اهتمت الصحف البريطانية بالملف الأفغاني، فنقلت دعوة الخارجية البريطانية للضغط على حكومة كابول للمضي في التسوية مع حركة طالبان، وحمّلت رئيس الحكومة مسؤولية مقتل البريطانيين في معارك أفغانستان، كما أنها تحدثت عن تقديم أوسمة الشجاعة للفرق التي شاركت في القتال. كشفت صحيفة ذي غارديان أن بريطانيا ستدعو إلى ممارسة الضغط على الحكومة الأفغانية للمضي قدما في محادثات السلام مع عناصر من حركة طالبان، وسط مخاوف من استمرار الحرب وسقوط الكثير من الجنود البريطانيين، نتيجةً لعجز الحكومة الأفغانية وافتقارها للإرادة السياسية في كابل. وتشير الصحيفة إلى أنه إذا لم يُمارس الضغط على الحكومة الأفغانية، فإن المسؤولين البريطانيين يتوقعون بأن مقترح الرئيس حامد قرضاي لمجلس لويا جيرغا للسلام وهو مجلس موسع للوجهاء المزمع انعقاده أواخر هذا الشهر لن يعدو كونه علاقات عامة. وحسب نص كلمة وزير الخارجية ديفد ميليباند، فإن الوقت قد حان لقيام الأفغان بتسوية سياسية بقدر من النشاط والحيوية لا يقل عن الجهود العسكرية والمدنية التي نبذلها. ويعتقد المسؤولون البريطانيون أن عددا كبيرا من قادة طالبان على استعداد لبدء الحوار بشأن التسوية السياسية يقطعون بموجبها علاقاتهم بالقاعدة ويلقون السلاح مقابل الحصول على دور في السياسة. غير أن ثمة جانبا مقلقا حسب تعبير الصحيفة وهو أن فرص فتح الحوار البرلماني مغلقة، وأن الصراع الذي كبّد بريطانيا 270 قتيلا حتى الآن يشتد بسبب العجز والفساد المستشري في كابول. وتعليقا على مقترحات أفغانية سابقة حول التسوية السياسية، قال جيرارد راسل من مركز كار لحقوق الإنسان في جامعة هارفارد إنها لا تتضمن اقتراحا محددا ولا منهجية قابلة للتطبيق. وبينما تعتقد الخارجية البريطانية بضرورة البدء الفوري بعملية السلام وبدعم أمريكي من الأبواب الخلفية، فإن معظم المسؤولين الأمريكيين وبعض الجنرالات البريطانيين يشككون في مدى نجاعة تلك المفاوضات قبل أن تستنفد طالبان معنوياتها من جراء التصعيد العسكري. وفي افتتاحيتها، علقت صحيفة تايمز على مقتل الجنود البريطانيين في أفغانستان، وقالت إن النقص المعيب في التمويل العسكري أدى إلى مقتلهم، وحمّلت رئيس الوزراء المسؤولية. من جانبها، ذكرت صحيفة ذي إندبندنت أن بريطانيا أعلنت عن تقديم عدد قياسي من أوسمة الشجاعة للوحدات العسكرية التي شاركت في القتال بأفغانستان الصيف الماضي وفقدت الكثير من عناصرها. وستحصل فرقة لايت 19 على معظم الأوسمة بعد أن خسرت 67 قتيلا و283 جريحا، تعبيرا عن الشجاعة في أشرس معركة تشهدها القوات منذ مشاركتها في حرب أفغانستان. و على صعيد آخر، صرّح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في العاصمة الأفغانية كابول أنه لا يرى في وجود القوات الأجنبية في أفغانستان الحل من أجل إحلال السلام. وقال أحمدي نجاد في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الرئيس الأفغاني حامد قرضاي إن الولاياتالمتحدة هي التي تلعب لعبة مزدوجة في أفغانستان، فهي تقاتل الآن الإرهابيين الذين ساهمت في دعمهم وإنشائهم في السابق وكان أحمدي نجاد يرد على اتهام وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس لإيران بلعب لعبة مزوجة في أفغانستان، فهي تحاول تحسين علاقاتها مع الحكومة الأفغانية من جهة، ومن جهة أخرى تحاول تقويض الجهود الأمريكية وجهود الناتو بدعم طالبان، كما قال غيتس. يذكر أن واشنطن قامت بعدة محاولات لإشراك الدول المجاورة لأفغانستان، ومن ضمنها إيران، في إعادة الاستقرار الى البلاد. وتتهم واشنطنطهران بتقديم دعم إلى حركة طالبان، وهو ما تنفيه إيران. ميدانيا قتل خمسة أشخاص في انفجار سيارة مفخخة أمس استهدف موقعا لقوات الأمن الأفغانية في ولاية باكتيكا شرقي البلاد. كما قتل جنديان من حلف شمال الأطلسي وأصيب عدة آخرون مساء الثلاثاء في هجوم انتحاري استهدف قاعدة للشرطة وحرس الحدود الأفغان في ولاية خوست. على صعيد آخر، طرح وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إمكانية انسحاب قسم من القوات الأمريكية في أفغانستان قبل الموعد الذي حدده الرئيس باراك أوباما للانسحاب في شهرجويلية .2011وربط جيتس ذلك بشروط معينة لم يفصلها.