يتسابق الجزائريون مع اقتراب الموعد الكروي الفاصل بين الجزائر ومصر للاستعداد لهذا الحدث الذي يشغل الشارع الجزائري بجميع فئاته، فلا يكاد يخلو بيت أو سيارة أو محل من الراية الوطنية تعبيرا عن الروح الوطنية المتجذرة في نفوس الجزائريين، فلم يعد يُسمع في الشارع أو الإذاعات أو السيارات سوى أغاني تشيد بالمنتخب الوطني، كما لا ننسى نجوم المنتخب التي أضحت صورها تزين المحلات والشوارع. إلى هنا الأمر عادي و لا جديد فيه لأن الجزائري معروف بروحه الوطنية العالية، لكن الأمر الجديد هو اهتمام الجنس اللطيف بالمنتخب الوطني ونتائجه وجديده. فالمعروف أن رياضية كرة القدم لا تستقطب الجنس اللطيف وهذا الأخير لا يبدي اهتماما بهذه الرياضة، لكن هذه المرة اختلف الأمر، فقد لاحظنا أن الفتيات أصبحن يمارسن جميع الترتيبات المعروفة عند الذكور في مثل هذه المواعيد لتشجيع المنتخب الوطني، فزبائن الجرائد و الصفحات الرياضية والمهتمين بنتائج وإنجازات منتخبنا ليسوا فقط ذكورا و إنما أيضا إناث من كافة المستويات، حيث أكد لنا أحد بائعي الجرائد أن عددا كبيرا من الفتيات أصبحن يقتنين هذا النوع من الجرائد الرياضية التي كانت في الماضي القريب حكرا على الرجال، والملاحظ أيضا هو تهافت الفتيات على محلات بيع الرايات الوطنية وصور لاعبينا، ف ''جمال'' صاحب أحد هذا النوع من المحلات أكد لنا توافد الجنس اللطيف بكثرة على اقتناء الرايات الوطنية استعدادا لليوم الحاسم. كما عبرت ''سناء'' وهي طالبة جامعية عن اهتمامها بالمنتخب الوطني وإنجازاته فقالت ''شغلي الشاغل الآن هو معرفة جديد منتخبنا، فلم أعد أتابع سوى البرامج الرياضية وقراءة الجرائد الرياضية التي كانت في الماضي لا تشدني أخبارها''. أما ''نادية'' موظفة هي الأخرى، فأبدت تعلقها بالمنتخب وافتخارها بنجومه، بقولها ''لم أعد أستمع في سيارتي سوى لأغاني تمجد منتخبنا التي تمدني الإحساس بالروح الرياضية..'' فكل جزائري يعبر بطريقته الخاصة عن حبه لوطنه ومنتخبه، و حتى الجنس اللطيف تغيرت اهتماماته فبعد أن كان اهتمامه منصبا على آخر صيحات الموضة أضحى من مشجعي المنتخب الوطني، فالجزائر كلها مجندة ومستعدة لهذا الحدث من شباب وشيوخ وأطفال وحتى فتيات، وكلهم أمل في افتكاك منتخبنا الوطني لتأشيرة الذهاب لجنوب إفريقيا وتحقيق حلم كل جزائري، فكل تمنياتنا للمنتخب بالفوز على نظيره المصري في عقر داره إن شاء الله وكل جزائري يردد (معاك يا الخضراء).