الحس المدني وروح المسؤولية اللذان بلغهما الجزائريون طفرة كبرى أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، أن الانتخابات التشريعية التي تجري هذا الخميس، بمثابة “لبنة إضافية في بناء المؤسسات الوطنية”، متوقعا “مشاركة عاصمة الأهقار بقوة في هذا العرس الديمقراطي”. في كلام وجهه إلى من يظنون أن “تفاؤلنا بالمستقبل مبالغ فيه”، قال “جوابي أنه في مستوى الجزائر، التي لا يمكن لها إلا أن تكون كبيرة”، جازما بأن “مستوى الحس المدني وروح المسؤولية التي بلغها الجزائريون، يعد طفرة حصرية كبرى بالنسبة لأمتنا”. من عاصمة الأهقار تمنراست، التي حلّ بها، الخميس، في زيارة عمل وتفقد، تندرج في إطار متابعة برنامج رئيس الجمهورية، أكد سلال أن “الانتخابات التشريعية التي تجري بعد أيام خطوة أخرى بالنسبة للأحرار نحو ذلك الغد المشرق. وأنا على يقين أضاف يقول أن “مواطني الأهقار وتيدكلت وعين قزام، سيشاركون بقوة في هذا العرس الديمقراطي واللبنة الإضافية في بناء المؤسسات الوطنية”. وخلص إلى القول، مستقبل الجزائر في عقول وسواعد شبابها، مشرق ومزدهر شيء نؤمن به تحت قيادة رئيس الجمهورية”. ومن عاصمة “الأهقار”، رد الوزير الأول على من يظنون أن “تفاؤلنا بالمستقبل مبالغ فيه، بأن جوابي أنه في مستوى الجزائر التي لا يمكن لها إلا أن تكون كبيرة، كما أننا نخدم شعبا كان القرن العشرون بالنسبة له قرن كفاح مرير وتضحيات كبيرة من أجل الحرية والسيادة ثم الحفاظ على الجمهورية ومحاربة ثقافة العنف. ومن حق هذا الشعب الكبير أن يكون القرن الواحد والعشرون زمن طموحات ورفاه، نعيش فيه متصالحين وفخورين بجزائريتنا، وعازمين على نقل بلادنا إلى الحداثة، وهو هدفنا”. وحدتنا صنعتها عقود من النضال من أجل الحرية والسيادة كما أكد الوزير الأول، أن “مستوى الحس المدني وروح المسؤولية التي بلغها الجزائريون، يعد طفرة حصرية كبرى بالنسبة لأمتنا”، مستطردا في السياق “لقد عشنا محاولات كبيرة لتفريق الشعب الجزائري، وتمييز الشمال عن الجنوب، أو العرب عن الأمازيغ، أو الشرق عن الغرب، لكنها كلها فشلت، لأن وحدتنا صنعتها عقود من النضال من أجل الحرية والسيادة”. وحرص خلال لقائه بممثلي المجتمع المدني، فضاء لا يفوته حرصا منه على الاستماع إلى انشغالات المواطنين، بعد تبليغ “تحيات وسلام رئيس الجمهورية، الذي يحمل هذه الجهة من البلاد في قلبه ويكنّ لأهلها الكرام كل التقدير والاحترام”، حرص على الإشارة إلى أن “كل الزيارات التي قادته للولايات، رأينا وحدة الفكر والمصير التي تربط الجزائريين، سواء اليوم معكم، أو في الولايات الأخرى، العقلية نفسها والمزاج كذلك وحتى الطريقة في نقل الانشغالات نفسها”. وقال في السياق، “تنوعها الثقافي ثورة لا تزيدنا إلا قوة”، على اعتبار أنها “مثال حصري يجب الحفاظ عليه. في كل تجارب الحياة التي خاضها شعبنا لم يخيب يوما الرهان عليه، لأنه يحب وطنه أكثر من أي شيء، يقدر من يخدمه بإخلاص”. ولم يخف في السياق، أن “هناك من يحسد الجزائر على ثرواتها الطبيعية، والحقيقة أن أكبر كنز في هذه البلاد هو أنتم، هو الشعب الجزائري”. واستنادا إليه، فإن “ولاية تمنراست هي بوابة الجزائر نحو الساحل والعمق الإفريقي، وأنتم بالتأكيد أعلم بالصعوبات التي يواجهها أشقاؤنا في دول الجوار”، مفيدا “إننا نتعاطف ونتضامن مع إخواننا وجيراننا، ونقف معهم، لأننا نؤمن أن أمنهم هو أمننا واستقرارهم هو ضمان للاستقرار في الجزائر”. حكمة رئيس الجمهورية جنبتنا الاضطرابات التي عصفت بالمنطقة لهذا الغرض أضاف يقول عبد المالك سلال “نؤكد أن الطريق العابر للصحراء، أحسن تجسيد للانفتاح بالاتجاه الإفريقي”، لافتا إلى أنه “ألحّ ومنذ وصوله عمل على تعبئة كل الإمكانات اللازمة لصيانته وعودته كما كان في السابق”، لافتا إلى أن “رئيس الجمهورية يعرف جيدا هذه الأرض الطيبة”، مذكرا ب “حكمته التي جنّبت الاضطرابات التي عصفت بالمنطقة، وجيشنا الباسل الذي استطاع تأمين ترابنا الوطني، وشريطنا الحدودي، دون التدخل في شؤون جيراننا”.وخلص إلى القول: “نعم الجزائر سيدة على أرضها، وقادرة على ضمان أمنها، وتعمل بإخلاص لمساعدة جيرانها في تجاوز أزماتهم. من خلال الحوار الوطني تحفظ وحدة الشعوب والسيادة وتحقق الاستقرار”. في سياق آخر، قال المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي، “إذا تعودت أن أقول إن تطوير السياحة الصحراوية ليس ضرورة اقتصادية فحسب، بل منفعة عامة يجب أن تتاح للمواطنين والأجانب حتى يشاهدوا ويدركوا ثراء ثقافتنا”. كما أن تطوير هذه المناطق وفق ما أكد “لا يمكن أن يبنى فقط على استغلال الموارد الطبيعية، بل إضافة إلى السياحة، علينا الاعتماد على الأنشطة الفلاحية والرعوية لإرساء تنمية مستدامة، في الهضاب العليا وفي الجنوب، في الأهقار وفي تيدكلت، وفي غيرها من جهات الوطن”. الهضاب العليا والجنوب الكبير الفضاء الأول لتجسيد الاقتصاد الناشئ انطلاقا من إيمان الدولة ب “التوازن التنموي لتهيئة الإقليم والنمو المنسجم”، جعلت من الهضاب العليا والجنوب الكبير بحسب ما أكد الوزير الأول “الفضاء الأول الذي سيتجسد فيه تحويلات الاقتصاد الناشئ، وذلك بالنظر إلى الإمكانات الضخمة لتلك المناطق التي لم نستعملها كاملة، مثل الطاقة المتجددة، والمياه والعقار الفلاحي والصناعي”، جازما بأن “خصائص تمنراست تؤهلها لتصبح وهو هدفنا قاعدة لوجيستيكية للتبادل التجاري والخدماتي مع الدول الإفريقية. وبعدما كشف عن التفكير في “إنشاء ميناء جاف بالولاية، لكي يتم نقل السلع التي تسوق إلى إفريقيا من الباخرة مباشرة، دون المرور عبر الجمارك، تحول إلى الميناء وتنقل إلى كل الدول في القارة السمراء”، قال: “نعم إفريقيا هي هدفنا إذا أردنا تطوير الإنتاج الوطني وأنشطة التصدير، لأن إفريقيا هي العمق الاستراتيجي للجزائر، وليست أوروبا أو أمريكا، وتمنراست البوابة”، مستدلا في ذلك “بالمشروع الضخم لتغطية كل المنطقة، كل الحدود عن طريق الساتل الذي سيتم استلامه في الأشهر المقبلة، لكل من يريد استعمال “الأنترنت” في التواصل أي نقطة من الوطن، أو مع دول الجوار انطلاقا من تمنراست”. الولاية “ستلعب دورا محوريا في مسعانا للتطور والتواصل القاري، من إمكانات النقل البري والجوي، إلى إمكانات الاتصال الرقمي، التي يتم تطويرها حاليا، لاسيما في المناطق الحدودية”، وتنصيب الولايات المنتدبة يندرج، بحسب ما أكد سلال، في إطار “مرافقة هذا المسعى الطموح ورفع قدرات التعليم العالي والتكوين المهني، إضافة إلى وضع تدابير مشجعة للتوظيف في النشاطات الاقتصادية، كي يستفيد شباب المنطقة من الدينامية الإيجابية ويشاركوا في تجسيدها وفي التجديد الوطني”. المرأة تحظى بموقع دستوري يحفظ مكاسبها من تمنراست، خاطب سلال المرأة الجزائرية، أينما كانت في الجزائر، بقوله: “ولأننا في مدينة الأميرة تينهينان، لابد أن نتعرض لقضايا المرأة الجزائرية من تمنراست، لأن نساء الأهقار حرائر”، مؤكدا عدم الاستغناء عن نصف المجتمع، وبأن “المرأة الجزائرية يجب أن تحظى بمكانتها وتساهم في نصف بلادها”. ونبّه في السياق إلى أنه “إذا أردنا مواجهة تحديات المرحلة ونقل بلادنا نحو الأحسن أو نحو القرن الواحد والعشرين، نحتاج إلى كامل قوتنا في هذه المعركة”، والجزائريات استطرد “عبر التاريخ مثال للعطاء والتضحية، وبفضل الإصلاحات التي أقرها رئيس الجمهورية، تحظى المرأة بموقع دستوري يحفظ المكاسب التي حققتها، ويحصن موقعها في المجتمع كعنصر فعال ومشارك”.