تكرر، أول أمس، السيناريو الذي حدث بالقاهرة في 14 نوفمبر 2009 بمناسبة المقابلة التي جمعت المنتخبين الجزائري والمصري وكان ملعب الرعب بالقاهرة مسرحا، لكن المكان هذه المرة تغير والمناسبة كذلك، فالأمر يتعلق بكأس افريقيا للأمم بملعب بانغيلا بأنغولا، ولأن مصر لم تكن لتقبل هزيمة رياضية ثانية على يد الفريق الجزائري، لاسيما وأنها على فوهة بركان بسبب آثار الهزيمة التي منيت بها بأم درمان والتي لم تتجرعها حتى بعدما تواطأت مع الحكم البينيني لاقصاء الجزائر التي كانت على بعد خطوة من افتكاك الكأس منها. خطط المصريون جيدا المقابلة، أول أمس، فالخطأ لم يكن مسموحا لأن الأمر يتعلق بمنتخب جزائري عاد بقوة وحقق ما لم يحققه أي فريق في ظرف ستة أشهر وهو ما خلق جوا من الهلع والخوف في الأوساط الاعلامية والرياضية في مصر، التي تدرك جيدا أنه عندما يشارك المنتخب الجزائري في منافسات بهذا الحجم لا مكان لها أمامه والدليل على ذلك تحصلت على الكأس الافريقية خلال دورتي 2006 و ,2008 لأن الجزائر لم تكن مشاركة وأقصيت في دورة 2004 على يد الجزائر وتحديدا بالهداف الشهير عشيو الذي لقب بالحرامي بتهمة تسجيل هدف في مرماهم ما يؤكد الروح الرياضية العالية لهذا البلد الذي أقام الدنيا ولم يقعدها، لأنه انهزم مجددا على يد الجزائر وفوت فرصة المشاركة في أول مونديال تحتضنه إفريقيا بعد أقل من 6 أشهر. الجزائر لم تخسر المقابلة في بانغيلا ولا في ملعب القاهرة، لأنه لا يوجد فريق هزم حكما وكانا الحكمان الجنوب إفريقي جيروم دامون والبنيني كوفي كوجيا اللذين تصرفا بذكاء وحيلة كبيرة لاقصاء فريق قوي لا يوقفه أي فريق. ورغم أن الأمر يتعلق بكرة القدم فقط، إلا أن تبعات الهزيمة التي مني بها الفريق المصري على يد عنتر يحيى ورفقائه، أن المصريين الذين يعانون من عقدة كبيرة لم يتجرعوها وراحوا يخلطون كل شيء ووصلت الأمور الى حد استدعاء السفير، في وقت ترفعت فيه الجزائر عن هذه الأمور رغم ما تعرض له الجزائريون في بلد يدعي الأخوة إلا أنه لا يفوت أي فرصة للضرب تحت الحزام، مثلما حدث في مقابلة بانغيلا. غير أن هزيمة المنتخب الجزائري أمام الحكم البنيني وليس أمام فريق يدرك جيدا بأنه ليس لديه أي فرصة في ظل وجود أشبال سعدان في المناسبة، لم تؤثر لا في اللاعبين ولا في أنصارهم الذين خرجوا الى شوارع الجزائر العاصمة وكل الولايات، وحتى في المهجر يؤكدون فخرهم واعتزازهم بهذا الجيل الشاب المحترف في كرة القدم وليس في المؤامرات التي يحبكها بلد يسهل عليه كل شيء لأنه يحتضن مقر الاتحادية الافريقية لكرة القدم، فيظن أن كل شيء مباح. كبار النجوم الافريقية في العالم على شاكلة »ايتو« الكاميروني و »دروغبا« الايفواري و»حليش« و»يحيى« الجزائريين أكدوا بأن مشكل افريقيا التحكيم الذي لم يرق الى المستوى العالمي ولأنهم ينشطون في فرق أوروبية يدركن جيدا الفرق وأن التحكيم هو أكبر ثغرة تعول عليها الدولة التي تحتضن مقر »الكاف« لاسيما وأن لاعبيها الذين تجاوزوا سن المنافسة ويعولون على كأس افريقيا في محاولة لامتصاص الغضب على جميع المستويات وليس الشعبي فقط. والمشكل الأساسي للمصريين كان المنحى التصاعدي للفريق الجزائري الذي حقق مشوارا لا يقارن بالفريق المنافس، ولهذا كان تخطيط زاهر ومن ورائه على أعلى المستويات. ويبقى الأمر طبيعي في افريقيا ما دام مقر الكاف بمصر، فالمهازل التحكيمية لن تنتهي بمهزلة كوفي الذي قدم هدية ثمينة لمصر بمقابل طبعا، خاصة وأنه على عتبة انهاء مشواره الرياضي، لكنه اختار أن يكون بمهزلة لا تشرف التحكيم الافريقي الذي بلغ مستوى الحضيض.