يناشد أولياء تلاميذ مدرسة بوسلهام عبد القادر الواقعة بوسط مدينة سيدي بلعباس السلطات المحلية من أجل النظر في وضعية المؤسسة التي أضحت تشكل خطرا حقيقيا على حياة التلاميذ بعد تصدع جدرانها وأسقفها، وهو ما أضحى يظهر جليا للعيان، وأكد أولياء التلاميذ أن الأوضاع داخل هذه المدرسة العريقة لم تعد تساعد بشكل أو بآخر على عملية التمدرس، خاصة مع التدهور الكلي لهياكلها وهي المؤسسة التي تمدرست بها عديد الشخصيات من أبناء المنطقة، حيث تمّ تشييدها سنة 1881 وكانت وعلى مرّ السنوات من أفضل المؤسسات التربوية بالولاية، إلا أن الإهمال تسبب في تحويلها إلى هيكل بلا روح غير صالح لتمدرس التلاميذ، هذا وتزداد مخاوف الأولياء بحلول فصل الشتاء أين تتسلل مياه الأمطار إلى داخل الحجرات ناهيك عن الأسقف المشققة والهشّة التي تتناثر منها مادة الجبس، المراحيض المهملة والمطعم المهترئ الذي أصبح غير صالح للطبخ والاستعمال ما إضطر الإدارة إلى تقديم وجبات باردة للتلاميذ توزع في أوقات محددة. الوضعية الكارثية هذه خلقت إستياءً كبيرا لدى الأولياء الذين طالبوا وفي اكثر من مناسبة بضرورة الإسراع في اتخاذ قرار الترميم وإعادة الاعتبار إليها ودرء الخطر عن التلاميذ قبل حدوث ما لا يحمد عقباه، جهتها أكدت قيصر فاطمة الزهراء رئيسة المكتب الولائي للجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ أن الجمعية قامت برفع الانشغال لمديرية التربية، هذه الأخيرة التي أكدت أن المدرسة تمّت برمجتها واقتراحها من أجل الترميم والصيانة وهو الأمر الذي يدخل ضمن صلاحيات المجلس الشعبي البلدي الذي لم يتحرك إلى حد الآن من أجل الانطلاق الفعلي في المشروع. في ذات السياق تناشد الجمعيات المهتمة بتراث المنطقة بأهمية إعادة الإعتبار لهذا الصرح العلمي التاريخي باعتباره من أقدم المدارس على مستوى الولاية قبل دخوله خانة الخطر وتفادي تكرار سيناريو مدرسة إبن سينا التي تم هدمها بعد تصنيفها ضمن المباني الآيلة للسقوط جراء الإهمال الذي طالها ما أفقد الولاية إحدى أقدم وأعرق مدارسها.