الجزائر تستغل 1٪ فقط من 16 ألف صنف من الحيوانات والنباتات 50 بالمائة من الحيوانات في الجزائر مهددة بالانقراض، منها أنواع نادرة، كما تواجه نفس المصير أصناف من الكائنات النباتية، بفعل التغيرات المناخية من جهة، والاعتداءات التي تتعرض إليها من قبل الإنسان من جهة أخرى. دقت نادية شنوف مديرة التنوع البيولوجي بوزارة البيئة والطاقات المتجددة، ناقوس الخطر، بشأن الكائنات الحية نباتية كانت أم حيوانية، المعرضة لخطر الزوال والانقراض، والذي يمكن أن يؤدي إلى اختلال النظام الايكولوجي في الجزائر، بسبب تصرفات غير مسؤولة تجاه البيئة والتنوع البيولوجي . وركزت شنوف لدى إشرافها على آخر يوم من الدورة التكوينية، على أن التنوع البيئي في الجزائر متعدد بتعدد النظم البيئية، فهناك النظام البيئي الساحلي والغابي والنظام البيئي الجبلي والسهبي والصحراوي ، مبرزة أن كل واحد منها يمتاز بتركيبة خاصة، تختلف عن الآخر سواء من ناحية الغطاء النباتي أو الحيوانات التي تعيش داخل هذا النظام. إنشاء لجنة متعددة القطاعات تعنى بالتنوع البيولوجي شكل التنوع البيولوجي آخر موضوع في الدورة التكوينية المختتمة، أول أمس، بدار البيئة بولاية تيبازة، المنظم من طرف المعهد الوطني للتكوينات البيئية، التي استفاد منها مجموعة من الصحافيين، من مختلف وسائل الإعلام منها جريدة «الشعب»، وقد شد انتباه الجميع بالنظر إلى الأخطار التي تهدد أنواع من الكائنات الحية نباتية وحيوانية بالزوال، بالإضافة إلى انعكاساته من الناحية الاقتصادية، خاصة وأن تراجع الغطاء النباتي في المجال الفلاحي، يؤثر على المنتوجات الزراعية الغذائية وبالتالي الأمن الغذائي. وقد ركزت المتحدثة على أهمية التنوع البيولوجي من مختلف أبعاده، مبرزة الأهمية التي توليها الجزائر، واللاتي كانت سباقة إلى وضع قوانين وتشريعات لحماية الكائنات الحية، وقد وضعت في 3 فيفري سنة 1983 مبادئ حماية التنوع البيولوجي. وقبل أن تخوض في تفاصيل الموضوع، قدمت بعض المعلومات والحقائق من الواقع بالأرقام حول أثار الاعتداءات على المحيط الطبيعي للكائنات النباتية والحيوانية، مبرزة في ذات الوقت، ما يمكن أن نستفيد منه في حالة الاعتناء والمحافظة على هذه الموروثات. أفادت شنوف أن الجزائر تتوفر على 16 ألف صنف من الحيوانات والنباتات لا تستعمل منها سوى 1 بالمائة، كاشفة أن بعض المناطق في الجزائر منها «تازا» بجيجل تعيش بها طيور نادرة لها خصوصية التأقلم مع التغيرات المناخية في حاجة إلى المحافظة عليها، بالإضافة إلى بعض انواع النباتات منها نبات «الدرو» المتعدد الاستعمالات، ونبات «ارغان»، كلها يجب الحفاظ عليها وتطوير طرق تكاثرها، نظرا لأهميتها الطبية والجمالية وكذا الاقتصادية لأنها خلقت في أماكن تواجدها نشاطات اقتصادية محلية، وهي في حاجة الآن إلى تطوير. كما صادقت على الاتفاقيات الدولية للتنوع البيولوجي منها اتفاقية ريو دي جانيرو»قمة الأرض» سنة 1992، ووقعت على اتفاقية «ناغويا» باليابان، لكنها لم تصادق عليها بعد، ووضعت أول إستراتيجية وطنية ومخطط عمل للمحافظة على هذا الموروث، وقد تضمنت الإستراتيجية الوطنية لسنة 2000 التي وضعتها الجزائر 11 مجلدا، وتلتها استراتجيات أخرى منها تلك التي وضعت سنة 2003 لحماية التنوع البيولوجي والموارد البيولوجية من التدهور. الجزائر كانت سباقة لوضع قوانين لحماية التنوع البيولوجي وأفادت المكونة أن وزارة البيئة قد سطرت استراتيجية وطنية بعيدة المدى 2016-2030 تتضمن مخطط عمل، يحوي 21 هدفا، وكذا إنشاء لجنة متعددة القطاعات، تدرج التنوع البيولوجي كمحور أساسي في كل قطاع، حيث يجب أن يراعى في إنجاز المشاريع القطاعية هذا الجانب البيئي، وذلك بعد إثبات التقارير أن هناك من الاستثمارات سواء في الأشغال العمومية أو الصناعة، لها تأثير على التنوع البيولوجي وبالتالي الجانب الإيكولوجي.