وسط أحداث سياسية ملتهبة يشهدها العالم في أكثر من منطقة، انطلقت أمس الثلاثاء والى غاية الاثنين القادم بمدينة نيويورك اجتماعات الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمشاركة تسعين رئيس دولة وخمسة نواب رؤساء و39 رئيس حكومة وثلاثة نواب رؤساء حكومة و52 وزيرا. تعد هذه الدورة المشاركة الأولى للرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي ألقى خطابا في أول ظهور له على منبر الأممالمتحدة، وكذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الذي تولى منصبه قبل تسعة أشهر، كما أنها المشاركة الأولى للرئيس الغامبي أداما بارو. من أبرز القادة المشاركين في الجمعية العامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي ونظيرها الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى قادة آخرين. ويحفل جدول أعمال هذه الدورة بالعديد من القضايا والملفات الراهنة التي تشغل دول العالم وشعوبه وفي مقدمة هذه القضايا صون السلام والأمن الدوليين، ومنع نشوب النزاعات المسلحة، والقضية الفلسطينية، وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وتعزيز دور الوساطة في تسوية المنازعات بالوسائل السلمية، ومنع نشوب النزاعات وحلها. كما يتضمن جدول الأعمال بحث تحقيق السلام الدائم والتنمية المستدامة في افريقيا، وإنهاء التدابير الاقتصادية القسرية الانفرادية التي تتجاوز الحدود الإقليمية كوسيلة للإكراه السياسي والاقتصادي، ودعم منظومة الأممالمتحدة للجهود التي تبذلها الحكومات في سبيل تعزيز وتوطيد الديمقراطيات الجديدة أو المستعادة، كما تتناول مناقشات الجمعية العامة الحالة في أفغانستان والحالة في أذربيجان، ومسألة جزيرة مايوت القمرية، وضرورة إنهاء الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه الولاياتالمتحدةالأمريكية على كوبا، والمسألة القبرصية والتعاون الدولي في استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية. إصلاح الأممالمتحدة وتعزيز حقوق الإنسان ويشمل برنامج الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة أيضا، بحث سبل إصلاح الأممالمتحدة وتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، وتنفيذ ومتابعة نتائج المؤتمرات الرئيسية ومؤتمرات القمة التي تعقدها الأممالمتحدة في الميدانين الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى ثقافة السلام ودور الأممالمتحدة في إقامة نظام إنساني عالمي جديد، وتسخير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأغراض التنمية والتجارة الدولية والتنمية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التدفقات المالية غير المشروعة من أجل تعزيز التنمية المستدامة، والحد من مخاطر الكوارث، وحماية المناخ العالمي لمنفعة الأجيال البشرية الحالية والمقبلة، والرياضة من أجل التنمية والسلام. كما يبحث تنفيذ اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر في البلدان التي تعاني من الجفاف الشديد، وضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة، وتنفيذ نتائج مؤتمري الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية وللإسكان والتنمية الحضرية المستدامة وتعزيز برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية، ودور الأممالمتحدة في تعزيز التنمية في سياق العولمة. تركيز على دور المرأة في التنمية ويركز برنامج الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة على دور المرأة في التنمية، وتنمية الموارد البشرية، والتنمية الزراعية والأمن الغذائي والتغذية وسبل إقامة شراكات عالمية، والتنمية الاجتماعية، بما فيها المسائل ذات الصلة بالحالة الاجتماعية في العالم وبالشباب والمسنين والمعاقين والأسرة، ومتابعة مؤتمر الأممالمتحدة الرابع المعني بأقل البلدان نموا وسبل القضاء على الفقر. منع الصراعات أولوية وفي يوم 12 سبتمبر الجاري ومع بدء الاجتماعات التحضيرية للجمعية تم انتخاب الدبلوماسي السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك رئيسا للدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة الذي أعرب عن أمله بأن تكون هذه الدورة دورة جيدة ومنتجة، وأن تؤدي إلى حلول ملموسة لمشاكل العالم، وأن تتغلب الجمعية العامة في ظل رئاسته على المصالح الوطنية الضيقة.. كما أعرب لايتشاك عن رغبته في التركيز على منع نشوب الصراعات بشكل أفضل، لإنقاذ الأرواح البشرية وتوفير المال مما سيمنح الدول الأعضاء الوقت والجهد أيضا لأن تصوغ عهدا دوليا بشأن الهجرة، من المتوقع اعتماده في عام 2018.