إن الآلة الصهيونية لازالت تراهن على تهويد القدس الشريف بكل الوسائل المتاحة منذ الوهلة الأولى لقيام دولة إسرائيل على أراضي الفلسطينيين الذين أجبرتهم العصابات الصهيونية المتطرفة على الرحيل وترك الأراضي والأملاك تحت هول المجازر المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني الاعزل آنذاك وبداية الترحيل المنظم والمهيكل لليهود من أوروبا في تحالف إمبريالي صهيوني ظهر في الحملة النازية الفاشية ضد اليهود في أوروبا أو ما عرف بالحملة المضادة للسامية في تواطؤ مفضوح بين الحركتين الصهيونية والنازية من أجل تهجير اليهود من أوروبا الى فلسطين تجلت بقوة في الجسر الجوي العام 1941 بين ميونيخ وحيفا والصهيونية صنعت نفس الشيء من أجل تشتيت الفلسطينيين وحملهم على الهجرة وترك الأرض والوطن لشعب تم استيراده من أوروبا الى أرض لا عنوان له فيها ولا تاريخ ولا جذور ، لذا فالحملات التي تقوم بها اسرائيل اليوم من حفريات وبناء للمستعمرات كل هذه العمليات الاجرامية الهدف من ورائها هو ايجاد مبرر لوجود هذا الشعب الذي لم يجد الا قشة هيكل سليمان والبحث عنه ليتعلق بها وليس من الصدفة أن تجري عمليات البحث تحت المسجد الاقصى ولكن الهدف الحقيقي هو محاولة القضاء على هذا المعلم الاسلامي الراسخ الذي يؤرق بال الصهاينة ويؤكد في كل مرة أن القدس ليست مدينة يهودية وقد سيغت عمليات الحفريات محاولة مفضوحة لإحراق المسجد الأقصى العام 1969 وتم التكتم على العملية الجبانة بحجة أن الذي قام بالعملية هو مجنون وكل ذلك يدخل ضمن مسار منظم ومهيكل تقوم به اسرائيل من أجل تهويد القدس، أما الإغراءات فاخذت هي نصيبها ضمن هذا المسار الى جانب الارهاب والطرد القسري للمقدسيين من ديارهم وأراضيهم، وهذه الاغراءات تتمثل في إعطاء أثمان خيالية لبيوت وقطع أراضي تصل الى ملايين الدولارات بعد إنهاك أصحابها بالضرائب والغرامات ومنح كل الشروط الأساسية للحياة ثم إبتزازه بالأموال كطوق نجاة من هذه الوضعية الخانقة، وهذا يدل على أن كل شبر من القدس لا يساويه أي مبلغ مهما كان وعظم لأن القضية هي في الانتماء والجذور والأصول، فالمدينة بأهلها لأنهم يمثلون الروح والوجدان وإسرائيل أدركت أن تهجير المقدسيين هي الخطوة الحاسمة في تهويد المدينة المقدسة، وعلى المسلمين اليوم أن لا يبقوا في حالة ترقب وانتظار لأن التهويد يزحف ويمتد في الفراغ الذي تركناه نحن في القدس وان لم تقم الدول العربية والاسلامية بخطوات جادة وسريعة من أجل الوقوف ضد هذا المسار الصهيوني القاتل فان القدس في خطر كبير وستبقى القدس هي الحلقة في المفاوضات وفي المقاومة وفي الحرب وفي السلم والقدس تبقى قدس بإيمان أصحابها بقدسيتها ومقدسيتها، وستفشل إسرائيل كما فشل نظام الأبارتايد في جنوب إفريقيا لأن الذي يستطيع مغالطة التاريخ قد يفشل في مغالطة الجغرافية والانتروبولوجية وان غدا لناظره قريب.