تميزت سنة 2009 بتعزيز شبكة الطرقات في بلادنا بأزيد من 180 ألف كلم، موزعة عبر كامل التراب الوطني من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، لتضع التحاليل المنجزة بوضوح الإسقاطات الإيجابية للبرنامج الاستثماري العمومي الذي سمح بتوفير 56100 منصب شغل و استحداث 3500 مؤسسة و 400 مكتب دراسات، تدعيما للوسائل الوطنية في مجال الإنجازات والدراسات وتحسين الظروف المهنية لحوالي 7 ملايين مواطن في المناطق الريفية الشمالية، من خلال عملية التهيئة وفك العزلة التي مست 3000 كم من الطرقات. عملية تطوير شبكة الطرقات سمحت خلال نفس السنة أيضا بإنجاز ما قدره 369,67 كم من أشغال الطرقات، 41 ألف كم منها أشغال الصيانة و 26 ألف كم أشغال تطوير، فضلا عن استكمال الشطر الجزائري من الطريق الصحراوي من خلال تسليم مقطع جديد، والربط بين تمنراست والحدود الجزائرية النيجرية على مسافة .415 وسمحت العمليات المعتمدة في نفس السنة بتحسين الحالة العامة لشبكة الطرقات لتسجل سنة 2009 : 95 بالمائة من الطرق الوطنية و 71 بالمائة من الطرق الولائية في حالة مقبولة. مشروع القرن بدوره شهد تقدما ممتازا فيما يخص الشطر الأوسط والغربي، ومعتَبَرا للشطر الشرقي، لتصل نسبة إنجازه إلى غاية نهاية 2009 : 93 بالمائة، حيث عرفت نسبة التقدم الإجمالي لأشغال الأنفاق 75بالمائة و 94 بالمائة فيما يخص الجسور العملاقة للمشروع. ولأجل استغلال هذا الطرق وبغية ربح الوقت تم اقتراح خلال نفس السنة وفي إطار قانون المالية 2010 تعزيز القدرات الوطنية، كما تم مبدئيا إسناد كل محطات الخدمات إلى شركة نفطال، ويُنتظر لاحقا الإعلان عن مناقصات تخص إنجاز مراكز الاستراحة ومراكز الصيانة ومحطات الدفع. كما شهدت الحركية القطاعية المشيدة خلال السنة تسجيل نسبة التقدم الإجمالي للبرنامج الخماسي في نهاية 2009 ب 98 بالمائة، 99 بالمائة منها أنجزت بوسائل وطنية خاصة وعمومية، حيث تم عصرنة وتحديث المحاور المهيكلة كالطرق الساحلية والطرق الرابطة بين الشمال والجنوب، خاصة منها الطريق الوطني رقم 1و 3 و ,6 و إنجاز 1250منشأة فنية وإنجاز 766,87 وحدة إشارة عمودية، وإنجاز 810,80 كم من الإشارات الأفقية، وإنجاز 2000 كم من المسالك الصحراوية من الجنوب الكبير للبلاد، وتسجيل 37 منشأة سفلية، وإنجاز 200 دراسة خاصة بالطرق والطرق السيارة والمنشآت الفنية، فضلا عن إزالة أكثر من 300 نقطة اكتظاظ و221 نقطة مسببة لحوادث المرور، وإنجاز 11 ميناء وملاجئ للصيد، وتدعيم 21 منشأة بحرية و21 مدرج مطاري، حيث وصلت الجزائر إلى تسجيل أكثر من نصف المطارات مفتوحة للملاحة المدنية. ومن بين أهم المشاريع التي سلمت في 2009 أيضا مقاطع هامة من الطريق السيار شرق غرب على مسافة 1720كم، مست كلا من ولاية عين الدفلى، الشلف، غليزان، وهران، البويرة، برج بوعريريج، سطيف؛ ومنشآت فنية جديدة بكل من ولايات الشلف، البيض، برج باجي مختار. كما تم سليم الطريق الاجتنابي الثاني للعاصمة-عين قزام، كما عرفت نفس السنة ترقية 7 مطارات إلى صنف أعلى، واستلام المدرج الثاني لمطار وهران، والوصول إلى إنجاز 500 دار صيانة مجهزة ووسائل الصيانة لشبكة الطرق، فضلا عن إنجاز 15 حظيرة مجهزة بالعتاد الخاص بها 554 وحدة للتدخل في حالات الطوارئ كالفيضانات والانزلاقات. وفي إطار تحقيق البرنامج الكبير للاستثمار في قطاع الأشغال العمومية، عدة عمليات توجه لتدعيم مساهمة المؤسسات الوطنية عمومية منها وخاصة، لتنمية وسائل الإنجاز الوطنية في السنة ذاتها، من خلال تبني عمليات وآليات مرافقة وملائمة من أجل تكوين مؤهلات بشرية في مجال الدراسات ومراقبة وتسيير وإنجاز المشاريع في قطاع الأشغال العمومية، وفي هذا الإطار تم خلال السنة وضع حجر الأساس لبناء معهدين للتكوين وبمواصفات دولية. وشهدت السنة إنجاز مرجع هام جدا يتعلق بالنظام المضاد للزلازل المطبق في المنشآت الفنية، ويعتبر الأول من نوعه منذ الاستقلال، حيث يساهم في مجال تصميم وإنجاز المنشآت الفنية لاجتناب الأخطار الناجمة عن الزلازل، كما تم تطوير من طرف القطاع مجموعة آليات تسيير مكونة من 15 مرجعا من بين هذه الآليات، من أجل تحقيق تصور جيد وتسيير محكم للهياكل القاعدية. ونشير إلى أن نسبة الإسفلت فيما يخص شبكة الطرقات وصلت في سنة 2009 إلى 85 بالمائة، في حين أن هذه النسبة قدرت في شمال إفريقيا ب 50 بالمائة و ب 30 في مجموع القارة الإفريقية. ويبقى التقييم النوعي لحصيلة البرنامج خلال 2009 يؤكد على المساهمة الفعلية للسياسة الوطنية في مجال تهيئة الإقليم ومسايرة النمو السريع لحركة التنقل الدافعة إلى احتياجات كبرى، ليس فقط على مستوى الصيانة بل على مستوى التطوير والتحكم في الآجال وإدراج طرق حديثة تكنولوجية مهمة، فضلا عن المساهمة الفعالة في النمو الاقتصادي لبلادنا وفك العزلة في المناطق الريفية للشمال والهضاب العليا ومناطق الجنوب. وزيادة على الإنجازات المذكورة التي توجت بها السنة والتي توصف بالإيجابية، نظرا للحجم الكبير للمشاريع والتعقيدات المهيكلة التي تسمح بدعم المكانة الجيواستراتيجية للجزائر وتثمين النشاطات التجارية والإسهام في دفع مستوى النمو الاقتصادي، والمساهمة في تطوير الصيد البحري والمساهمة الهامة في سياسة الشغل وتدعيم الوسائل الوطنية في مجال الدراسات والإنجاز. واختتم القطاع السنة بتسليم آخر مقطع في سلسلة المشاريع المبرمجة لعام 2009 والمقدر طوله ب 36 كم في جهته الوسط و بالضبط من ولاية برج بوعريريج باتجاه ولاية سطيف، كما ينتظر تدشين السنة الجديدة بتسليم أهم مقطع في الطريق السيار شرق غرب الرابط بين يلل ووادي تليلات على امتداد 64 كم الذي سيسمح بتعزيز طريق سيار جديد من عاصمة الجزائر إلى غاية عاصمة الغرب ''الباهية وهران''.