تقاسم الجيش الوطني الشعبي بمختلف وحداته القتالية و مديرياته الصناعية ، أمس، الاحتفال بالذكرى 55 لاسترجاع السيادة الوطنية مع الشعب الجزائري، بساحة رياض الفتح من خلال احتفائية جسّدت التلاحم بينهما وبتوحدهما تحققت الحرية و استردت، فتجسدت المعجزة بعد ثورة عرفت لدى العالم بأنها أعظم الثورات و توّجت بأثمن استقلال تقاسما فيه قناعتهما الوطنية الراسخة و الثابتة و بقيا يستحضران مخزونه التاريخي معا في كل وقت وحين، فكان شهر الحرية و الانعتاق من قيود الاستعمار الفرنسي عنوانا لذلك . الاحتفائية تجسّدت في استعراض عسكري شدّ القلوب قبل الأنظار، و لم تمنع الحرارة المرتفعة الجمهور من مختلف الفئات و الأعمار من التفاعل معه تارة بالتصفيق و إطلاق الشعارات الممجدة لهذا اليوم التاريخي الأغر و تارة أخرى بإطلاق الزغاريد من حناجر النسوة اللاتي حضرن رفقة أطفالهن لاغتراف أمجاد الماضي التي قدمت في صورة الحاضر فصنعت جسرا للتواصل بين صناع الماضي المشرق والمستقبل الواعد بجزائر حرة مستقلة أبيّة تسير بخطى ثابتة لتعزيز استقلالها اقتصاديا لتصون سيادتها من أي ضغط أو تدخل خارجي . الاستعراض بدأ بعرض موسيقي قدّمه فوج المزواد التابع للحرس الجمهوري بالبهو الخارجي للمتحف المركزي للجيش الوطني الشعبي، حيث عزف مقاطع تراثية و تاريخية تليق بالحدث تفاعل معها الجمهور و خاصة الأطفال و النسوة، ثم دخل مجموعة من الرياضيين يرتدون أقمصة و حاملين الأعلام الوطنية يمثلون مجموعة ال 22، متبوعين بمجموعة من المجاهدين بزّيهم الثوري، واضعين صورة الأمس أمام جيل اليوم، الذي سلم له المشعل فتجسّد المعلم في دخول فوج من طلبة مدارس أشبال الأمة إطارات المستقبل. عرض القوات الخاصة والمظليين يصنعون الفرجة فيما بعد شرعت القوات الخاصة في تقديم استعراض لبعض التمارين القتالية في عرض عرف توافدا و تزاحما كبيرا من الجمهور و تهافتا منقطع النظير عكس رغبتهم في الاطلاع عن مستوى التدريب الذي تخضع له قوات النخبة في الجزائر، و التي سجلت اسمها من ذهب في العديد من المهمات الخاصة فصنعت ذلك التصور المترسّخ لدى الشعب لحماة الوطن فكانوا أكثر لهفة للتعرف والتقرب إليهم و أخذ صور تذكارية بعد الانتهاء من عرض مختلف التمارين القتالية . العرض أتبع بآخر لكن في الجو و كان الأول من نوعه للجمهور العريض الذي تفاعل معه من الأرض، قدّمه المظليون بكل نجاح بباحة رياض الفتح، حيث نجح خمس منهم في الهبوط بسلام ثلاثة منهم يحملون العلم الوطني و صورة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، و اثنين حلّقا و هما يطلقان «الشماريخ» بالألوان الوطنية في استعراض بهيج صفق له الحضور مطولا. حوّامة الإنقاذ للبحرية الجزائرية تسلب الأنظار لم يتوقف الاستعراض عند هذا الحدث بل أتبع مباشرة بعرض مباشر للقوات البحرية بالواجهة البحرية الوسطى و هبوط مروحية الإنقاذ المشاركة في التمرين بساحة مقام الشهيد، و لم تمنع أيضا قوة الرياح التي تسببت فيها المروحية من الابتعاد كثيرا رغم إلحاح المنظمين على الابتعاد قدر الإمكان خوفا على سلامة الحضور إلا أن شغف التعرف على مختلف الوحدات القتالية للجيش الوطني الشعبي كان أكبر من أي خوف . بعد توقف المروحية هبّ الجمهور لاسيما الأطفال و الشباب من أجل اخذ صورة تذكارية معها، أو الركوب فيها و رؤيتها من الداخل، باعتباره عرضا يمثل الأول من نوعه، وهي الرغبة التي تعامل معها الطيارين بصدر رحب و تحقيقها و إرضاء فضولهم في التعرف أكثر على هذه الوسيلة القتالية التي تستخدم في الإنقاذ البحري .