من أجل تحيين برامج التكوين وفقا لمتطلبات التكنولوجيات الحديثة والمساهمة في التكوين عن طريق التمهين، لاسيما التكوين المستمر للعمل لتدعيم كفاءاتهم، وكذا توظيف المتخرجين، تم أمس توقيع اتفاقية تعاون بين مديرية التكوين والتعليم المهنيين للعاصمة ومؤسسة تايم كوم ذات المسؤولية المحدودة ممثلة لشركة سامسونغ الرائدة عالميا في صناعة الهواتف النقالة والتي سيتم تدشينها في 25 نوفمبر الجاري، وذلك بحضور وزير التكوين والتعليم المهنيين ووالي العاصمة. طمأن وزير التكوين والتعليم المهنيين محمد مباركي، على هامش حفل توقيع الاتفاقية شركاء الجزائر بالدعم في مجال تكوين وتثمين الموارد البشرية التي حسبه تبقى عاملا حاسما في تجسيد الأهداف الاقتصادية وتحسين تنافسية كل مؤسسة اقتصادية، مع مرافقة القطاع لكل المستثمرين من خلال وضع تحت تصرفهم الموارد البشرية اللازمة لنشاطاتهم، وتطوير التكوين والتعليم المهنيين في الفروع الخاصة بهم في إطار شراكة مع المؤسسة الاقتصادية، بحيث يوجد أزيد من 1200 مركز تكوين عبر كافة التراب الوطني يؤطرها ما يقارب 30 ألف معلم وإطار تقني وشبكة هندسة بيداغوجية فعالة. في هذا الصدد، اعتبر مباركي ميادين الهواتف، الرقمنة، الطاقات المتجددة والبناء والأشغال العمومية إستراتيجية للحكومة تساهم في التطور الاقتصادي والتنموي للبلاد، وهي تترجم توجه وتوصيات الحكومة للبحث الدائم عن الملائمة بين نوعية التكوين واحتياجات سوق العمل، والمؤسسات الاقتصادية للموارد البشرية وفتح تخصصات تسهل على الإدماج في عالم الشغل، مشيرا إلى أنه لابد من استعمال خبرة الكوريين في مجال الهواتف النقالة لنقل المعارف والخبرة للشباب المتربص. وأوضح الوزير أن هدف هذه الشراكة، هو تطوير الكفاءات المهنية التي تدمج التقنيات العصرية وطرق العمل الحديثة بغية تزويد العمال بكفاءات مهنية توافق المعايير الحالية وتسمح للمؤسسات الاقتصادية بالتوفر على الكفاءات اللازمة، كاشفا عن إدماج 220 متخرج ضمن عمال مؤسسة تايم كوم في مختلف التخصصات والمستويات و130 متخرج بمستوى شهادة التحكم المهني في تخصصات الإلكترونيك والإلكتروتقني، صيانة وإصلاح معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية. علاوة على 66 متخرجا بشهادة تقني في تخصصات إلكترونيك السيارات، الإلكترو تقني، الإلكترونيك الصناعية، القياسة وآليات الضبط، و22 متخرجا بشهادة تقني سامي في تخصصات إلكترونيك صناعية، تقني سامي في صيانة الأنظمة الميكانيكية الآلية، تقني سامي في الاتصالات السلكية واللاسلكية، ويغطي فرع الكهرباء والإلكترونيك والطاقة 43 تخصصا، بحيث يستقبل سنويا ما يقارب 50 ألف شاب وحوالي 18 ألف متخرج سنويا في هذا الفرع. كما سجل خلال الدخول التكويني 2017/ 2018 أكثر من 5 آلاف متربص في تخصصات الاتصالات الهواتف النقالة على المستوى الوطني. بالمقابل، نوه مباركي بالثقة التي منحها مسؤولو شركة سامسونغ ومؤسسة «تايم كوم» للشباب المتخرج للسماح لهم بولوج عالم الشغل، عبر اكتساب المهارات والخبرات حول التكنولوجيات الجديدة وإلتزامهم بمرافقة قطاع التكوين المهني بإدراج مسارات جديدة للتكوين مكيفة مع التكنولوجيات الحديثة لخدمات الهاتف وكذا استقبال المتربصين في الأعمال التطبيقية وفي التمهين، آملا في توسيع مضمون الاتفاقية المبرمة ليشمل كل التكنولوجيات الجديدة الكفيلة ببروز كفاءات وطنية في مجال الرقمنة وخدمات الهاتف لتعزيز إنتاج الثروات وإنشاء مناصب الشغل. موازاة مع ذلك، توقف الوزير خلال الزيارة مركز الامتياز لمهن الكهرباء والطاقة بالرويبة بالشراكة مع شنايدر ومركز الامتياز للبناء والأشغال العمومية بالحراش مع مجمع كوسيدار، موجها كلامه للمتربصين: اخترتم الطريق الصحيح للتمهين في قطاع البناء الذي يشهد طلبا كبيرا، ولن يعرف أصحابه بطالة»، داعيا إياهم لإنشاء مؤسسات خاصة في هذا المجال، مؤكدا أن 50 بالمائة من خريجي مراكز التكوين المهني حاملون لشهادات في تخصص الترصيص، الذي يعرف عددا غير كاف من المختصين في هذه المهنة. من جهته، قال والي العاصمة عبد القادر زوخ، إن الولاية بصدد تطبيق سياسة القطاع لإعادة النظر في التكوين كي يتماشى مع مناصب الشغل واحتياجات المؤسسة الاقتصادية، كاشفا عن إعادة تأهيل أكثر من 4 آلاف عون في الأيام القادمة وبرنامج آخر لإعادة رسكلة ألف موظف في البلديات والمقاطعات الإدارية وفق تقنيات الرقمنة. كما سيتم تقييم البرنامج الذي أطلقته ولاية الجزائر لإعادة تهيئة مباني وواجهات العمارات لاسيما بوسط العاصمة. أوضح المدير الولائي للتكوين المهني لولاية الجزائر زقنون، أن محتوى الاتفاقية هو التكوين التكميلي لخريجي القطاع، تكوين المكونين داخل الموقع المهني، مرافقة المؤسسة في مجال تكوين عمال وإطارات شركة تايم كوم، ومتابعة الأساتذة لكل مراحل تصنيع الهواتف بالموقع ونقل الكفاءة للمتربصين، بحيث تقضي الاتفاقية توظيف كمرحلة أولى 60 متخرجا من مراكز التكوين المهني، مضيفا أنه شرع في دورات تكوينية مع شركة كوسيدار، بحيث فتحت فروع في مهن البناء والأشغال العمومية عبر كافة المراكز التكوينية والتفكير في وضع برامج للتكوين في التكنولوجيات الحديثة.