سجلت المؤسسة الإستشفائية الجامعية لبني مسوس إلى غاية منتصف الأسبوع الماضي 45 حالة مؤكدة للإصابة بفيروس '' أش 1 أن ''1 المعروف بوباء أنفلونزا الخنازير، خرج معظمهم معافين بعد أن تمّ التكفل بهم وتمكينهم من العلاج الشافي، فيما سجل حالتي وفاة. وفي هذه الأثناء يتواصل الإقبال على المستشفى من قبل مواطنين يشتبه إصابتهم بهذا الوباء، أو حتى بمجرد زكام عادي، وهو ما ينجم عنه ضغط عليه وعلى الأطباء والعاملين فيه. وبالموازاة مع تركيز الجهود لتقديم العلاج والتكفل بالمصابين بإنفلونزا الخنازير، تواصل مختلف المصالح الطبية بذات المؤسسة الإستشفائية العمل بنفس الوتيرة ضمن البرنامج المسطر لضمان تقديم العلاج وإجرء الفحوصات الطبية والعمليات الجراحية إلى غير ذلك من الخدمات الصحية، وذلك على الرغم من حجم العمل الناتج عن ظهور هذا الوباء. وليس أدل على ذلك من إجراء الأسبوع الماضي لعملية زرع الكلى كللت بالنجاح وهي العملية ال ''40 منذ سنة 2007 إلى اليوم حسب الأستاذ »صنهاجي« رئيس مصلحة أمراض الكلى بالمستشفى مشيرا في تصريح مقتضب ل »الشعب« بهذا الخصوص إلى: »إمكانية توسيع عمليات زرع الكلى بمستشفى بني مسوس وفي الجزائر عموما، وذلك بالنظر إلى الإرتفاع في عدد المحتاجين إلى زرع الكلى من جهة، وتوسيع ثقافة التبرع بالأعضاء لدى المجتمع الجزائري من جهة ثانية، ناهيك عن الكفاءات العالية التي باتت تتوفر عليها الجزائر اليوم في هذا المجال«. وبخصوص أنفلونزا الخنازير كشف السيد »عمر بورجوان« مدير عام هذه المؤسسة الإستشفائية الهامة بأن المتوفيان كانا يعانيان من أمراض مزمنة، أحدهما: فتاة في مقتبل العمر، والثاني كهل عمره 50 عاما، وأنه تمّ على مستوى المستشفى تخصيص جناح خاص للحجر الصحي يتسع ل 10 أسرة للمصابين الذين لهم وضعية صحية معقدة أو خطيرة، وأن هناك إمكانية توسيع طاقة استقبال مثل هذه الحالات لا قدر اللّه في حال ما إذا اقتضى الأمر ذلك. وأضاف: »أما المصابون الآخرون بهذا الداء فيخضعون للعلاج والمتابعة المنزلية، وتمكينهم بما يكفي لاستشفائهم من دواء »الطاميفلو« يقدم لهم مجانا مع أن سعر العلبة الواحدة لا تقل عن 2500 دج«. ودعا ذات المسؤول صاحب الخبرة والتسيير في القطاع الصحي المواطنين الذين يشكّون في إصابتهم بأنفلونزا الخنازير إلى عدم الإنسياق وراء ما وصفه ب (الهلع) قائلا: »لابد لحالة الرعب هذه أن تتوقف«. وحسبه، فإن الجزائر هي أول بلد من العالم الثالث يستورد اللقاح، وقد تعاقدت مع مخبر بريطاني بكندا على شراء 20 مليون مصل لقاح، وصل منه 7 ملايين، مؤكدا على أن هناك بلدانا أخرى لا يمكنها أن تشتري اللقاح الآن، لأنه غير متوفر والطلب عليه كبير جدا«. أما بخصوص عملية التلقيح، فقد أكد إلى »أن إنطلاقها سيكون حالما يعطي المخبر المرجعي لمراقبة الأدوية بمعهد باستور، الضوء الأخضر لذلك، وبعد استكمال إجراءات المراقبة الضرورية وصدور شهادة المطابقة، التي تخضع للمخابر الجزائرية المختصة«. وتجدر الإشارة إلى أنه تمّ تنظيم يوم إعلامي تحسيسي بمستشفى بني مسوس، الأسبوع الماضي، بإشراف الأستاذ »سكحال« رئيس مصلحة الأوبئة والطب الوقائي، خرج منه المشاركون بجملة من التوصيات من ضمنها أن التلقيح: »هو الوسيلة الأنجع للوقاية ويقلل من نسبة الإصابات، وبالتالي من نسبة التعقيدات وعدد الوفيات، كما أنه يحد ويمنع إنتشار الفيروس، وأن التلقيح اختياري وليس إجباري ولكن طبيا ينصح بأنه ضروري«. ويبقى حسب ما صدر من توصيات عن هذا اليوم الإعلامي والتحسيسي الإلتزام بقواعد النظافة عامل وقائي مهم ضد المرض.