أكد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، أمس، بعين تموشنت، أن الأمازيغية “محصنة في الدستور وهي الضمان لتقوية اللحمة أكثر بين أبناء الوطن”. أوضح عصاد في منتدى وطني حول موضوع “توظيف الأمازيغية في الإعلام الإلكتروني المؤسساتي” المنتظم في سياق المرحلة الثانية من القافلة الأدبية لمئوية ميلاد الكاتب والباحث الراحل مولود معمري أن الأمازيغية هي “عنصر جامع يجسد التماسك الإجتماعي ضمن قيم الوحدة المتوارثة عن الأجداد والتي كانت دوما السد المانع للتفرقة والجهوية والعصبية الضيقة”. وذكر نفس المتحدث بالدور “الهام” الذي أضحت تضطلع به المحافظة السامية للأمازيغية “كهيئة فاعلة في العمل الميداني مع مؤسسات الدولة في صون الوحدة الوطنية من خلال بناء مجتمع بهويته الجامعة وأصوله الراسخة في التاريخ” وهذا كله -يضيف ذات المسؤول- يقتضي مزيدا من “اليقظة الإستراتيجية”. من جهتها، أكدت ممثلة وزارة الإتصال نصيرة شريد “الإهتمام البالغ” الذي توليه الوزارة في دعم وترقية اللغة الأمازيغية عبر وسائل الإعلام من خلال تعميم حصص إذاعية ناطقة باللغة الأمازيغية عبر 25 محطة إذاعية محلية وأيضا التجربة الرائدة لوكالة الأنباء الجزائرية من خلال استحداث موقع إلكتروني باللغة الأمازيغية وأيضا قناة تلفزيونية متخصصة باللغة الأمازيغية وهي كلها مساعي تؤكد الجهود الميدانية الرامية لترقية هذه اللغة وتعميم تواجدها والرهان حاليا منصب لتعميم التجربة عبر الصحف الإلكترونية. كما نوه الأستاذ الشيخ مقران من جامعة “عبد الرحمن ميرة” لبجاية بالتجربة الرائدة للموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء الجزائرية الناطق باللغة الأمازيغية بالحروف الثلاثة (العربية والتيفيناغ واللاتينية)” والذي أضحى يشكل مرجعا أساسيا لوسائل الإعلام الناطقة بالامازيغية. للإشارة فقد عرف هذا اللقاء المنتظم من طرف المحافظة السامية للأمازيغية مشاركة ممثلين عن دوائر وزارات الإتصال،السياحة والصناعة التقليدية، البيئة والطاقات المتجددة، الثقافة والبريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال. دوائر وزارية تؤكد دعمها لترقية اللغة الأمازيغية أكد ممثلون عن دوائر وزارية بولاية عين تموشنت دعمهم لمسار ترقية اللغة الأمازيغية ومرافقة جهود ومساعي المحافظة السامية للأمازيغية. وأوضحت في ذات الصدد المستشارة المكلفة بالإعلام بوزارة الثقافة جهيدة ميهوبي في منتدى وطني حول “توظيف الأمازيغية في الإعلام الإلكتروني المؤسساتي” المنتظم في إطار المرحلة الثانية من القافلة الأدبية لمئوية الكاتب والباحث مولود معمري أن الوزارة كانت مرافقة دائما للنشاط الهادف لترقية اللغة الأمازيغية سواء في المهرجان الوطني للأغنية الأمازيغية وأيضا المسرح الأمازيغي والأغنية الشاوية وعديد النشاطات الثقافية التي تهتم بترقية اللغة الأمازيغية في بعدها الوطني. وأضافت أن وزارة الثقافة لن تدخر جهدا في دعم مساعي المحافظة السامية للأمازيغية في تعميم ترقية اللغة الأمازيغية بجميع مكوناتها اللغوية. وأكدت نفس المسؤولة أن ترسيم اللغة الأمازيغية خلال التعديل الدستوري الأخير كلغة وطنية رسمية ما هو إلا تأكيد آخر للهوية الجزائرية، حيث تصبو وزارة الثقافة لتنسيق الجهود أكثر مع المحافظة السامية للأمازيغية لدعم مسارها المتعلق بذات الشأن. وبخصوص موضوع المنتدى المنظم تحت عنوان” توظيف اللغة الأمازيغية في الإعلام الإلكتروني المؤسساتي” رحبت ممثلة وزارة الثقافة بفكرة استحداث موقع إلكتروني ناطق باللغة الأمازيغية خاص بالوزارة الوصية. ومن جهته، ذكر ممثل وزارة البيئة والطاقات المتجددة عمر خابر أن دائرته الوزارية أبرمت اتفاقية إطار مع المحافظة السامية للأمازيغية تهدف إلى إدماج هذه اللغة الوطنية الرسمية في المواقع الإلكترونية الرسمية للوزارة والمؤسسات تحت الوصاية لإيصال المعلومة باللغة الأمازيغية الرامية إلى الحفاظ على البيئة وحماية المحيط. وشكلت نفس الرؤية الرامية إلى تنسيق الجهود مع المحافظة السامية للأمازيغية القاسم المشترك أيضا لممثلي وزارات الاتصال والسياحة والصناعة التقليدية والبريد وتكنولوجيا الإعلام والاتصال الذين حضروا هذا اللقاء المنظم من طرف المحافظة المذكورة والذي تضمن مداخلات خاصة بتقنيات استعمال اللغة الأمازيغية في تصميم موقع الواب وأيضا آليات توحيد المصطلحات الأمازيغية وتوظيفها في الإعلام الإلكتروني المؤسساتي حسبما تمت الإشارة إليه. مولود معمري ومساهمته في الثورة التحريرية موضوع منتدى تحتضن ولاية تلمسان، السبت المقبل، منتدى وطنيا حول شخصية الكاتب والباحث الراحل مولود معمري ومساهمته في الثورة التحريرية المباركة حسبما علم لدى المحافظة السامية للأمازيغية منظمة هذا اللقاء. ويهدف هذا اللقاء إلى رد الاعتبار لشخصية مولود معمري واستحضار إسهاماته في الأدب كشاهد على الحقبة الاستعمارية من خلال رواياته التي تحكي معاناة الشعب الجزائري جراء ممارسات المستعمر الفرنسي حسبما أوضح ل/وأج/ الأمين العام لذات المحافظة عصاد سي الهاشمي. وسيتم خلال المنتدى الذي سينشطه أساتذة جامعيون من تلمسان وتيزي وزو التطرق لمشاركة مولود معمري في حرب التحرير خلال الفترة الممتدة من 1956 إلى 1962 باستعراض ملخص لأبرز الروايات التي بلغ صداها إلى هيئة الأممالمتحدة من أجل الاعتراف بالقضية الجزائرية إلى جانب تسليط الضوء على محطات أخرى من حياته كما أشير اليه. وذكر نفس المصدر أن المحافظة السامية للأمازيغية سطرت برنامجا خاصا بمئوية مولود معمري (1917-2017) عن طريق قافلة أدبية محملة بمجموعة إصدارات وأعمال هذا الكاتب الذي ساهم في ترقية اللغة والثقافة الأمازيغية في الجزائر وتعد مناسبة كذلك” لاستحضار الشعور الوطني وحب الجزائروالتشبت بالديمقراطية “ وذلك من أجل “ضمان تقاسم هذه القيم العليا مع كل الجزائريين خاصة النشء”. وأشار ذات المسؤول إلى أن مشاركة المحافظة السامية للأمازيغية في الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى المزدوجة لليوم الوطني للمجاهد ومؤتمر الصومام تعد مناسبة للاعتزاز بعطاء رجال و نساء ساهموا في بناء وترقية الثقافة الجزائرية سيما وأنها تتزامن مع السنة الأولى لدسترة اللغة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية وأنه سيتم إهداء مجموعة كتب مولود معمري بمنطقة بني سنوس (ولاية تلمسان) والتعريف بها عن طريق المكتبات المتنقلة التي ستكون حاضرة خلال الاحتفالات الرسمية. وذكر عصاد أن المحافظة شرعت منذ أواخر العام الماضي في عملية ترجمة 3 روايات لمولود معمري إلى اللغة الامازيغية في انتظار الاتفاق مع المجلس الأعلى للغة العربية لترجمتها إلى اللغة العربية أواخر السنة الجارية. وسيتم الشروع كذلك في دبلجة فيلم “الافيون والعصا” إلى اللغة الأمازيغية بتمويل من صندوق الدعم لوزارة الثقافة وإعادة طبع و نشر أعمال مولود معمري بالاتفاق مع دار النشر “العثمانية”. وأضاف أنه تم إطلاق بوابة إلكترونية باللغة العربية والفرنسية والأمازيغية تستعرض أعمال الكاتب وصوره النادرة ومقاطع فيديو ستكون بمثابة هبة أولى للمتحف الذي أعلن عنه وزير الثقافة الخاص بشخصية مولود معمري.