لم تنطفىء جذوة أمل الفلسطينيين في مختلف مناطق تواجدهم بالعودة إلى أرضهم المغتصبة رغم مرور 69 عامًا على احتلال العصابات الصهيونية لفلسطين وارتكاب المجازر وجرائم التطهير العرقي وتهجير نحو 800 ألف فلسطيني، في حينه، وتدمير 531 قرية بالكامل ، وتهويد باقي المدن الفلسطينية . كعادتهم منذ أن تآمر عليهم العالم و بارك جريمة الصهاينة التي أعلنت قيام دولتها على الارض الفلسطينية منتصف ماي 1948، التزم الفلسطينيون بإحياء ذكرى النكبة تحت شعار «استقلالكم هو يوم نكبتنا» لهدف واحد ووحيد وهو ترسيخ الذاكرة الجماعية والتأكيد على حق العودة وإنهاء الاحتلال، مهما طال الزمن. تأتي ذكرى النكبة هذه السنة، وسط ظروف يمكن اعتبارها الأصعب تاريخيًا على الشعب الفلسطيني، إذ باتت الحكومة الإسرائيلية مطلوقة الايدي، لا تتوانى عن سن القوانين العنصرية والتحريض على الفلسطينيين في كل مكان، وازدادت وقاحةً بأن بدأ قادة الأحزاب السياسية الكبيرة وعرابو الاستيطان يتحدثون علنًا عن ضم الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية وإعدام حل الدولتين، مراهنين على دعم يتوقعونه من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و دول غربية أخرى. كما تتزامن ذكرى النكبة مع إضراب أكثر من 1700 أسير فلسطيني عن الطعام في السجون الإسرائيلية، لانتزاع حقوقهم من مصلحة السجون الإسرائيلية، في ما أطلق عليه إضراب الحرية والكرامة الذي يعتبر أحد أكبر الإضرابات، منذ النكبة. بالمناسبة، يحيي الفلسطينيون في أراضي ال 48 والضفة الغربية وغزة والشتات، غدا الاثنين الذكرى ال69 لاحتلال فلسطين ؛ بأنشطة وفعاليات هدفها إبقاء هذا الحدث التاريخي حاضرا في الأذهان. وقال المنسق العام للجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، محمد عليان، إن فعاليات هذا العام تأتي مساندة وداعمة لمعركة « الامعاء الخاوية «التي يخوضها الأسرى المضربون عن الطعام ، ولتوجيه رسالة هامة لكل العالم بأن الشعب مصمم على نيل حقوقه الوطنية أهمها حق العودة لأكثر من 8 مليون لاجئ في الوطن والشتات. عودتنا حتمية أشار إلى أن شعار فعاليات الذكرى هو «أرضنا فلسطينية..عودتنا حتمية .. ولأسرانا الحرية». من جانبه، أوضح سكرتير اللجنة ناصر شرايعة، أن الفعاليات المركزية ستكون في محافظات أريحا والخليل وجنين ونابلس و ستكون بالتزامن مع الفعالية والمسيرة المركزية في رام الله. أضاف أن مسيرة المشاعل ستنطلق، اليوم، في شوارع رام الله في تمام الساعة الثامنة مساءً، وذلك بحمل 69 مشعلاً والعلم الفلسطيني وراية العودة، فيما تطلق صافرات الحداد عند الساعة الثانية عشرة ظهراً، يوم الخامس عشر من ماي ، ويسبق ذلك المسيرة المركزية التي ستنطلق من أمام ضريح الشهيد ياسر عرفات حتى ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط رام الله حيث المهرجان المركزي. نوه شرايعة إلى تخصيص حصص توعوية وتثقيفية وتعبوية على رأسها حق العودة للصفوف الابتدائية، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، كما سيكون هناك العديد من المحاضرات والندوات بالتنسيق مع اللجان المختلفة بكافة المحافظات، وعروض للأفلام التوثيقية، وأيضاً سيتم التعميم على السفارات والهيئات الدبلوماسية الفلسطينية لإحياء الذكرى في مختلف العواصم العربية والأجنبية. ورغم كل الظروف والويلات التي يكابدونها، لا يزال الفلسطينيون يؤمنون بعودتهم وحقهم الأبدي في أرضهم المغتصبة ، ويصرون على نقل الرسالة من جيل إلى جيل ليحفظ الرواية ويصون العهد.