رفض الشيخ بوعمران الخوض في قضية ''الإسلاموفوبيا'' والأهداف الإستراتيجية التي تسعى الدول الغربية لإثارتها من أجل تحقيق مكاسب في شتى المجالات وبرر الشيخ أمس موقفه بكونه ليس رجلا سياسيا حتى يتحدث في مثل هذه الملفات وأكد في تصريح صحفي على هامش الملتقى بأن دوره يتمثل في فتح المجال للمثقفين والاختصاصيين لمناقشة مختلف الملفات والمواضيع التي تخص الدين والمجتمع. ويأتي تحفظ المجلس الإسلامي الأعلى بعد الضجة والجدل الكبير الذي أحدثته مختلف المواقف حول عقوبة الإعدام حيث تصادم الشيخ مع موقف الأمينة العامة لحزب العمال وخلق العديد من التساؤلات حول التناقض الكبير بين مختلف الهيئات الوطنية حول أمهات القضايا كما تعكس التحفظات غياب التنسيق بين الطبقات السياسية والمثقفة لتكوين موقف ورأي موحد يكون عاكسا لتوجه الرأي العام . حاول المشاركون في ملتقى العلوم العقلية بين الماضي والحاضر الدفاع عن مكانة العرب والمسلمين في ترقية الحضارات ومساهمتهم في ما وصلت إليه البشرية من تقدم في ظل الهجمات الشرسة التي يتعرض لها العرب والمسلمين من بعض قوى الشر التي جعلت كل ما هو عربي وإسلامي مرادفا للهمجية والإرهاب غير أن المحاضرات والمداخلات التي عرفت حضورا محتشما من مختلف الهيئات والشخصيات الوطنية والدولية وهو ما يعكس مكانة العلوم والعقل في مجتمعنا حيث ينعدم الاهتمام ويهان المثقف أمام تفشي الاستلاب الثقافي وغياب مناخات الحوار والنقاش الذي يفيد المجتمع. وغاب عن الملتقى الذي احتضنه فندق الأوراسي أي محور يخص مشاريع العرب والمسلمين المستقبلية وكيفية تدارك التأخر العلمي والمعرفي الذي يجعلنا نزداد تبعية يوما بعد يوم وقد حاول الدكتور ولد لعروسي الطيب من معهد العالم العربي بباريس في مداخلته إبراز الدور العربي الإسلامي في نقل العلوم إلى أوروبا في محاولة للرد على بعض الكتابات الغربية التي تحاول إنكار ماضي العرب والمسلمين في ترقية الحضارات وخاصة الغربية منها التي نهلت من علومنا وعلمائنا وتحاول اليوم التنكر والتعصب من خلال التظاهر باختراع كل شيء وتقديم العرب والمسلمين كمجتمعات متطرفة وإرهابية. كما تحدث الدكتور نضال قسوم من الجامعة الأمريكية بالشارقة عن نظرية الإعجاز العلمي مؤكدا بأن الإسلام دين عقل ويقين وتضمن مختلف العلوم الدينية والدنياوية عكس ما يروج له البعض ومن المواضيع التي تناولها الملتقى ظهور وتطور النشاطات الرياضية في الحضارة العربية الإسلامية ومكانة الكيمياء في الحضارة العربية الاسلامية بين الماضي والحاضر كما أبرز الدكتور حاج ماحي سنوسي عن رحلة الطب العربي الإسلامي إلى الغرب وهي المحاور التي أراد من خلالها المتدخلين توجيه رسالة للغرب من خلال الشخصيات التي حضرت من مختلف الدول الأجنبية بان العرب والمسلمين أصحاب حضارة وسلام وتسامح. ويأتي هذا الملتقى الذي جرى في ظروف تنظيمية متوسطة ولأمة العربية والإسلامية تمر بأسوأ مراحلها حيث باتت مجتمعات متخلفة كثيرا مع انتشار كبير للطرقية والجهل والتخلف وتغييب العقل وكذا ازدياد التحامل الغربي على الدين الإسلامي حيث أعلنوها حربا صليبية غير منتهية. ويستمر الملتقى إلى يوم الغد من خلال ورشات ومحاضرات عديدة سينتهي بقراءة التوصيات حول عنوان الملتقى.