«الخضر «... فرصة التأهل لمونديال روسيا أصبحت شبه مستحيلة تعقدت مأمورية المنتخب الوطني في تصفيات مونديال روسيا 2018 بعد انهزامه، أمس، بلوزاكا بنتيجة مخيبة 1 – 3 أمام نظيره الزامبي في المباراة الثالثة للمجموعة الثانية أين بقي رصيد «الخضر « عند النقطة (1) فقط.. في الوقت الذي يتصدر المنتخب النيجيري المجموعة بمجموع 9 نقاط كاملة. فقد تضاءلت حظوظ الفريق الوطني بشكل كبير بالنسبة للمونديال القادم بعد هذه «الخرجة» غير الموفقة وغير المقنعة تماما من حيث الأداء.. فقد كنا ننتظر الأحسن بكثير، بالنظر لتعداد «الخضر» الذي يضم لاعبين مميّزين ويتمتعون بخبرة معتبرة. فبالرغم من أن مباراة أمس كانت مهمة للغاية بالنسبة لأشبال المدرب ألكاراز بضرورة العودة بالفوز للنظر بتفاؤل لبقية المشوار، إلا أن الأداء كان مخيبا بنفس مستوى النتيجة التي تبقي «الخضر» بعيدين عن الهدف بعد هذا الانهزام الثاني في 3 مقابلات.. خاصة وأن كل التصريحات كانت تصب في الاتجاه الذي يفرض على الفريق الوطني العودة بالفوز من لوزاكا للحفاظ على كل حظوظه في المنافسة بقوة على تأشيرة التأهل الى المونديال القادم.. ولو أن المهمة صعبة للغاية. أخطاء كثيرة في الدفاع...؟ لكن حدث وان الفريق الوطني قدم أداء متواضعا جدا أمام نظيره الزامبي الذي كان أكثر قوة وفعالية فوق أرضية الميدان، وجسد تفوقه بتوقيع 3 اهداف كاملة في مرمى مبولحي الذي تأثر كثيرا من الاختيارات التكتيكية للناخب الوطني وكذا اختيار اللاعبين في الدفاع. ظهر جليا منذ البداية أن الخطة الدفاعية أو بالأحرى المنظومة الدفاعية ل « الخضر « غير متوازنة بإدخال الثنائي حساني – بن سبعيني لأول مرة في المحور في مباراة من هذا الحجم.. مما أثر كثيرا على تموقع اللاعبين وسهّل من جهة أخرى مهمة الفريق المنافس الذي عرف كيف يستغل هذا الظرف وضغط بشكل كبير على الفريق الجزائري. وأدى ارتباك المدافعين الجزائريين في المحاولات الزامبية الأولى الى حصول الفريق المحلي على محاولات خطيرة كانت الأولى في الدقيقة الخامسة أين ارتطمت الكرة بالعمود الأيمن لمبولحي.. وكانت متبوعة بالهجمة الثانية في الدقيقة ال7 بعد هجوم سريع من الناحية اليمنى سمح للاعب مويلا من توقيع الهدف الأول لزامبيا برأسية بعدما وجد نفسه في وضعية مناسبة. وبالرغم من عودة «الخضر» تدريجيا الى مستوى افضل بتنظيم اللعب في وسط الميدان بفضل نشاط كبير للاعب براهيمي، الا أن « النقص الكبير في التمركز الدفاعي « جعل الأمور غير متوازنة بالنسبة لأشبال ألكاراز الذين تلقوا هدفا ثانيا في الدقيقة 33 بعد هجوم معاكس عل الناحية اليسرى من الفريق الزامبي، حيث أن ارتباك زملاء ماندي سمح لمويلا من اضافة الهدف الثاني لزامبيا أمام الفرحة العارمة ل50 ألف متفرج من الجمهور الزامبي الذين توافدوا على مدرجات الملعب. فالأخطاء الدفاعية كانت كثيرة، الى جانب البطء الكبير في تحركات لاعبي الوسط عند فقدان الكرة.. مما سمح للزامبيين الاعتماد على السرعة في الوصول الى منطقة الخطر بعد 3 تمريرات فقط. وبالتالي، فان المنتخب الوطني قدم أداء ضعيفا جدا في المرحلة الأولى، وأعطى ثقة أكبر للمنافس الذي استغل الفرصة بفعالية كبيرة.. لكن الباب بقي مفتوحا لرؤية التحسن من جانب الفريق الجزائري بوجود لاعبين لديهم خبرة كبيرة في مثل هذه المناسبات، على غرار براهيمي، سوداني، سليماني، ماندي. تفوق عددي منذ الدقيقة 55 ... لم يستغل! ظهر هذا التحسن خلال الشوط الثاني بالنسبة «للخضر»، لاسيما بدخول عطال على الناحية اليمنى في الدفاع حيث عوض حساني وعودة ماندي الى الوسط.. فقد تبين أن التجربة الأولى لم تكن موفقة بالنسبة لرسم خطة الدفاع.. وتحرك لاعبو الهجوم وكاد هني أن يقلص النتيجة في الدقيقة 46.. لكن تحرك براهيمي سمح له بتوقيع الهدف الوحيد للمنتخب الجزائري في الدقيقة 54 بطريقة فنية.. وسمح ذلك بعودة الأمل خاصة وأن الفريق الزامبي أصبح يلعب ب10 لاعبين منذ الدقيقة 55 بعد طرد اللاعب ساكالا. وحرم حكم المباراة المنتخب الوطني من ضربة جزاء حقيقية في الدقيقة 58 بعد لمس أحد مدافعي الفريق الزامبي الكرة في منطقة 18م.. والتي لو تم احتسابها لتغيرت الأمور بشكل كبير في المباراة.. باعتبار أن الفريق الجزائري بدأ يعود تدريجيا إلى مستوى أفضل. لكن مع مرور الوقت لم تظهر سيطرة أشبال ألكاراز، رغم التفوق العددي لأن النقص البدني كان باديا على عدد من لاعبينا على غرار بن طالب، هني، سليماني.. ولم يقدم غزال الاضافة المنتظرة بعد دخوله مكان سوداني.. كما أن سليماني لم يستغل الكرات المقدمة من براهيمي في عديد المرات. في المقابل بقي الفريق الزامبي خطيرا في الهجومات المعاكسة، وأقلق مبولحي في محاولات عديدة، قبل أن يتمكن مويبو من اضافة الهدف الثالث لفريقه عندما كانت المباراة تلفظ انفاسها الأخيرة (د89).. ليجسد المباراة الممتازة لفريقه أمام منتخبانا الوطني الذي لم يكن في المستوى من الناحيتين التكتيكية والبدنية. كما أن بعض الغيابات أثرت على المردود العام ل « الخضر « على غرار رياض محرز الذي غاب كونه كان يتابع أطوار إمكانية انتقاله إلى نادي جديد بعد رغبته في مغادرة ليستر الانجليزي. وكان من الأجدر الاستفادة من خبرة مجاني في الدفاع خلال مقابلة من هذا المستوى كون الثقة تعد نقطة جد مهمة في الأوقات الصعبة. ويمكن القول أن الفريق الوطني سيستقبل نظيره الزامبي في الجولة الرابعة من تصفيات المونديال يوم الثلاثاء القادم بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة لمحاولة العودة الى جو الانتصارات.. بالرغم من أن حلم التأهل الى المونديال أصبح صعبا للغاية في هذه المجموعة التي تألق فيها منتخب نيجيريا منذ البداية.