اقترح القيادي البارز بحركة المقاومة الإسلامية حماس محمود الزهار أن تضيف مصر راعية المصالحة الفلسطينية في بداية ورقتها أو نهايتها بنودا لضمان تنفيذ الاتفاق على الأرض ولكي لا يتهرب أحد من مسؤولياته لإنهاء الانقسام الفلسطيني. وأكد ضرورة أن تتوافق حماس وفتح داخليا على ضمانات تنفيذ الاتفاق، لكي لا يفشل كما فشل اتفاق مكة بعد ثلاثة أشهر من توقيعه، وشدد على أن مصر هي الراعية الوحيدة للمصالحة بين الفلسطينيين بحكم علاقاتها وجوارها للفلسطينيين. جاء حديث الزهار في لقاء بمقر تجمع الشخصيات المستقلة بمدينة غزة أمام العشرات من رجال الأعمال والمثقفين وعلماء الدين، لتوضيح موقف حماس من المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي. وقال الزهار إن الفصائل بحاجة لحلول خلاقة تستطيع من خلالها تنفيذ اتفاق المصالحة، لأن حماس لا تريده مجرد اتفاق أو توقيع، وتأمل أن تتم هذه المصالحة قبل القمة العربية المرتقبة في ليبيا. وعدد الزهار أسباب الانقسام الفلسطيني، وقال إن بعضا منها لا يزال مستمرا حتى الآن، ومنها استئثار حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح على منظمة التحرير والقرار الفلسطيني، مشيرا إلى أن ذلك أدى لتخوف لدى حماس وبعض الفصائل. وأضاف كذلك رفض نتائج الانتخابات في العام 2006 من قبل فتح، والعصيان المدني الذي تحول لعصيان مسلح. وأكد رفض حركته إقامة دولة أو ما يسمى إمارة في غزة، مشيرا إلى أن فلسطين في عقيدة حماس هي كل فلسطين من البحر إلى النهر، ورفض بذلك اتهامات الرئيس الفلسطيني محمود عباس المتكررة لحماس بسعيها لإقامة إمارة ظلامية في غزة. وقال الزهار إن المصالحة الفلسطينية ستمنع حربا جديدة على غزة وستخفف الحصار، ولكنها بحاجة لأسس سليمة أهمها التفاهم الداخلي والعودة لتنفيذ ما اتفق عليه في مارس 2003 في اتفاق القاهرة المتعلق بمرجعية سياسية فلسطينية وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية. واعتبر أن المصالحة ستحسن علاقة حماس مع العالم العربي خاصة الأنظمة، وكذلك ستحسن وضع الحركة وعلاقاتها مع مصر، وأكد أن مصر ليست دولة عادية بل محورية ومركزية. واعتبر أن فتح سوف تجني من المصالحة الكثير، أهمها تخفيف التبعية المجانية لإسرائيل ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وفتح المجال أمام عودتها لغزة، وتسهيل الانتخابات القادمة. وكشف الزهار عن حراك أوروبي متواصل تجاه حماس، وأكد وصول مزيد من الدعوات لقيادات الحركة لزيارة عواصم أوروبية، والسماع منها لرؤيتها تجاه المصالحة والحوار ومستقبل المنطقة.