سجل قطاع المحروقات اكبر النتائج خلال العام الماضي بفضل سياسة الإصلاحات التي حددت أهدافا واضحة لا تقبل الضبابية والتساؤل.وتتمثل الأهداف في جعل الجزائر قوة طاقوية يحسب لها الحساب، تعزز حصتها في الخارطة الاقتصادية الدولية المتغيرة الحبلى بالتنافسية في زمن تضرب فيه الأزمة المالية العالمية جميع الدول بلا استثناء وتفرض تدابير احترازية لمواجهتها قدر الممكن أو التقليص من أضرارها بعض الشيء. وتزيد من أهمية هذه الأهداف وتبقيها ضمن استعجال السياسة الوطنية الرغبة الملحة في التمادي في تمويل المشاريع الكبرى للخماسية الجارية اعتمادا على الإمكانيات الجزائرية البحتة دون الاتكالية على الخارج وما يفرضه من ضغوط واملاءات ترهن السيادة وتبقى استقلالية القرار محل المساومات. وتكشف هذه الحقيقة الاستثمارات الضخمة للعقود الممضاة بين سوناطراك والشركات الأجنبية على مدار عشرية من الزمن مقدرة ب 5,52 مليار دولار. وهي استثمارات قدرت في العام الماضي فقط ب 8,11 مليار دولار بدل 3,2 مليار عام .2008 وعلى هذا الأساس جاءت حصيلة قطاع المحروقات مريحة من زاوية المداخيل المالية والمساهمة في الإنتاج الوطني والجباية والشغل، مكرسة الثقة في التوجه العام الذي اختارته الجزائر بناءا على نظرة ثاقبة للأمور متطلعة للأفق مقدرة الحسابات والطوارئ بعيدا عن الارتجالية. وليس هذا بمفاجأة على بلد عرف على الدوام بقدرته على تسيير الأزمات مهما كبرت. وكان من الرواد في البحث عن مخرج مقبول لانهيارات النفط وانخفاض أسعاره إلى أدنى المستويات. وكانت لمسة الجزائر حاسمة في إعادة الأمور إلى نصابها في قمة الاوبيب بوهران حيث عادت الأسعار إلى الانتعاش بعد سنين التدهور.وهي مسالة ينتظر تكرارها مع أسعار الغاز الموجودة في انخفاض غير مقبول منذ حقب، وهذا في المنتدى العاشر للبلدان المصدرة لهذه الطاقة المقرر بالباهية في 19 أفريل الجاري. وحسب الأرقام فان السنة الماضية اكبر الأعوام إنتاجا للمحروقات في الجزائر نتيجة توسيع مجال الاستثمار بفتح حقول الاستغلال الجديدة للمتعاملين الأجانب الذين اقتنعوا بواجهة الجزائر المهمة بعد حالات التردد والتحفظ. زادتهم حرارة وعناية الأغلفة المالية المرصدة للبرنامج الخماسي المقدرة ب 250 مليار دولار. وفي هذا الإطار تدرج زيادة إنتاج المحروقات ب 223 مليون طن ما يقابل بترول لسنة 2009 عززتها الحقول التسعة المكتشفة في ذات الحقبة سواء من خلال سوناطراك وحدها أو بشراكة مع الآخرين.وعززت الإنتاج الموسع أيضا عقود الاستغلال الأربعة مع كبريات الشركات النفطية في صدارتها '' أيني'' الايطالية ، غازبروم الروسية ، وايون رهورغاز، و '' بي. جي.'' ويقدر عدد العقود الممضاة في عروض المناقصات المفتوحة على مدار عشرية ب 47 عقد استغلال وتطوير الحقول النفطية التي تحوي كميات هائلة من النفط تجعل الجزائر قوة مؤثرة إلى ابعد الحدود. وينظر إلى القفزة النوعية في المحروقات من زاوية الإيرادات المسجلة 44 مليار دولار، 5,13 مليار دولار متوقعة للثلاثي الأول من السنة الجارية. ويضاف إلى هذا الإيرادات الجبائية للخزينة العمومية المقدرة ب 640 مليار دينار خلال الثلاثي الجاري. وكان لانجازات المحروقات الذي يبقى الممول الرئيسي للمشاريع والبرامج الأثر الايجابي على الشغل حيث ضاعف من عمال سوناطراك ببلوغهم ما يقارب 48 ألف عامل بعدما كانوا أكثر من 36 ألف بقليل بداية الألفية.