطار في اليوم الموالي أي في 15 نوفمبر إلى الخرطوم، حيث وجد في استقباله شعبا مضيافا وكرمه فاق كل الحدود مما أعاد الطمأنينة للجميع ما جعل التركيز كبيرا في المواجهة الحاسمة والتي ستؤدي إلى المونديال• في الوقت نفسه، كان الفراعنة يتراقصون على أنغام نانسي عجرم واعتبروا أن ساعة التأهل قد حانت• بوتفليقة يدعم ''الخضر'' الحفرة التي تعرض لها منتخبنا في القاهرة أبكت الجزائريين••• وما أصعب الموقف عندما يبكي الرجال، ففي اليوم الموالي خرج أنصار ''الخضر'' وهم يهتفون لسعدان ثم تحوّلت الهتافات إلى الرئيس بوتفليقة الذي، وفي خرجة تحسب له، قرر نقل 10 آلاف مناصر مجانا إلى الخرطوم لتشجيع ''الخضر'' ومؤازرتهم لإسعاد هذا الشعب• وقد قوبلت مبادرة الرئيس بإقبال منقطع النظير• وما زاد الأمر روعة هو أن الرئيس السوداني فتح أبواب بلاده للجزائريين وألغى التأشيرة، فيما أهل الخرطوم احتضنوا الجزائريين بكل حب وأعلنوا مساندتهم الواضحة للخضر، ليؤكدوا متانة العلاقات عكس ما حدث في بلاد الفراعنة التي غابت عنها المتانة وكانت النتانة في بلاد الكنانة••• عنتر يحيى تحوّل إلى فان باستن سيبقى يوم 18 نوفمبر 2009 أحد أهم تواريخ الكرة الجزائرية، لأنه ببساطة فيه عاد ''الخضر'' للنخبة العالمية بعد ربع قرن من الغياب بعد فوزهم الصريح فوق الميدان بهدف أسطوري لعنتر يحيى على طريقة ماركو فان باستن• وبدا واضحا أن أشبال سعدان أكثر تمسكا بالتأشيرة من نظرائهم، فكان لهم ما أرادوا وحققوا حلما حوّل ليل كل الجزائر إلى نهار جراء الاحتفالات التي شارك فيها الجميع بمن فيهم الرئيس بوتفليقة، الذي لم يكتف بإرسال تهانيه للمنتخب؛ بل قرر أن يكون اليوم الموالي عطلة مدفوعة الأجر حتى يتمتع الجميع بالعودة إلى نهائيات كأس العالم• 19 نوفمبر الاستقبال الأسطوري تحقق الحلم ونُسي الألم وعاد الأبطال إلى قواعدهم سالمين غانمين ليجدوا في استقبالهم زهاء 5 مليون جزائري جاءوا من كل حدب وصوب لرفع قبعة الاحترام لكل أعضاء المنتخب، الذين وبعد الاستقبال الشعبي غير المسبوق، استقبلهم الرئيس بوتفليقة في استقبال رسمي كان رائعا بشهادة الجميع• قرعة متوازنة في ''الكان'' لم ينته شهر نوفمبر حتى حمل إلينا ''سوسبانسا'' آخر وهو قرعة نهائيات كأس إفريقيا التي ستحتضنها أنغولا في 2010 والتي استحسنها الجزائريون كثيرا بعد أن أوقعتهم مع مالاوي، مالي والبلد المنظم أنغولا• وهي قرعة متوازنة حسب سعدان الذي اعتبر ''الكان'' فرصة للتحضير إلى المونديال• ''الخضر'' في كيب تاون بعد قرعة ''الكان''، جاء موعد قرعة المونديال التي جرت في كيب تاون بجنوب إفريقيا، التي عادت بذاكرتها لملحمة 1982 وذكّرت العالم بما فعله بلومي، ماجر•••وغيرهما ثم سحبت القرعة التي وضعتنا في المجموعة الثالثة التي تترأسها إنجلترا رفقة سلوفينيا والولايات المتحدةالأمريكية وسط تفاؤل كبير بالوصول للدور الثاني• وقد برمج ''الخضر'' مواجهة ودية ضد صربيا يوم 3 مارس القادم بملعب 5 جويلية في انتظار برمجة لقاءات أخرى أهمها مع بطل العالم المنتخب الإيطالي• بوفرة يظفر بالكرة الذهبية قبل أن تسدل سنة 2009 ستارها جاء وقت حصاد التتويجات الفردية التي منحت ''الماجيك'' مجيد بوفرة الكرة الذهبية، متفوقا على كل زملائه في المنتخب حسب ''الهداف'' و''لوبيتور'' والتي منحت أيضا شاوشي جائزة أحسن حارس و زياية أحسن لاعب في بطولتنا و عدة جوائز أخرى لنجوم المنتخب الذين كانوا رائعيين في سنة التصفيات 2009 على أمل أن يكونوا أروع خلال عام النهائيات في 22.2010