عاد المنتخب الوطني إلى سكة الانتصارات من جديد، بعد تحقيقه لفوز ثمين للغاية ومهم من الناحية المعنوية سهرة أول أمس أمام نظيره الغيني، في المباراة الودية التي كان ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة مسرحا لها، ضمن تحضيرات المنتخبين لخوض التصفيات الخاصة بكأس إفريقيا للأمم 2019 بالكامرون، حيث انتهت المواجهة. وجد الخضر صعوبة كبيرة للدخول في أجواء اللقاء وفرض منطقهم والتعود على الخطة التكتيكية التي انتهجها الناخب الوطني الجديد لوكاس ألكاراز، حيث ضيعوا العديد من الكرات وارتكبوا أخطاء دفاعية عديدة، ذكرت بنفس الأخطاء التي كلفته غاليا في المواعيد الرسمية السابقة، كما سمحت للعبي المنتخب الغيني بأخذ زمام المبادرة وتهديد شباك الحارس وهاب مبولحي في الدقيقة 33، بعد محاولة من اللاعب سوماح سايدوبيا الذي اصطدمت كرته بالعارضة وأبعدها المدافع بن سبعيني بصعوبة. خطة تكتيكية جديدة للناخب الوطني بعدها استفاق الخضر وكثفوا من محاولاتهم الهجومية على مرمى الحارس الغيني كامارا، من أجل الوصول إلى شباكه، حيث انتظر الجمهور الجزائري إلى وصول الدقيقة ال38 لرؤية الخضر يفتتحون باب التسجيل بواسطة اللاعب سفيان هني، بعد أول عمل جماعي قاده اللاعب رياض محرز، الذي كان بعيدا عن مستواه المعروف في هذا الموعد. وكانت لمسة المدرب الوطني في هذه المواجهة هي الخطة التكتيكية التي انتهجها، حيث اعتمد على خطة 4-4-2 التي كانت تتغير إلى 4-2-3-1 في بعض الأحيان. توتر الأعصاب وتشابك لاعبي المنتخبين بالأيدي شهدت الخمس دقائق الأخيرة من المرحلة الأولى، توتر أعصاب لاعبي المنتخب الوطني ونظرائهم من المنتخب الغيني، فرغم طابع المواجهة الودي، إلا أنها لم تخل من التدخلات القوية من كلا الجانبين، على غرار ما حدث في الدقيقة 41 بعدما تلقى اللاعب بن طالب إنذارا من الحكم بسبب تشابكه مع أحد لاعبي الخصم، الأمر الذي أخلط الأمور بين عناصر الفريقين قبل أن تهدء بعدها. الشوط الثاني مختلف وعمل كبير ينتظر الكاراز في المرحلة الثانية من المواجهة، وبعد أن ظن أنصار الخضر الحاضرون في المدرجات بأن هذا الهدف سيحرر رفقاء اللاعب ياسين براهيمي، إلا أن العكس هو الذي حدث بعد العودة من غرف تبديل الملابس، حيث ميز الركود مردود الخضر وتراجعوا كثيرا للخلف، الأمر الذي استغله المنافس لتعديل النتيجة في الدقيقة ال59 من طرف اللاعب أبو بكر كمارا ديمبا. هذا الهدف دفع بالمدرب لوكاس ألكاراز إلى إجراء عدة تغييرات في التشكيلة، لاسيما على مستوى الخط الهجومي، مقحما الثلاثي بودبوز، فيغولي، سودني دفعة واحدة مكان كل من براهيمي هني ومحرز، وهو التغيير الذي أتى بثماره، بدليل الهدف الثاني الذي أمضاه العربي هلال سوداني، وهو ال22 له بألوان الخضر في الدقيقة ال79. بعدها قام الكاراز بإدخال إدريس سعدي مكان سليماني لمنحه فرصة البروز وإثبات قدراته الهجومية، كما أن إشراك مجاني وتايدر في الدفاع والوسط أعاد بعض الاستقرار للتشكيلة الوطنية في الشوط الثاني. في الربع ساعة الأخير من عمر اللقاء، لم يطرأ أي تغيير في النتيجة، ليتمكن رفقاء القائد الجديد للخضر الحارس وهاب مبولحي من استعادة نغمة الفوز التي غابت عنهم في النهائيات القارية الأخيرة. لا يختلف اثنان على أن عملا كبيرا ينتظر المدرب الوطني في الفترة القادمة، حيث يكون قد استخلص دروسا كثيرة من خرجته الأولى على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، وقف عن قرب على نقاط قوة وضعف الخضر، وسجل العديد من النقاط من أجل تحسين الأداء بشكل أفضل مستقبلا. التأكيد ضروري ضد منتخب الطوغو ينتظر المدرب اختبار مهم يوم 11 جوان القادم أمام منتخب طوغو، لحساب الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة ل«كان 2019» بالكاميرون. وهذا الانتصار سيكون له أثر بسيكولوجي مهم جدا للاعبي التشكيلة الوطنية، قبل خوض هذه المباراة بلعب تشاكر، وسيكونون مطالبين بتأكيد الاستفاقة وتحقيق الانتصار والتفوق على زملاء المهاجم اديبايور.