أكد المتدخلون في اليوم الدراسي الذي نظم أمس في ثانوية حسيبة بن بوعلي بالجزائر العاصمة كوقفة عرفان للمرأة الجزائرية على تحديها للاستعمار الفرنسي في مظاهرات ديسمبر 1960 أن البنت الجزائرية كان لها حضور في ثورة التحرير في المدن والقرى لما كان لها من دور فعال في الاتصال والتموين ونشر المعلومة. وأكد السيد محمد لحسن زغيدي أستاذ التاريخ في محاضرته أمام الطالبات، إحياء للذكرى ال48 لمظاهرات ديسمبر1960 أن هذه المظاهرات تمثل "التجسيد العملي الشعبي لبيان أول نوفمبر" واضعا هذا الحدث التاريخي الهام في سياقه التاريخي المتميز بالانتصارات الكبيرة التي حققتها الثورة على الصعيدين الداخلي والخارجي. كما أوضح المحاضر أن المرأة الجزائرية حاضرة في كل مراحل المقاومة الجزائرية بدءا من ثورة الأمير عبد القادر وصولا إلى ثورة التحرير المباركة مرورا بالحركة الوطنية" مشيرا إلى أن مقاومة الشعب الجزائري لم تكن في أي مرحلة من مراحلها للاستعمار ذكورية". وأصر المحاضر على أن هذه المظاهرات "لم تنحصر في يوم واحد وإنما على مدى أيام ديسمبر كلها عبر كل الوطن"موضحا أنها جاءت ليس فقط كرد شعبي لسياسة الجنرال ديغول التي أراد أن يحاصر بها الثورة في الجبال والمدن من خلال استراتيجية عسكرية محكمة (خط شال وخط موريس وإقامة المحتشدات وتعزيز قوات الجيش) وإنما كرد على المستوطنين المتطرفين الذين كانوا ينادون بالجزائر فرنسية كذلك. وفي هذه الوقفة التي أرادتها جمعية مشعل الشهيد المنظمة لها في إحدى الثانويات التي تحمل اسم شهيدة من شهيدات الجزائر الكثيرات "عرفانا للمرأة الجزائرية" شدد المحاضر أن البنت خلال الثورة "لم تكن مجرد شعار في الثورة، وإنما سند متين لها" فكانت المرأة الجزائرية -كما قال -في هذه المظاهرات بالذات "رافعة العلم الوطني بعد أن أعدته و وزعته في السرية التامة والمتصدرة للمظاهرات والمحمسة للجماهير بالزغاريد". وكانت هذه الوقفة التذكارية مناسبة لتلقين الطالبات بأن عدد الشهداء الذين سقطوا خلال هذه المظاهرات عبر الوطن كان 89 شهيدا من بينهن 5 شهيدات كلهن كن حاملات العلم الوطني أولاهن الشهيدة صليحة وثيقي من حي ديار المحصول بالمدنية (الجزائرالعاصمة). ومن بين نتائج هذه المظاهرات حسب نفس المحاضر "إجبار الجنرال دوغول للجلوس على طاولة المفاوضات بعد أن حققت القضية الجزائرية تضامنا دوليا واسعا". وكانت "إلياذة الجزائر" لشاعرالثورة مفدي زكريا حاضرة بأفواه تلاميذ إحدى المؤسسات التربوية المجاورة للثانوية والذين قدموها متخللة بالأناشيد الوطنية الأخرى ك"جزائرنا" و"ياشهيد الوطن" و"من جبالنا". كما استمعت الطالبات إلى شهادات حية لمن عايشوا هذه المظاهرات الذين وضعوا الحاضرين في الصورة من خلال روايتهم للأحداث ومجرياتها في ذلك اليوم المشهود .(وا)