أكد عميد الشرطة بمديرية الشرطة القضائية مكلف بملف الأفريبول طالب خالد، أن هذا الأخير يعد الإطار الإفريقي الموحد لمحاربة الجريمة بمختلف أنواعها وذلك بالتحالف والتنسيق بين مختلف الأجهزة الشرطية التي تنتمي لهذه الآلية. قال طالب خالد إن الجزائر تلح على فكرة الأفريبول ليس من أجل محاربة الجرائم الإلكترونية التي استهدفت دولا عظمى ومؤسسات اقتصادية كبرى عبر العالم، وإنما الجرائم الأخرى التي عرفت تطورا كبيرا، منها الإرهاب، والجريمة العابرة للأوطان على غرار تجارة المخدرات وجرائم تبييض الأموال، والاتجار بالبشر، مفيدا أن هناك اتصال بين هذه الجرائم فيما بينها، وهذا ما يستدعي التعاون بين الدول الإفريقية في إطار أفريبول لمواجهة هذه الأخطار المهددة للمجتمعات، والدول والحد منها. وقد طرحت الجزائر كما ذكر المتحدث، أمس، من خلال القناة الأولى مقاربة لتفعيل آلية أفريبول، حيث أن انعقاد الجمعية العامة في الجزائر للأفريبول من 14 إلى 16 ماي الجاري، يعد بمثابة التأسيس الفعلي لهذه الآلية بعد المصادقة على قوانينها من قبل قادة الدول والحكومات الأفارقة خلال أشغال قمة أديس أبابا نهاية جانفي2017 الماضي، ومقاربة أمنية تتمثل في التنسيق الأمني مع دول الجوار، من خلال تدعيم القدرات في مجال التحليل الجنائي، لمختلف أجهزة الشرطة الإفريقية، ومكافحة تجارة المخدرات. ويتم التنسيق بين الأنتربول التي تعد الجزائر وبعض الدول الإفريقية أعضاء فيها والأفريبول، في إطار محاربة الجريمة، كما سيعزز الأخير التعاون مع مختلف المنظمات الإقليمية لمواجهة كل أنواع الجرائم بما فيها الإرهاب، من خلال تبادل المعلومات والخبرات والتكوين، مبرزا أن أجهزة الشرطة الإفريقية لديها تنظيم إقليمي موزع على أربع (4) مناطق: إفريقيا الوسطى، إفريقيا الغربية، إفريقيا الشرقية وإفريقيا الجنوبية. وتأتي أهمية التنسيق بين الدول الإفريقية في إطار هذا الجهاز، في ظرف تنامت به بشكل كبير الهجمات الإلكترونية، أخرها الهجمة “الفيروسية” التي استهدفت 100 دولة منها بريطانيا ودول أخرى متقدمة الأيام الأخيرة والتي طالت مؤسسات اقتصادية كبرى والجريمة المنظمة والمخدرات، وبالنظر كذلك إلى الظرف الأمني الاستثنائي الذي يحيط ببلادنا، موضحا أن مخطط عمل الأفريبول يرتكز على التكوين وتدعيم القدرات في مجال التحليل الجنائي لأجهزة الشرطة الإفريقية واعتماد مراكز امتياز في مجال الشرطة العلمية وتعزيز القدرات لمكافحة الجرائم الإلكترونية وجرائم الاتجار في المخدرات. وفي رده عن سؤال حول إجراءات تسليم المجرمين من خلال الأفريبول، قال طالب خالد إنها تخضع لقوانين خاصة ولاتفاقيات ثنائية، إلا أن نشاط الأفريبول سيأخذ بعين الاعتبار هذا الأمر، معلنا عن التفكير في إنشاء نشرية بحث إفريقية، مشيرا إلى أن الجزائر قد اقترحت نظام اتصال مؤمن من أجل اعتماده من قبل الدول الأعضاء. وأشار في سياق متصل أن المديرية العامة للأمن الوطني قد سطرت برنامجا من شانه مكافحة الجريمة بشتى أنواعها، بفعالية من خلال تجربتها والتكوين، لأن الجزائر تعيش ظرفا أمنيا استثنائيا، بسبب دول الجوار التي تتحكم في هذا المجال، بالإضافة إلى الهجرة غير الشرعية، التي تعد جريمة عابرة للأوطان.