تحل، اليوم الذكرى ال 55 لاستشهاد البطل ديدوش مراد المدعو سي عبد القادر الاسم الثوري، وصاحب المقولتين الشهيرتين: ''إذا قدر لنا الاستشهاد، فلا شك أن من يبقى وراءنا سيعمل على تخليد مشاعرنا الثورية، ونقلها إلى الأجيال الصاعدة'' والمقولة الثانية: ''سنخوض بعد لحظات معركة الشرف والاستشهاد لكي نعطي الدليل القاطع لعدونا بأننا مؤهلين لتحرير شعبنا ووطننا ما دمنا مستعدين لتضحية''. وبالفعل صدق ما قاله، فقد لقن مناضلو جيش التحرير الوطني درسا في الكفاح للعدو من اجل استقلال كل شبر من شبر الجزائر. ولد الشهيد ديدوش مراد بتاريخ ال 13 جويلية ,1927 بحي لارودوت، حاليا المرادية بالعاصمة، وهو ينحدر من عائلة قبائلية، زاول دراسته الابتدائية والمتوسطة قبل أن يلتحق بالثانوية التقنية برويسو، تشبع بحب الوطن وتعطشه للحرية، مما دفعه إلى الالتحاق بصفوف حزب الشعب الجزائري سنة 1942 وهو لم يتجاوز سن السادسة عشرة )16(، كما اشتغل بالمحطة المركزية للسكة الحديدية بالعاصمة، ثم عين سنة 1944 مسؤولا عن الأحياء حي لارودوت، صالومبي، وحي بئر مراد رايس، بعدها قام بإنشاء فرقة الكشافة ''الأمل'' والفريق الرياضي ''الصاري الرياضي''، وذلك عام ,1946 هذا ولم يقتصر نشاط الشهيد البطل على هذه المهام، بل تعدى إلى تنظيم الانتخابات البلدية بمنطقته، ثم انتقل إلى غرب البلاد لتنظيم الحملة الانتخابية للجمعية الجزائرية سنة .1947 القي القبض على الشهيد ديدوش مراد، لكنه نجح في الفرار من المحكمة وشكل بعد ذلك احد الأعضاء البارزين في المنظمة الخاصة، وبعد إيقاف 130 شخصا واكتشاف مناضلو المنظمة الخاصة، صدر حكم بسجن ديدوش مراد لمدة عشر سنوات. وفي عام 1952 شكل الشهيد البطل رفقة بن بولعيد نواة العمل السري بالعاصمة، حيث أسندت لهم مهمة صناعة القنابل تحضيرا لاندلاع حرب التحرير. وبعد أزمة 1953 / ,1954 والصراع بين المصاليين والمركزيين سافر ديدوش مراد إلى فرنسا لاستكمال وملء الفراغ على مستوى مهمة المراقبة الداخلية لفيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا. ومباشرة بعد عودته إلى الجزائر، قام بتنصيب اللجنة الثورية للوحدة والعمل رفقة ثمانية رفقاء. وخلال اجتماع ال 22 عين الشهيد مسؤولا للمنطقة الثانية بجوار مساعده الشهيد زيغوت يوسف، الذي يعد من بين الأعضاء الأكثر نشاطا، والذين وضعوا قواعد منظمة سياسية عسكرية وهو في سن ال 28 سنة. وبعد كفاح مرير مع قوات العدو الفرنسي، استشهد ديدوش مراد في ال 18 جانفي 1958 بدوار سوادق قرب قسنطينة. وبهذا يعد الشهيد البطل أول مسؤول لمنطقة يسقط في ميدان الشرف. وتخليدا لروح الشهيد ديدوش مراد أطلق اسمه على احد شوارع العاصمة، وبالحي الذي ولد به لارودوت، وسمي المرادية. ويبقى ديدوش مراد احد رموز النضال والتضحية، ولهذا وجب على الأجيال الصاعدة تخليد ذكراه عبر استكمال مسيرة الشهداء في مجال البناء وتشييد صرح هذه الأمة، كما أرادها شهداؤنا الأبرار، رحمهم الله.