نوه، السفير الصيني بالجزائر »ليو يوهي« بنوعية العلاقات الجزائرية الصينية وتطورها في مختلف المجالات فارضة نفسها مرجعية للحوار جنوب جنوب في ظل عولمة زاحفة لا تعترف بالخصوصية والتمايز.نوه، السفير الصيني بالجزائر »ليو يوهي« بنوعية العلاقات الجزائرية الصينية وتطورها في مختلف المجالات فارضة نفسها مرجعية للحوار جنوب جنوب في ظل عولمة زاحفة لا تعترف بالخصوصية والتمايز. وقال، »يوهي«، في حفل استقبال، مساء الاثنين، احتفاء بالذكرى ال 60 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ان العلاقات الثنائية، التي بلغت درجة من الرقي، تعززت بفضل الارادة السياسية لقادة البلدين التي لا تتوقف عند الزمان والمكان، ولا تكتفي بما تجسد في الميدان من نتائج يحسب لها الحساب. لكنها تستمر في جعل ما تحقق ارضية انطلاق لنتائج اخرى في المستقبل محل العناية والرعاية، وهي نتائج تتجسد في الميدان رغم بعد الجغرافيا والمسافات. وذكر، السفير، في ذات الحفل الذي حضره وزيرا التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية والتجارة الهاشمي جعبوب، وشخصيات سياسية ودبلوماسية، ان الجزائر والصين نجحتا في مد جسور الترابط القوية، والعلاقات الاستراتيجية بفضل وضوح الرؤية والاهداف والارادة الراسخة في بناء مجتمع متفتح في ظل الاصالة والخصوصية دون التنكر للهوية والانتماء والتنازل عن الشخصية. وعلى هذا الاساس، ترسخت علاقة ثقة ومصداقية، وتكرست مجالات التعاون وتطورت الى ابعد امد، تترجمها عقود الشراكة والاستثمار، وحجم المبادلات التجارية التي قدرت العام الماضي ب 800 مليون دولار، وهي مرشحة للزيادة بالنظر الى حجم المشاريع الضخمة التي انتزعتها الشركات الصينية في الجزائر عقب منافسة حادة مع مؤسسات دولية من كل جهات المعمورة. وقد تجاوبت المؤسسات الصينية التي ظلت ترافق مسار البناء الجزائري، منذ الاستقلال، مع روح الاصلاحات الوطنية، واثبتت حضورا قويا في قطاعات السكن والتعمير، والاشغال العمومية، والصحة وتكنولوجيات الاعلام والاتصال. وظلت حريصة على تأدية خدمة نوعية وانجاز في مستوى المعيار، محترمة كلفة المشاريع وامد التشييد دون القبول بمبدأ المراجعة التقنية واعادة التقييم، واعطت، بهذه المهمة، المثال الحي لامكانية توسيع مجالات الشراكة بين امم الجنوب وتحويل التكنولوجيا بلا حسابات الغش والخديعة. وذكر بها السفير »يوهي« مطولا، وقال في تقييمه للعلاقات الاستراتيجية بين الجزائر والصين وآفاقها: »الاصدقاء الحقيقيون يشعرون، على الدوام بأنهم أقرب لبعضهم البعض مهما كانت المسافة الجغرافية وبعد الزمن«. واضاف »يوهي« في التطلع الى الغد، ومزيدا من الجهد: »ان النتائج المحققة لا تجعل الطرفين يكتفيان بها، ويتذكرانها بفخر واعتزاز فقط كنهاية المطاف والمبتغى، بل يذهبان الى الابعد لمزيد من الثمار والتطور«. وبهذه النظرة الاستقرائية للواقع المتغير بلا توقف، تتعزز العلاقات الجزائرية الصينية، وتتقوى متحدية الظرف الصعب، واضطرابات وطوارىء، منها الازمة المالية العالمية الراهنة التي اعادت الى الاذهان ما حذر منه البلدان منذ زمان، وما شددا عليه بلا كلل وملل من حتمية اصلاح نظام عالمي جديد دخل مرحلة الشيخوخة، وبات عاجزا كليا عن تقديم خدمات تؤمن الاستقرار والسلم العالميين.