غطت الأعلام والرايات الوطنية شرفات المنازل والمحلات والسيارات ووصل الأمر ببعض المناصرين الى طلي سياراتهم بألوان الراية الوطنية، فأضحى من شبه المستحيل أن يخلو أي شارع جزائري من الأعلام وتسمع في كل شارع أغاني تزود الفرد بالإحساس بحبه لوطنه وكان التسابق على انجاز أكبر وأطول راية أو علم، كل هذا أثناء فترة تصفيات كأس أمم إفريقيا وكأس العالم، حيث كان المنتخب الجزائري في أوج عطائه وأثناء حصده لانتصارات تاريخية، كل هذه التصرفات والمظاهر كانت توحي بالروح الوطنية العالية العائدة بقوة للمواطن الجزائري التي افتقدناها في وقت مضى، لكن أول انهزام أو تعثر للمنتخب الجزائري أمام منتخب مالاوي كشف حقيقة يصعب على شخص استبشار خيرا بعودة هذه الروح أن يهضمها وهي أن حب وعشق الجزائر والراية الوطنية متوقف على انتصارات الخضر، فبعد هذه الانتكاسة اختفت الرايات من على الشرفات والمحلات والسيارات وأصبح تجار الأعلام وبدلات المنتخب يعانون من كساد هذه البضاعة التي كانت في الماضي القريب أثناء سطوع نجوم المنتخب الطلب عليها أكثر من العرض واختفى شعار »وان توثري فيفا لالجيري« كلها حقائق تثبت للأسف الشديد أن وطنية بعض المناصرين هي وطنية مزيفة وليست حبا للجزائر وإنما حبا لانتصاراتها التي يجب أن تبقى بلد الشهداء شامخة عالية في شأنها بانتصارات الخضر أو بدونها، فمن يحب الجزائر يحبها بأفراحها وأحزانها بحلوها ومرها بقوتها وضعفها أحيانا، وليس تمجيدها ورفع رايتها أثناء الانتصارات وانزال الأعلام من أجل انتكاسة في لعبة كرة القدم ليس إلا، ورغم الانتطار الذي حققه المنتخب الوطني على نظيره المالي، إلا أن رجوع الراية الوطنية الى الواجهة بتأهل الخضر الى الدور الثاني، أم أنها ستبقى مختفية الى حين تحقيق انتصار كروي آخر في شهر جوان المقبل؟