ركبت رشيدة عجال سفينة الإبحار في تاريخ جزائري عريق، إنطلاقا من شواطئ المدن الامنة في عصرها الحديث، تستكشف مشاهد التنوع في واقع حضاري متجدد منذ الأزل، دون إضافاته في تاريخ إنساني، يواصل مسارات عطاءاته، بلا توقف عند صخرة شاهد أثري. فقد صاغت الفنانة التشكيلية رشيدة عجال المعنى الأبقى لفرحة الإنتصار الجزائري بإنتزاع المقعد العربي الوحيد في نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا بلغات ابداعية-جمالية تجسد فلسفتها الفنية عمق الحضارة الإنسانية المتوارثة في أرض ملأت إنجازاتها الإنسانية صفحات التاريخ الوطني المشرق في حوض البحر الأبيض المتوسط وقارة افريقيا التي جعلت من الجزائر بوابتها الحضارية . وانتهت الفنانة التشكيلية للتو من إنجاز مجموعة لوحات فنية تعددت موضوعاتها الممتدة بنسقها التاريخي في محطتي التواصل الدائم بين الماضي والحاضر، والحضور الجزائري المتحرك بينهما باتجاه آفاق استشرافية لاتنقطع جذور امتداداتها ألأزلية. وجعلت رشيدة عجال من معاني الفرح الجزائري، لوانا تتدرج بتدرجات الروح المتصاعدة في بلوغ ذروة انتصارها، فتشكل بكتلتها الجمالية أشكالا لمعاني جزائرية حاضرة، لا يدركها إلا قارئ جاد لصفحات تاريخ عظيم كتب بأصدق اللغات غير القابلة للتشويه. والفن التشكيلي لغة الصدق التي تخاطب الحواس ،فجاءت مفرداته بمثابة الخطاب الأكثر تأثيرا، في تحرير رسائل الفرح التي تحمل المعاني الأبقى لحضور أمة امتدت جذورها في عمق التاريخ، فانفتحت على حاضر تحفزه الذاكرة في إنجاز الإضافات الحضارية في كون بشري مفتوح لا تعترضه عقد ألأنا النرجسية. وجاءت تدفقات عاطفة الفرح في فلسفة رشيدة عجال بمعناها الروحي النابض، فتحا على وقائع تاريخية شغلت أماكنها في أرض الله الواسعة، فتمنح العاطفة دليل صدقها، وامتداد نشوتها التي تعطي الفرح المعنى الأبقى من معاني الانفعال الزائل وتحررت من قيود انفعالاتها الذاتية في لحظات انتصار الأمة وأداء طقوس بهجتها، رغبة منها في صياغة الفرح البديهي بأشكال مخلوقات جمالية حية، تأخذ خواص الحواس المؤثرة في روح المتلقي الباحث في عالمه الكوني النبض الدائم في إيقاعات الفرح . وحركت "رشيدة" ريشتها المعاصرة في كل الأزمنة، تشكل مخلوقاتها فتبث فيها روح الفرح المرسوم بخطوط تفصح عن رمزية فكرتها المتناغمة مع رمزية الألوان المعبرة عن خصوصية أمة انتزعت حضورها المتجدد في مسارات التاريخ المتحرر ابدا بإتجاه الأفق الأعلى واضحت مخلوقات الفرح الفني التي انجبتها الفنانة التشكيلية، نسيجا متآلفا في كيان جمالي يطلق مدلولاته الرمزية شاهدا حيا، متحركا على موقف جماعي موحد، يدرك المتلقي العارف بالشواهد الحضارية الجزائرية بريقها اللامع في ضفاف الأزمنة التاريخية التي تحتضن عصر الأمة الحديث في ظل رايتها المتعالية في أعالي السماء بألوانها الخضراء والبيضاء والحمراء