أبرز رئيس جمعية مشعل الشهيد محمد عباد، أن محطة 19 ماي 1956، كانت من بين المحطات البارزة التي أعطت للثورة التحريرية صيتا عالميا، حيث كانت بمثابة بركان انفجر في وجه الاستعمار الغاشم حين قررت الطبقة المثقفة ترك القلم وحمل السلاح مجسدة بذلك روح التضامن والوحدة للثورة التحريرية، التي اعتبرها المستعمر في البداية مجرد هجمات معزولة لمجموعة قطاع طرق ولن تذهب بعيدا. ثورة طلابية قال بشأنها عباد إنها عبرت بصدق للعالم أجمع عن مطلب الشعب الجزائري وطموحه السامي لحرية وطنه، مشكلة ضربة قاضية لأحلام ورهانات المستعمر الفرنسي الذي كان يأمل في قمع الشعب المظلوم الكادح، المهجر، المسجون، المعذب. ووفاء للنهج الثوري الذي سلكه الشباب آنذاك قال عباد على هامش الندوة التاريخية المنظمة بجريدة “الشعب” تحت عنوان- “الطلبة الجزائريون من حرب التحرير الى بناء الدولة” أن الرسالة الثورية تحتم علينا ترسيخ التاريخ الصحيح في أذهان الجيل الصاعد بتنويرهم ليتمدرسوا ويأخذوا ما يمكن أخذه في مثل هذه المناسبات، داعيا في السياق ذاته إلى مواصلة المسيرة وكسب ثورة البقاء وتحقيق الازدهار للوطن من خلال رفع ناصية العلم عاليا والتفوق في مختلف الميادين والعمل بجد على تحقيق العزة والقوة الاقتصادية للوطن. وعن دور الجمعية في تحقيق التواصل بين جيل الأمس واليوم أكد عباد أنه يعمل عبر جمعيته، على تنظيم ندوات مخلدة للذاكرة الوطنية دون ربطها بمناسبات معينة حتى نتيح لشبابنا المتعطش يضيف قائلا- أخذ المعلومات من مصادرها الشاهدة على هذه المحطات التاريخية مهما كانت مكانتها اجتماعية أو سياسية. وأكد عباد أن جيل الاستقلال يحمل على عاتقه أمانة المحافظة على هذه الأرض الزكية الطاهرة المحررة بدماء مليون ونصف مليون شهيد، وأنه مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بخوض معركة البقاء، والرقي وضمان مكانة مع الدول التي قطعت أشواطا كبيرة في مختلف المجالات ورفع الراية الوطنية عاليا في المحافل الدولية، مؤكدا أن الأجيال اللاحقة وما ينتظره الوطن منها لا يقل أهمية عما قام به أسلافهم، بل أن واجبهم أعظم في خضم عالم التنافس والتكنولوجيات. واستطرد عباد قائلا إنه ووفاء للنهج الثوري الذي سلكه شباب الثورة فإن التذكير بمثل هذه المناسبات التاريخية الهامة من تاريخ ثورتنا العظيمة بات من الضروريات التي تحتم علينا كجمعية ترسخ رسالة نوفمبر في أذهان الأجيال الصاعدة والتعريف بأولئك الذين ضحوا بأنفسهم فداء لتحرير الوطن وهنا تعمد مصالحه إلى تنظيم ندوات تاريخية يتم التعريج فيها على أهم المحطات التي عرفتها الثورة التحريرية، من خلال تنظيم ندوات تاريخية على مستوى المعاهد والجمعيات وحتى الثانويات للتعريف بالحلقات المشرفة لمعركة الجزائر التي تكسرت فيها أسطورة الجزائر الفرنسية.