13 مليون مواطن يبحرون في الفضاء الأزرق، و19 مليونا يملكون “فيسبوك” كشف العقيد جمال بن رجم رئيس مركز الوقاية من جرائم الإعلام الآلي المعلوماتية ومكافحتها بقيادة الدرك الوطني،أمس، أن الجزائر تاسع دولة، من حيث نسبة المواطنين المعرضين لتهديدات عند استعمال الأنترنت، مؤكدا أن مخاطر كبرى تواجه النظام المعلوماتي الوطني، في حين أشاد بالحس الوطني للمستخدمين واصفا إياه “بالإيجابي”. أوضح العقيد بن رجم أن إحصائيات المؤسسة العالمية لمكافحة الفيروسات في الفضاء الإلكتروني “كاسبرسكي” هي التي وضعت الجزائر في المرتبة التاسعة من حيث التهديدات السنة الماضية، مشيرا إلى أن تطور استخدام الجزائريين للأنترنت يضعها أمام تحديات كبرى. كما كشف العقيد بن رجم لدى تنشيطه منتدى “الشعب”،أمس، بالعاصمة حول خطر الجريمة الإلكترونية على الأمن العمومي وآليات مكافحتها، أن 29 مليون جزائري يستخدمون الأنترنت، و19 مليون مواطن لديهم حساب عبر شبكة التواصل الاجتماعي “فايسبوك” الذي يعتبر أكثر المواقع تفضيلا لدى المستخدمين. في حين كشف العقيد أن 13 مليون جزائري يبحرون يوميا في الفضاء الأزرق وهو ما يؤكد التطور الكبير للمجتمع الجزائري،كما أن 18 مليون مواطن لديه حساب في البريد حسب العقيد بن رجم، إضافة إلى رواج التجارة الإلكترونية رغم أن هامش التعامل في هذا الجانب يبقى قليلا. وتتمثل طبيعة قضايا الجريمة الالكترونية المعالجة من طرف وحدات الدرك الوطني في المساس بالحياة الخاصة والتهديد والابتزاز، وكذا المساس بالنظام العام والإشادة بالأعمال الإرهابية، المساس بأنظمة المعالجة الآلية للمعطيات (الاختراق، وإهانة رموز الدولة والتعدي على المعتقدات الدينية، إضافة إلى النصب والاحتيال وتحريض القصر على الفسق والدعارة، هذه الأخيرة تعد الأكثر انتشارا بين المجرمين. الجزائر وفي إطار تشديد الخناق على المجرمين في الفضاء الإلكتروني، قال العقيد بن رجم إنها لجأت إلى المصادقة على اتفاقيات دولية على غرار المعاهدة العربية لمكافحة الجريمة المعلوماتية، موضحا أنها لم توقع على الاتفاقية الإفريقية وكذا المعاهدة الدولية في نفس المجال، إلا أن ذلك لم يمنعها من اختصاصها الدولي لمتابعة المجرمين. ويهدف التوقيع على الاتفاقيات الدولية حسب العقيد بن رجم إلى مكافحة الجريمة المعلوماتية والتعاون الدولي والقضائي بين الدول للتصدي لهذه الظاهرة العابرة للحدود، سيما في ظل ارتفاع مستوى التهديد إلى مؤشرات مخيفة، تستدعي حسب تعبيره إلى وضع خارطة طريق داخلية وخارجية لمواجهتها. في مقابل هذا أبدى العقيد تفاؤلا كبيرا لدى الوسط الأمني بمدى التزام الجزائريين بالمبادئ العامة التي تحمي الدولة، مؤكدا أن مستخدمي “الفيسبوك” على سبيل المثل لديهم حس وطني عال، واحترازية معتبرة في التصدي لدعوات الانجرار وراء دعوات التفرقة والفتنة التي تدعو إليها جهات مجهولة في كثير من الأحيان. وتتولى مهام المراقبة في الفضاء السبراني، الشرطة القضائية والشرطة الإدارية والشرطة العسكرية المنضوية تحت لواء قيادة الدرك الوطني، حيث يتم القيام بدورات لحماية الأمن الرقمي وتتولى الشرطة القضائية التحقيقات السبرانية، بشكل دوري. وحذر العقيد بن رجم من الانتشار الواسع للإشاعات عبر الفضاء السبراني، حيث يمكن لمعلومة خاطئة أن تصل إلى 150 ألف شخص في غضون يوم واحد، سيما المعلومات المتعلقة بالتحريض وهي الأكثر تداولا في الفضاء، والأكثر استقطابا للمستخدمين. وعن تعامل الضحايا مع مركز الوقاية والتبليغ عن الشكاوى قال المتحدث إن غالبيتهم يقدم شكاوى آنية، في حين أشار إلى أن نسبة كبيرة لا تبلغ لجهلها كيفيات ذلك، لكن المصالح المختصة تقوم بواجبها في حال علمها بالجريمة، داعيا إلى التعاون لمواجهة أي تهديد سيما بالنسبة لحالات القصر.