زرواطي: وضع دليل شامل لمصطلحات البيئة باللغتين الوطنيتين وقعت وزارة البيئة والطاقات المتجددة، أمس، اتفاقية شراكة مع المجلس الأعلى للغة العربية والمحافظة السامية للغة الأمازيغية تهدف إلى وضع دليل ثلاثي اللغات حول المصطلحات البيئية في الجزائر، حيث سيتم تعميمه على كل المؤسسات التربوية والوطنية ليكون مرجعا موحدا في المجال البيئي. فاطمة الزهراء زرواطي وزيرة البيئة والطاقات المتجددة قالت إن الاتفاقية تهدف إلى وضع دليل منهجي للمصطلحات البيئية في الجزائر باللغتين العربية والأمازيغية، حيث سيعزز استخدامهما في المجال، لاسيما في محيط الناشئة، مؤكدة أن ضعف استعمال اللغتين في مجال البيئة حتم إيجاد طريقة لتعزيز اللغتين الوطنيتين وتوسيع مجالات استخدامهما. أوضحت زرواطي في كلمتها خلال التوقيع،أمس، على الاتفاقية بمقر دائرتها الوزارية بالعاصمة أنه سيتم بموجب الاتفاقية وضع دليل شامل للغات المستخدمة في القطاع البيئي واعتماده بعد الانتهاء من تحضيره في إطار الشراكة مع مجلس اللغة العربية ومحافظة الأمازيغية. ويأتي التوقيع على الاتفاقية حسب الوزيرة تماشيا مع ماينص عليه الدستور الذي يؤكد على ضرورة تعزيز استخدام اللغات الرسمية في الحياة العامة، وأشارت إلى أن الخطوة ستلقى متابعة حثيثة من طرفها حتى لا تكون حبرا على ورق وتكون لها نتائج ملموسة. من جهته وصف الصالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الاتفاقية بالخطوة التاريخية قبل أن يؤكد أنها الأولى من نوعها في هذا المجال الذي يعزز استخدام اللغة العربية في مجالات العلوم بصفة عامة والبيئة بصفة خاصة، موضحا أن هناك تكاملا كبيرا بين اللغتين الأمازيغية والعربية. كما أشار بلعيد إلى أن دليل المصطلحات الشامل بثلاث لغات وهي العربية والأمازيغية والفرنسية ستكون له فائدة كبيرة من خلال تطوير استخدام اللغات، نافيا أن يكون هناك تصادم بين اللغتين الوطنيتين كما يروج له الكثير في الشارع الجزائري وهو أمر يخالف الحقيقة على حد تعبيره. ومن المنتظر أن تشرف لجنة خاصة بالمجلس الأعلى للغة العربية على إعداد دليل شامل لمصطلحات البيئة تخص المحيط الجزائري بصفة خاصة، قائلا” إن الثقافة البيئية بحاجة إلى تعزيز في مجال اللغة، وثمن المبادرة التي ستعمل على توحيد استعمال المصطلحات في الجزائر”. وفي مجال إنجاز الأدلة اللغوية قال بلعيد إن المجلس قام بتأليف 9 أدلة بثلاث لغات وذلك في مجالات مختلفة على غرار السياسية والاقتصادية، مؤكدا أن العمل متواصل لتقديم يد العون لكل المؤسسات من أجل ترقية استعمال العربية. بدوره ثمن الهاشمي عصاد الأمين العام للمحافظة السامية للغة الأمازيغية الخطوة التي بادرت بها وزارة البيئة، وأكد أن المسعى يترجم إرادة الدولة لترقية اللغة الأمازيغية من خلال تكييف خارطة طريق جديدة مع مختلف القطاعات، وهو ما أكد عليه الدستور، حيث تم تثبيت اللغة في المحيط المؤسساتي بخطى ثابتة. وأشار عصاد إلى أنه حان الوقت لنتكلم عن انطلاقة مشروع تعميم الأمازيغية بطريقة تدريجية ببعدها الأكاديمي والوطني، ويبقى المسعى هو توظيف هذا الرصيد والتحصيل العلمي المتراكم على مدار 22 سنة من نشاط دؤوب قامت به المحافظة في كل ولايات الوطن. وسيتم بموجب الاتفاقية إنجاز دليل حول المصطلحات البيئية والطاقات المتجددة، إضافة إلى وضع المصطلحات في إطار منهجي وبيداغوجي بتحديد مختلف المجالات البيئية من خلال جمع المادة وتصنيفها، كما سيتم تأسيس لجنة متخصصة من باحثين في علوم البيئة ولسانيين ومعجميين لإعداد الدليل الذي سيتم الإعلان عنه خلال ملتقى وطني في المستقبل القريب.