شرع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس الثلاثاء في زيارة عمل و تفقد إلى ولاية تمنراست (أقصى الجنوب الجزائري). و استقبل رئيس الجمهورية لدى وصوله إلى مطار باي آغ أخاموخ من قبل السلطات المحلية للولاية وأعيان منطقة الأهقار. و يضم الوفد الرئاسي على وجه الخصوص كل من وزير الداخلية والجماعات المحلية ووزير الموارد المائية ووزير السكن. وتضمن برنامج هذه الزيارة التي دامت يوما واحدا عدة مشاريع موجهة لتطوير المنطقة من بينها تدشين المشروع الضخم الخاص بتحويل الماء الشروب من عين صالح إلى تمنراست على مسافة 750 كلم و منشآت وتجهيزات خاصة بهذا المشروع. ومن المقرر أن يدشن الرئيس بوتفليقة أيضا الطريق العابر للصحراء الرابط بين تمنراست وعين قزام على مسافة 450 كلم و القطب الحضري لأدريان بتمنراست الذي يضم 1028 وحدة سكنية وتجهيزات مرافقة. ومن جانبهم نظم سكان تامنراست وعدة على شرف الرئيس بوتفليقة عرفانا للوفاء بوعده تمنراست 5 افريل 2011 (واج) نظم سكان تمنراست عشية زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى مدينتهم وعدة بوادي سرسوف (وسط المدينة) احتفاءا بزيارته الى هذه المنطقة وتعبيرا عن شكرهم وعرفانهم له بالوعد الذي قطعه على نفسه في ايصال الماء لتمنراست . وصرح سكان هذه المدينة أنهم أرادوا من خلال تنظيم هذه الوعدة الثانية بعد تلك التي أقيمت قبل أسبوعين بمناسبة وصول ماء الشرب من عين صالح الى حنفيات منازل تمنراست التعبير بالفرحة وتقديم الشكر لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على ''وفائه بوعده وتحقيق الحلم'' الذي طالما راودهم . وقد عرف واد ي سرسوف الذي يمر بوسط مدينة تمنراست خلال هذه الوعدة اقبالا كبيرا من طرف السكان الذين جاؤوا وكل منهم يحمل ما أمكنه من أطباق ومأكولات. وقد كان الحضور واسعا ومن كل الشرائح الاجتماعية حيث تمت قراءة الفاتحة والدعاء لله شكرا لنعمة الماء التي رزقهم بها وطلبوا من الله أن يحفظ الجزائر وأن يوفق ولاة الأمور في تحقيق الرفاهية والسعادة لأبناء الجزائر. وقد أقيمت بمناسبة هذه الوعدة استعراضات بالجمال والمهاري وهي في أحسن زي وحلة وأطلقت الزغاريد من قبل النساء. وصرح احد المواطنين بأن مشروع تحويل الماء من عين صالح إلى تمنراست هو أكبر هدية لسكان مدينة تمنراست وسوف يعود بالخير على كل أهالي المنطقة لما سيجلبه من الاستثمارات على مختلف القطاعات التنموية سيما وان مشروع تزويد تمنراست بالغاز على الأبواب . ويضيف مواطن آخر من جهته أن هذه الوعدة هي مناسبة للم الشمل وتكريس روح الاخوة بين الجزائريين وروح المواطنة والتعبيرعن العرفان بالمجهودات التي تبذلها الدولة لأعمار مناطق الجنوب. الماء لأقصى الحدود الجنوبية وشهدت مدينة تمنراست زيارة رئاسية تليق بمستوى وضعها المتمثل في عاصمة الأهقار من خلال خاصة المشروع الكبير لنقل المياه الصالحة للشرب من إين صالح الذي دشنه رسميا رئيس الجمهورية. وقد تم تشغيل هذا المشروع الضخم الذي يبلغ طوله 750 كلم و بلغت كلفته الاجمالية 197 مليار دج (حوالي 2 مليار دولار) من قبل وزير الموارد المائية السيد عبد المالك سلال منذ 15 يوما. وتم نقل الماء انطلاقا من إن صالح بفضل شبكة ذات قنوات مزدوجة يبلغ طولها 1200 كلم. ويرى المختصون أنه بالنظر إلى أهميته الاقتصادية و الاستراتيجية سيكون للمشروع انعكاسا ايجابيا أكيدا على هذه المنطقة الجافة بأكملها وغير المتطورة بالقدر الكافي حيث يعد النشاط محدودا و الشغل نادرا. ولهذا تعتزم الحكومة انشاء خلال هذه العشرية حوالي عشرة تجمعات سكنية تضم كل واحدة منها 10.000 نسمة على طول هذا المشروع. و سيتكشل قلب هذه التجمعات السكنية من سكنات وظيفية مبرمجة للعمال المكلفين بتسيير و استغلال محطات الضخ التي تنتمي إلى هذا المشروع. وسيتم تزويد هذه التجمعات الحضرية بخدمات عمومية ضرورية على سبيل محطات الخدمات ومراكز البريد ومراكز صحية والهياكل المدرسية. كما تنوي الحكومة تطوير المناطق و القرى الواقعة على طول المشروع (أزيد من 750 كلم) على غرار إين أمغل وتيت و أوتول و أراك. وبعد أن وصف نقل الماء الشروب بمشروع القرن أوضح مدير الموارد المائية بوزارة الري السيد مسعود ترة للصحفيين الحاضرين بتمنراست أن هذا المشروع سيسمح بتغطية حاجيات سكان عاصمة الأهقار و ضواحيها بشكل واسع و المقدرة ب 25.000 متر مكعب يوميا. و أضاف أن الخزان النهائي بسعة 50.000 متر مكعب موجه لتخزين المياه المجمعة انطلاقا من الآبار يضمن لتمنراست استقلالية في الماء الشروب تدوم يومين. و في البداية سيتم التزويد بالطاقة بالوقود عن طريق تجهيزات غازية سيتم تشغيلها بفضل أنبوب نقل الغاز النايجيري (نيجيريا-أوروبا عبر الجزائر) التي تعبر اقليم ولاية تمنراست. الطريق العابر للصحراء من جهة أخرى سيسمح شطر الطريق العابر للصحراء والرابط بين تمنراست و إين قزام (420 كلم) المنجز منذ 2009 على ثلاث مراحل بفك العزلة على المنطقة الحدودية و يرتقي بعاصمة الأهقار الى مرتبة العاصمة الجهوية بعد استكمال الجزء الواقع بالنيجر. وكان الندوة الافريقية ال 19 لوزراء الصناعة التي انعقدت مؤخرا بالجزائر قد أكدت على ضرورة تطوير المنشأت القاعدية الخاصة بالطرقات والسكك الحديدية بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو مؤكدة أن محور الطريق الجزائر-تنمراست قد يمنح امكانية فك العزلة عن بلدان منطقة الساحل الافريقي. وكان وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية قد اعلن عقب لقاء مع اعيان مناطق الجنوب الجزائري أنه يجري اعداد برنامج تكميلي من أجل تنمية المناطق الجنوبية. وفي هذا الخصوص صرح الوزير أن هذه البرامج التكميلية كاملة وتخص كافة قطاعات الحياة كتطوير الاقتصاد وترقية الشباب والمرأة وانجاز مشاريع منشآت قاعدية. ومن جهة أخرى أوضح الوزير أن البرنامج التكميلي الموجه لولاية تنمراست يتضمن أيضا انجاز ثلاث قرى قريبة من مشروع تحويل المياه لعين صالح. وقد كشف السيد ولد قابلية أن ثلاث وزارات (الموارد المائية والداخلية وتهيئة الاقليم) تعمل على تحديد المواقع المناسبة اكثر لانجاز القرى الجديدة الثلاث. وأشار الوزير أن هذه البرامج سيعلن عنها رسميا خلال الزيارة التي يقوم بها حاليا رئيس الدولة الى ولاية تمنراست. 1028 وحدة سكنية كما دشن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة قطبا حضاريا بتمنراست يتوفر على 1028 وحدة سكنية و جزءا من الطريق العابر للصحراء يربط بين تمنراست و اين قزام على طول 20 كلم. وبعد تدشين نصب تذكاري سمي ايلمان (يوجد الماء باللغة التارقية) بوسط المدينة بمناسبة المشروع الكبير الخاص بتحويل الماء الشروب من اين صالح إلى تمنراست (750 كلم) زار رئيس الجمهورية مخرج مدينة تمنراست حيث قام بتدشن جزء الطريق العابر للصحراء. و يعد الطريق العابر للصحراء مشروعا هاما من شأنه المساهمة في فك العزلة على الجنوب الكبير و المنطقة الحدودية كما سيلعب دور ملتقى طرق جهوي مع استكمال الجزء العابر للنيجر. و تم الشروع في هذا الجزء الذي يمتد على طول 420 كلم سنة 1999 حيث انجز على ثلاث مراحل (بين 200 و 2009) بتكلفة اجمالية تقدر ب 22ر7 مليار دج. وبخصوص القطب الحضري أدريان بتمنراست الذي انجز في إطار المخطط الخماسي 2005 - 2009 بتكلفة اجمالية تقدر ب6ر1 مليار دج فانجز خلال عامين بين 2006 و2008 من قبل 24 مؤسسة انجاز. ويتعلق الأمر بمجموعة 1028 سكن أحدثت 2056 منصب شغل ومن شأنها المساهمة في تحسين الإطار المعيشي لمواطني تمنراست خاصة و أنها تتوفر على كل تجهيزات المرافقة التي تليق بهذا الحي الجديد لا سيما مدارس و متوسطة و مكتبة و عيادة متعددة الاختصاصات وفرع اداري واجتماعي و30 محل ذا استعمال مهني ومركز علاج و أرضية للرياضة. وأوضح وزير السكن والعمران السيد نور الدين موسى لرئيس الجمهورية أن نسبة شغل السكنات بتمنراست تقدر ب 2،5 شخص لكل سكن وسيتم تحسينها بفضل مشاريع مسجلة في اطار البرنامج الخماسي 2010 - 2014 . وقد خص رئيس الجمهورية باستقبال شعبي حار لدى وصوله إلى المدينة وخلال تدشينه للنصب التذكاري الرمزي لوصول الماء الى عاصمة الأهقار.