أشار المشاركون في الملتقى الدولي حول الإسلام والعلوم العقلية بين الماضي والحاضر إلى ضعف رسالتنا إلى الغرب من أجل إقناعهم بالقيم السمحة لديننا الحنيف ومختلف المعاملات المثالية التي اخذ منها الغرب كثيرا وبنى عليها دساتيره وقوانينه ويتنكر لها اليوم بفعل سيطرة تيارات صهيونية ومسيحية إنجيلية متطرفة تقوم بكل شيء من أجل الإساءة والتهجم على الإسلام والمسلمين وحتى العرب وتستغل وسائل الإعلام والسينما وكل ما هو متاح من لعب الأطفال والملابس للترويج لهوسها وتخوفها المصطنع من الإسلام حتى وصل بها الأمر إلى اصطناع الاسلامو فوبيا. تمر الأمة العربية والإسلامية بأوضاع لا تحسد عليها فالتخلف الاقتصادي والاجتماعي يضرب أطنابه ولا حديث في هذه الأمم والمجتمعات اليوم إلا عن العنف وتفشي الآفات الاجتماعية وانتشار الطرقية والسلوكات الشاذة والانقسامات الطائفية والاثنية التي زادت من تردي التماسك الاجتماعي وما يحدث في العراق وفلسطين واليمن وغيرها من الدول العربية والإسلامية إلا دليل على أننا لم نفهم الدين جيدا حتى نفهمه للغرب لأن واقعنا اليومي لا يجعل الآخرين يتحمس للخوض في قيمنا وتوجهاتنا. وقد تحدث المشاركون في الملتقى عن محور مهم جدا هو حلقة المثقفين العرب والمسلمين ودورهم في التصدي للهجمات على الإسلام ومبادرتهم في شرح وتفسير حقيقة الإسلام والمسلمين فالمثقف العربي اليوم يعاني من التهميش من قبل الأنظمة وحتى قنوات الاتصال مغلقة حيث سيطرت عليها الفرق الغنائية والمجموعات المطبلة والمزمرة وقد غاب العقل وتم تغييبه وتم فتح المجال لأشباه المثقفين للحديث باسم الدين والعربية والتاريخ لإرضاء أطراف معينة أو للتهجم على أطراف أخرى فالجدل العقيم زاد من تخلف الأمة والإسلام وبات يصب في خانة الغرب الذي يظهر أنه قد خطط جيدا للنيل من العرب والمسلمين أو بمعنى آخر خدمة المصالح الصهيونية التي تحقق مكاسب يومية على حساب الأمة العربية والإسلامية. وقد غرق مثقفونا أو البقايا منهم بعد أن هاجرت الزبدة إلى مختلف الجامعات الغربية وباتوا يعتنقون نفس مواقف الغرب في ظل التأثر الكبير الذي بدا عليهم بعد المدة الطويلة التي قضوها هناك ،وباتت الدول الغربية تستغل مثقفينا لإرسالهم إلينا في محاولات للتشويش علينا وتشكيكنا في انتمائنا وتوجهنا وعممت هذه الظاهرة على مختلف الدول العربية حيث بات الصراع بيننا وما يحدث بين مختلف التيارات الحزبية والهيئات حول أمهات القضايا الخاصة بالدين والمجتمع يؤكد غياب مشروع وطني يجمع شمل جميع الطبقات أو على الأقل يوفر نقاط تقاطع تجعلنا نظهر موحدين تجاه قضايانا التي لم نحسم فيها بعد وكل مرة نعيد جلب تلك المواضيع ونتلاسن ونختلف فيها في الوقت الذي فصل الغرب مواقفه تجاه أمهات القضايا منذ قرون خلت للتفرغ إلى معارك التكنولوجية التي أبانت فيها عن إمكانيات هائلة جعلت منها قوة رائدة ومسيطرة على العالم العربي والإسلامي. ولحسن الحظ فقد برزت إيران وتركيا وماليزيا وأندونيسيا كقوى إسلامية حققت العديد من النجاحات في المجال التكنولوجي والصناعي وباتت تنافس كبرى القوى العالمية وهو ما يعيد الأمل الينا في قدرتنا على استرجاع أمجادنا الضائعة بين غياهب الجهل والتخلف وتحامل قوى الشر،وينتظر أن تصب توصيات الملتقى في مصف ضرورة رد الاعتبار للعقل ومنح مكانة أوسع للمثقفين ورجال الدين لقيادة المجتمع الذي بات عرضة لانتشار الخرافات والطرقية.