أصيب تسعة أشخاص في هجوم نفذه إنتحاري باستخدام سيارة ملغومة بالقرب من قاعدة عسكرية أمريكية بالعاصمة الأفغانية كابل. ومن جهتها رفعت الأممالمتحدة خمسة من قادة حركة طالبان من العقوبات، بعد يوم من إقرار اجتماع لجوار أفغانستان خطة للرئيس حامد كرزاي للحوار مع الحركة، وقبل انعقاد مؤتمر لندن حول مستقبل هذا البلد اليوم الخميس. وقالت المنظمة الدولية، إن القرار الذي أصدرته لجنة تابعة لمجلس الأمن ينص على عدم خضوع الخمسة لعقوبات دولية تتعلق بحظر السفر وتجميد الأموال. ويأتي ذلك بعد إقرار مؤتمر جوار العراق الذي اختتم أعماله في إسطنبول على دعم الدول المشاركة لما وصفوه بخطة الوحدة والاتفاق التي تقودها أفغانستان. وقال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي عقب المؤتمر إن لديه خطة كاملة للعفو عن أفراد طالبان الذين سيسلمون أسلحتهم ولا تربطهم علاقة بتنظيم القاعدة، وإنه سيعرض الخطة على مؤتمر لندن. وأضاف: أن جهود بلاده للمصالحة مع حركة طالبان تحظى بتأييد حلفائها وإنه سيضغط لشطب أسماء من طالبان من القائمة السوداء للأمم المتحدة. من جهة أخرى، قالت مؤسسات مالية دولية، إنها أعفت ديونا قيمتها أكثر من 6,1 مليار دولار مستحقة على أفغانستان، وأعلن ذلك صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ونادي باريس للدول الدائنة، وقالت هذه المؤسسات، إن أفغانستان نفذت بنجاح برنامجا لإلغاء الديون على الرغم من بيئة صعبة للغاية تتسم بانعدام الأمن وأزمة غذائية ووضع سياسي صعب، ومن المقرر أن يلتئم في لندن مؤتمر دولي حول مستقبل أفغانستان اليوم الخميس. ويشارك في المؤتمر حلفاء أفغانستان وجيرانه لمناقشة إستراتيجية لتحقيق الاستقرار بالبلاد التي تعصف بها حرب منذ ثمانية أعوام. وفي تطور آخر، عين حلف شمال الأطلسي (ناتو) السفير البريطاني لدى كابل ممثلا مدنيا له في أفغانستان قائلا، إنه يأمل أن يؤدي تعيينه إلى تنسيق أفضل مع العمليات العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة، وسيقوم مارك سيدويل الموجود في كابل منذ أوائل عام 2009 بمهام الاتصال مع قائد القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال والتنسيق معه في تنفيذ عمليات التنمية والمساعدة المدنية. ويعد القرار جزءا من خطة لرفع مستوى وكفاءة الجهود المبذولة على الناحية المدنية في البلاد جنبا إلى جنب مع البعثة العسكرية التي تضم 110 آلاف جندي حاليا ويزداد عددها بسرعة في عام 2010 مع وصول ثلاثين ألف جندي أمريكي إضافي. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن لدى إعلانه تعيين سيدويل: من أكبر التحديات التي تواجهنا تعزيز التنظيم والتنسيق بالنسبة للمساعدات المدنية المقدمة لأفغانستان. وأضاف: نحن في حاجة إلى تعزيز التفاعل بين الجهد العسكري وبين ما نقوم به من تنمية وإعادة إعمار. والى جانب محاولة تنسيق عمليات توصيل المساعدات والتنمية -وهي ما يأمل صناع السياسة أن تساهم في إبعاد المتشككين عن مساندة طالبان- سيكون على سيدويل أن يوجه النشاط غير العسكري لنحو 43 دولة تشارك في عمليات حلف شمال الأطلسي. وقال سيدويل الثلاثاء: هناك قدر كبير من العمل ينبغي القيام به في أفغانستان خلال العام القادم من أجل الجمع بين الجهود العسكرية والسياسية والمدنية لتدعم حكومة أفغانستان من أجل إدخال تحول حقيقي على الحملة. وعلى الصعيد الميداني، أصيب تسعة أشخاص في هجوم نفذه انتحاري باستخدام سيارة ملغومة بالقرب من قاعدة عسكرية أمريكية بالعاصمة الأفغانية كابل، وأوضح رئيس شرطة كابل أن المهاجم فجر السيارة بالقرب من البوابة الرئيسية لمعسكر فوينكس، وهي قاعدة عسكرية تقع على مشارف العاصمة على الطريق الرئيسي المتجه شرقا، وتحدث عبد الرحمن عبد الرحمن عن إصابة تسعة أشخاص بينهم ثلاثة مترجمين يعملون مع القوات الدولية. وعلى الفور، طوقت قوات الأمن المنطقة التي وقع بها الانفجار، وبدأت تحقيقات حول التفجير الذي يأتي في أعقاب سلسلة هجمات تبنتها حركة طالبان على منشآت حكومية بالعاصمة وقرب القصر الرئاسي. ونقلت رويترز عن مصدر أمني لم تسمه أن الهجوم الانتحاري أوقع خسائر بين مدنيين وجنود قوات أجنبية، دون تحديد هوية الجنود. على صعيد آخر، قررت ألمانيا تعزيز قواتها بأفغانستان، وأعلنت مستشارة البلاد أن برلين سترسل خمسمائة جندي إضافي لاتباع ما سمته النهج الدفاعي بشكل أكبر والذي يركز على حماية المدنيين وتدريب قوات الأمن المحلية. وقالت أنجيلا ميركل: إن الهدف هو تكوين كتائب ستجعل أفغانستان أكثر أمنا وتتيح القيام بالتدريب اللازم لقوات الأمن الحكومية بحلول عام,2011 وأعربت عن أملها في أن تتولى أفغانستان مسؤولية أمنها بحلول عام .2014 كما تحدثت مستشارة ألمانيا عن وضع 350 جنديا آخر كقوات احتياط، وقالت إنه سيتم إرسال المزيد من قوات الشرطة إلى أفغانستان للمساعدة في التدريب. ويسمح التفويض البرلماني الحالي للحكومة بإرسال ما يصل ل4500 جندي، وطبقا لأرقام حلف شمال الأطلسي (ناتو) حتى ديسمبر الماضي، يوجد لألمانيا 4280 جنديا بأفغانستان. ويُذكر بهذا السياق، أن واشنطن والناتو يضغطان على برلين لتعزز وجودها العسكري بأفغانستان بما يصل ل 2500 جندي إضافي، بينما يتزايد تأييد الرأي العام الألماني لانسحاب فوري من أفغانستان، طبقا لاستطلاعات حديثة.