أكد أمس الاستاذ عامر رخيلة أن مؤتمر باندونغ شكل نقطة تحول تاريخية في مسيرة الشعب الجزائري من أجل تحقيق استقلاله، حيث فتح الباب واسعا أمام جبهة التحرير الوطني لابراز حنكتها السياسية والديبلوماسية، من خلال نجاحها في التحسيس الفعلي بعدالة القضية الجزائرية، وبالتالي جعلها تحتل الصدارة في المحافل الدولية. وأوضح الاستاذ المحاضر لدى تدخله في الندوة التاريخية التي نظمها مركز الشعب للدراسات الاستراتيجية تحت عنوان «الديبلوماسية الجزائرية من مؤتمر باندونغ الى مفاوضات إيفيان 1962» أن الديبلوماسية الجزائرية سجلت حضورها لأول مرة في المحافل الدولية في مؤتمر باندونغ الذي أنعقد في ظل ظروف صعبة تمثلت في اشتداد الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي، ولذلك كان لزاما على الدول الافريقية والآسيوية البحث عن طريقة لإدانة الاستعمار والعنصرية والدعوة للتعاوان المكثف فيما بينهما، كما كان لزاما على جبهة التحرير الوطني مواجهة الديبلوماسية الفرنسية وإبطال أكاذيبها من خلال رد فعل يكون قويا،، فجاء مؤتمر باندونغ الذي انعقد يوم 18 أفريل 1955 بأندونيسيا وشاركت فيه الجزائر كعضو ملاحظ ممثلا في صانعي النشاط الديبلوماسي لجبهة التحرير الوطني وهما: حسين آيت أحمد وامحمد يزيد. وتوقف المحاضر عند «المعركة الديبلوماسية» التي حدثت على مستوى لجان الأممالمتحدة بين الجزائروفرنسا الاستعمارية المدعمة من قبل الحلف الأطلسي، حيث أوضح في ذات السياق أنه بعد مرور 3 أشهر من انعقاد المؤتمر ورغم الضغوط الفرنسية أرسل مندوبو 14 دولة منتسبة للأمم المتحدة وهي دول عربية وبعض الدول الأسيوية مذكرة الى الأمين العام للأمم المتحدة لادراج القضية الجزائرية في جدول أعمال الدورة العاشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذا ما جعل فرنسا تشن حملة شعواء على الجزائر داخل وخارج أروقة الأممالمتحدة، حيث ادعت أن القضية الجزائرية شأن داخلي ولا يحق للأمم المتحدة مناقشتها.. وهي الحجة الوحيدة التي قدمتها فرنسا... وبذلك بدأت معركة ديبلوماسية على مستوى لجان الأممالمتحدة. واعتبر المحاضر أن فرنسا والحلف الاطلسي فشلا في اقنا العالم بأن القضية الجزائرية قضية داخلية ، فكان ذلك أول انتصار لديبلوماسية الثورة الجزائرية الفتية التي وجدت في الدول العربية السند القوي لها.