ذكر المرصد الدولي لمراقبة الثروات الطبيعية بالصحراء الغربية أن شركة النفط الامريكية «كوسموس اينرجي» تقوم للمرة الثانية بعمليات مسح لا شرعي تنقيبا عن النفط قرب مدينة الداخلة بالصحراء الغربية المحتلة بالتعاون مع شركة «كايرن اينرجي» الاسكتلندية. وكان المرصد قد سجل في شهر فيفري الماضي نشاط تنقيب غير شرعي قامت به نفس الشركة ما بين شهري فيفري وأفريل الماضيين. ولاحظ في تقريره الأخير وجود قارب تنقيب تابع لشركة كوسموس وسفينة تابعة لها يقومان ب»عمليات تثبيت لقطع بحرية لا تستعمل إلا في تحديد الاحتياطات النفطية» وذلك بموقع «بئر قارة» وهو الموقع الذي «باشرت به الشركة الأمريكية أول عمليات حفر نفطية في تاريخ الصحراء الغربية المحتلة». نهب في وضح النهار من جهة أخرى، جاء في تقرير المرصد أن شركة كوسموس قد «تحايلت على عملائها بإخفائها لوثائق القانون الدولي التي توضح وضع الصحراء الغربية التي لازالت محل نزاع». وأشار المرصد أن إخفاء معلومات من هذا النوع عن مستثمرين مستقبليين للشركة يأتي بعد أشهر من «انتصار جبهة البوليساريو» الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي و «تحديها» لاتفاقات الشراكة غير الشرعية التي يقوم بها المغرب والشركات الخاصة أمام المحاكم الوطنية والدولية وبعد 178 يوم من مصادرة شحنة الفوسفاط بميناء بورت اليزابيث الجنوب إفريقي. كما أكد المرصد أن شركة كوسموس تعمل منذ سنوات في قطاع التنقيب والحفر عن النفط والغاز بالسواحل المحتلة للصحراء الغربية وبترخيص من المكتب المغربي للهيدروكربونيات والتعدين وهي الشركة المملوكة من قبل سلطة دولة الاحتلال المغربية. وخلص أن إستغلال شركة كوسموس الأمريكية لقطاع «القارة» بالسواحل الصحراوية بترخيص من سلطات الاحتلال المغربي يعد «خرقا لقرارات مجلس الأمن وخاصة الرأي الصادر عن المستشار القانوني للمجلس السيد هانس كوريل والذي يؤكد على أن أي استغلال للثروات الطبيعية بالصحراء الغربية يعد انتهاكا للقانون الدولي مالم يتماشى هذا النشاط مع رغبة ومصلحة الشعب الصحراوي». صفعة للمغرب بعيدا عن عملية نهب الثروات الصحراوية، استطاعت الجمهورية الصحراوية أن تحقق انتصارا كبيرا على الساحة القارية، بعدما أكد الاتحاد الإفريقي مشاركتها في القمة الإفريقية- الأوروبية المقبلة، خلافا لما كان يخطط له المغرب الذي تلقى طعنة موجعة وانتكاسة قاتلة بهذا الموقف التاريخي للمنتظم الإفريقي. لقد فرض الاتحاد الإفريقي احترام سيادته وقراراته المتعلقة بحق دوله الأعضاء في حضور الشراكات التي يكون طرفا فيها، حيث نجحت المشاورات التي قادها رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي السيد موسى فقيه محمد بتكليف من مجلس وزراء الخارجية الأفارقة والمتعلقة بضمان حق مشاركة جميع دول الاتحاد 55 في القمة 5 للشراكة الإفريقية الأوروبية. وجاء في مذكرة شفهية لرئاسة المفوضية الإفريقية إلى الدول الأعضاء في المنظمة القارية، بأن رئيس المفوضية السيد موسى فقيه محمد قد أجرى عدداً من المشاورات والمحادثات بشأن قمة الشراكة الخامسة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي المقررة في العاصمة الإيفوارية أبيدجان يومي 29 و30 نوفمبر2017، مع كل من السيد الحسن وتارا رئيس جمهورية كوت ديفوار الدولة المضيفة، والسيد ألفا كوندي رئيس جمهورية غينيا كوناكري الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية وقضايا السلم وقادة آخرين. وأضافت المذكرة أن هذه المشاورات أسفرت عن إجماع تام حول إلزامية مشاركة جميع دول الاتحادين الإفريقي والأوروبي في القمة المنتظرة، وأن الدولة المضيفة كوت ديفوار ستتخذ «جميع الإجراءات الضرورية لتسهيل استقبال وإقامة جميع الوفود وذلك تماشيا مع كرم الضيافة الكبير التي تتميز به كوت ديفوار». في الأثناء سجلت حكومة الجمهورية الصحراوية ترحيبها بهذا التطور الإيجابي الذي يفي بما قرره المجلس التنفيذي للاتحاد، ويضمن النجاح التام لقمة الشراكة الخامسة التي يعتبرها الجانبان الإفريقي والأوروبي مناسبة هامة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين القارتين. على صعيد آخر، نددت الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية، بطرد سلطات الاحتلال المغربية لوفد برلماني أوروبي كان ينوي زيارة مدينة العيون المحتلة يوم الجمعة الماضي.