ديربي مدينة ميلانو أو ديربي الغضب أو ديربي دي لامادونينا مثلما يحلو للإيطاليين تسميته إشارة إلى تمثال السيدة مريم الموجود أعلى الكاتدرائية الشهيرة "ألدومو" والتي تعد أشهر معالم المدينة السياحية هي كلّها أسماء لأحد أهم وأضخم مباريات الديربي على الكرة الأرضية بأكملها كونه الوحيد الذي فاز طرفاه أي سي ميلان وأنتر ميلان من قبل ببطولة دوري أبطال أوروبا وهي البطولة الأكبر والأشهر في العالم على صعيد بطولات الأندية. الديربي تعود بدايته إلى عام 1908 وهو نفس العام الذي تأسس فيه أنتر ميلان عندما إلتقى الفريقان في شهر أكتوبر في بطولة كياسو والّتي اُقيمت في سويسرا وانتهت وقتها المباراة بفوز أي سي ميلان بنتيجة 2-1 ومنذ حينها والمنافسة بين الفريقين تزداد شراسة وامتدت إلى كل المستويات حتى وصلت إلى المنتخب الإيطالي نفسه حيث كان ساندرو ماتزولا نجم أنتر ميلان وجياني ريفيرا نجم الميلان ضمن صفوف المنتخب وكان يشارك أحدهما على حساب الآخر ولا يشاركان سويًا وأصبحت مشاركة أي منهما مع إيطاليا مصدرًا لتفاخر جمهور ناديه واعتباره انتصار. كما يرفض جمهور الميلان حتى اليوم تسمية ملعبهم والذين يلعبون عليه مشاركة مع أنتر ميلان بإسم جوزيبي مياتزا وهو الإسم الرسمي للملعب وذلك لأنّ مياتزا والّذي لعب للناديين صنع تاريخه كله مع الأنتر ولم يحقق أي نجاحات تُذكر مع الميلان مفضلين إطلاق إسم سان سيرو عليه وهي إسم المنطقة التي يقع فيها الملعب. المنافسة بين الناديين امتدت إلى كل القطاعات المحلية والأوروبية أيضًا حيث إلتقى الفريقان في بطولة الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا والسوبر الإيطالية وبعض البطولات المحلية القديمة التي لم تعد تُلعب حاليًا بالإضافة إلى دوري أبطال أوروبا وبلغ مجموع المباريات الرسمية بينهما 214 مواجهة انتهت 76 منهم بفوز أنتر ميلان فيما فاز الميلان في 74 وكان التعادل هو سيد الموقف في 64 مواجهة. سجل الأنتر خلال اللقاءات الماضية 291 هدفًا بينما سجل الميلان 287 وهي الأرقام التي توضح حجم المنافسة الشرس بين الناديين ويعد الأنتر هو الأكثر تفوقًا في مواجهات بطولة الدوري حيث فاز 68 مرة مقابل 61 مرة للميلان بينما كان الميلان هو الأكثر فوزًا في بطولة كأس إيطاليا برصيد 9 مرات مقابل 7 انتصارات للأنتر بخلاف انتصار الميلان في المواجهة الوحيدة التي جمعتهما في بطولة السوبر الإيطالية. بينما كان الفوز أوروبيًا أيضًا دائمًا من نصيب الميلان حيث إلتقى الفريقان مرتين في دوري أبطال أوروبا عامي 2003 و 2005 كل منهما كان بنظام الذهاب والإياب فتعادل ذهابًا وايابًا في المرة الأولى وحسمت قاعدة الهدف خارج الأرض التأهل لصالح الميلان فيما انتهت مواجهتي عام 2005 بفوز الميلان ذهابًا وإيابًا ولم تكتمل مباراة الإياب بسبب أعمال الشغب التي قام بها جمهور الأنتر وتم احتساب اللقاء لصالح الميلان بنتيجة 3-0 والذي كان متقدمًا بالفعل بهدف دون مقابل. الانتصار الأكبر في الديربي كان لصالح الميلان بسداسية دون مقابل عام 2001 بينما كان أكبر فوز للأنتر عام 1910 عندما حسم الديربي لصالحه بنتيجة 5-0. ويعد الأوكراني أندري شيفشينكو مهاجم الميلان السابق هو الهداف الأول للديربي برصيد 14 هدفًا يليه جوزيبي مياتزا برصيد 13 هدفًا منهم هدف وحيد سجله بقميص الميلان في الديربي، فيما كان الهدف الأسرع في الديربي من نصيب ساندرو ماتزولا عام 1963 بعد مرور 13 ثانية فقط بينما يعد لاعب الميلان جوزي ألتيفاني هو الأكثر تسجيلًا في مباراة واحدة بتسجيله 4 أهداف عام 1960 خلال المباراة التي انتهت بفوز الميلان 5-3 بينما يعد أسطورة الميلان باولو مالديني هو الأكثر مشاركة في الديربي برصيد 56 مباراة يليه زانيتي أسطورة الأنتر برصيد 47 مباراة. كما يملك الأرجنتيني والتر سامويل مدافع الأنتر السابق رقمًا قياسيًا تاريخيًا في لقاءات الديربي حيث شارك في فوز الأنتر في 10 مرات متتالية ولم يفشل الأنتر أبدًا أثناء مشاركته في تحقيق الفوز باستثناء اللقاء الأخير العام الماضي والذي انتهى بفوز الميلان. وسبق لعدد كبير من اللاعبين أن مثل كلا الناديين على رأسهم جوزيبي مياتزا وكلارنس سيدورف وزلاتان ابراهيموفيتش وماريو بالوتيلي وروبيرتو باجيو واندريا بيرلو ورونالدو بينما قام عدد من المدربين بتدريب الفريقين خلال مسيرتهما التدريبية على رأسهم الثلاثي تراباتوني وليوناردو وزاكيروني واخيراً ميهايلوفيتش المدير الفني الحالي للميلان والذي عمل كمدرباً مساعداً لمانشيني المدرب الحالي للانتر خلال ولايته الاولى كمدرباً للنيرازوري قبل عدة سنوات. الحالة الفنية السيئة التي يعاني منها الفريقين خلال السنوات الأخيرة اثرت بشكل كبير على التركيز الاعلامي والاهتمام بالمباراة التي كانت سابقاً محل انتظار من عشاق اللعبة في العالم بأسره وعدم مشاركتهما هذا الموسم في دوري أبطال أوروبا لفشلهما في إنهاء الموسم الماضي في مركز مؤهل للبطولات الأوروبية.