أكد، أمس، الأستاذ محمد عباس، باحث ومؤرخ جزائري، أنه في مظاهرات 11 ديسمبر ,1960 عرف جميع الجزائريين علمهم بعد أن كان محصورا في نطاق ضيق بسبب تحريمه من طرف الإستعمار الفرنسي، كونه رمز للسيادة الجزائرية. اعتبر الأستاذ محمد عباس، أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 الخالدة، شكلت منعرجا حقيقيا في مسار التعجيل بافتاك السيادة الوطنية، ووصفها الأستاذ عباس بالإستفتاء المسبق، والذي جاء قبل الآوان لاستقلال الجزائر والذي كان مطلب جبهة التحرير الوطني وصار مطلب جميع الشعب الجزائري. وأوضح الأستاذ عباس، يقول في سياق متصل، أنه لأول مرة في 11 ديسمبر، يعرف العلم الجزائري لدى كافة شرائح وفئات الشعب الجزائري، بعد أن كان نطاق إنتشاره ضيّقا بسبب تحريمه من طرف الإستعمار الفرنسي، كونه رمز للسيادة الجزائرية. وذكر الأستاذ عباس، أن الجماهير الجزائرية، لأول مرة، توحّدت في رفع العلم الجزائري رجالا ونساء وأطفالا، لأنه قبل ذلك كان محرما من طرف المستعمر الفرنسي. أما شهادة السيد رضا عمراني، الذي نقل حقائق على لسان عمه سعيد عمراني، الذي شارك في عملية تشكيل العلم الجزائري، وإخاطته رفقة شقيقتيه، أفاد رضا عمراني أنه مع نهاية مارس 1945 وعقب إعلان هوكوف، رئيس الأركان الروسية عن الاحتفال بالإنتصار ضد الفاشية، إجتمع عدة وطنيين من الذين لم تمسك بهم فرنسا وتودعهم السجن، من بينهم ''مفدي زكريا'' في شقة مكونة من غرفتين ومطبخ، حيث بدأوا يتفقون ويحضرون لكي يخرجوا في مظاهرات، تجسيدا لاستراتيجية حزب الشعب الجزائري لكي يتفقوا على صوت واحد وعلم واحد، وتوصلوا إلى ضرورة لفت نظر الحلفاء بأنهم شاركوا في الحرب العالمية الثانية وتذكيرهم بذلك وقرروا أن يحتفلوا برفع أعلام الحلفاء وعلم الجزائر، لكن الإشكالية التي طرحت آنذاك عندما يحملون أعلام الحلفاء هل يحملون العلم الفرنسي؟ وبخصوص العلم الجزائري، واصل رضا عمراني، سرده للأحداث والحقائق، موضحا أنه تم تشكيل لجنة على رأسها مصطفاوي ودرسوا فيها الأمر، حيث إستعانوا بعدة نماذج لأعلام رفعها الجزائريون الوطنيون على غرار علم ''الأمير عبد القادر''، محاولين إيجاد علم جزائري لهذه المظاهرات، عندما قدمت اللجنة مشروع علمين، الأول يشبه علم دولة تركجستان فيه اللونان الأحمر والأخضر والعلم الثاني هو العلم الحالي الذي يرفرف في الجزائر. وذكر ذات المتحدث، أن كل من الأخوين عبد الرحمان وأحمد سمايي كانوا خياطين متخصصين في خياطة بدلات رجالية، حيث كانت لديهم غرفة خارجية لخياطة البدلات أما الغرفة الخلفية خصصت للإجتماعات. وتحدث رضا عمراني، أن عمه سعيد عمراني أخذ هذا العلم إلى منزله وأوكل مهمة إنجاز العلم إلى شقيقتيه الخياطتين، وبعد ذلك أخبرته عمتيه أنهما قامتا بإخاطة نحو 300 علم في تلك الفترة، حيث أشرف على عملية توزيع العلم عبر عدة نقاط من الوطن، الشاذلي مكي، وكان يتعرض من الحين والآخر إلى مطاردة ومضايقة الفرنسيين.